تأمين حدود لبنان البحرية
هذه هي مهمات الجنود الألمان من ذوي القبعات الزرق في لبنان وهذا هو تأثير الأوضاع السياسية الحالية.
يقع لبنان في منطقة حافلة بالأحداث المثيرة. يتمتع البلد بتاريخ حافل متنوع، وقد تجاوز في تاريخه الحديث عددا من الحروب والأزمات. كل هذا بالإضافة إلى ما يقرب من 2 مليون لاجئ، غالبيتهم من سورية، وهذا ما يزيد من صعوبة الأوضاع. لهذا السبب تقوم المجموعة الدولية بدعم لبنان من خلال مجموعة من أصحاب القبعات الزرق، "قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان" (UNIFIL). وهي تضم 10000 جندي من أكثر من 40 بلدا.
ما هي مهمات قوة اليونيفيل؟
توجد قوة اليونيفيل منذ 1978، وهي أقدم مهمة لحفظ السلام تقوم بها الأمم المتحدة، ماتزال قائمة حتى الآن. في البداية اهتم أصحاب القبعات الزرق بتأمين السلام على الحدود بين لبنان وإسرائيل. وبعد الحرب الإسرائيلية اللبنانية في 2006 تم توسيع المهمة: منذ ذلك الحين تساعد قوات اليونيفيل لبنان على مراقبة حدوده البحرية البالغ طولها حوالي 200 كيلومتر، لمواجهة تهريب السلاح عن طريق البحر.
ما هو دور ألمانيا؟
تشارك السفن الألمانية وجنود البحرية الألمان في العملية منذ بداية المهمة البحرية في 2006. وهي تقوم بالمهام معا إلى جانب وحدات من بنغلادش والبرازيل واليونان وإندونيسيا وتركيا. منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2017 يترأس قبطان الفرقاطة دريك بيترس القوات الألمانية المشاركة، المؤلفة حاليا من 115 جنديا، والتي تضم أيضا الطراد ماغدبورغ.
وما هو دور القوات البحرية بالتحديد؟
تتألف القوة البحرية من سبع سفن، تقوم بأعمال الدورية قبالة السواحل اللبنانية على مدار الساعة، وتحاول كشف السفن موضع الشك. ويتم هذا بمساعدة بيانات خط السير أو تصاريح الحمولة. يتم إبلاغ حرس السواحل اللبناني عن هذه السفن، حيث يقوم هؤلاء بالصعود على متن هذه السفن وتفتيش حمولتها. "لقد نجحت العمليات خلال السنوات الماضية بشكل جيد جدا"، حسب ديرك بيترس. "الحدود باتت آمنة من الجانب البحري، ومن غير المحتمل أن تمر أسلحة ممنوعة عبر هذا الجانب".
ما هو تأثير التطورات السياسية الأخيرة؟
تشتمل المهمة الألمانية أيضا على "جانب التدريب" في الكلية البحرية في المدينة الساحلية جونية. ومن المفترض أن يتمكن لبنان ذات يوم من تولي مهمة مراقبة السواحل بالاعتماد على قوته الذاتية، لهذا السبب يعمل الجنود الألمان هناك أيضا في مجال التأهيل والتدريب. ويحظى هذا النشاط باهتمام خاص من قبل ديرك بيترس. صحيح أن التطورات السياسية لم تترك أثرا على النشاط في البحر، إلا أن الجنود المتواجدين على اليابسة يتأثرون مباشرة بالتطورات السياسية في البلاد. ومن أجل سلامتهم تم وضع خطط للطوارئ.
وكيف يبدو المستقبل؟
في حزيران/يونيو 2017 أقر البوندستاغ الألماني تمديد المهمة سنة أخرى. القبول الذي تحظى به هذه المهمة في داخل البلاد كبير، حسب بيترس: "نحظى باحترام كبير، كما أننا موضع ترحيب دائم، لأن أحدا لا يتهمنا بإخفاء أية نوايا سياسية".