الغربة والعيد المألوف
كيف يعيش اللاجئون عيد الميلاد في ألمانيا؟ عهد وظاظا ومالك يتحدثون عما هو مألوف بالنسبة لهم، وما يفتقدونه في العيد.
ألمانيا. يربط الألمان دوما عيد الميلاد بالتفكر والحنان وأضواء الشموع والمعجنات اللذيذة. ولكن كيف تبدو مشاعر عيد الميلاد لدى الناس الذين اضطروا إلى مغادرة أوطانهم والعيش كلاجئين؟ سؤال طرحناه على ثلاثة لاجئين من سورية.
"أنا من مدينة حلب. كنت هناك مدرسة كيمياء وفيزياء. هذا هو عيد الميلاد الثاني الذي أمضيه هنا في برلين مع أولادي الثلاثة. في حلب يوجد حوالي 20 في المائة من السكان من المسيحيين. وقد كانت العلاقة بينهم وبين المسلمين باستمرار علاقة ود ومحبة. في عيد الميلاد كانت الشوارع تمتلئ بالزينة، ويوم 25 كانون الأول/ديسمبر هو يوم عطلة رسمية. يذهب الناس إلى الكنيسة، ويزورون الأسرة، ويتناولون الطعام معا. لقد كنا نزور أصدقاءنا المسيحيين باستمرار، على الأقل لتناول فنجان من القهوة. وقد بات ليدنا الآن في برلين أيضا العديد من المعارف، مثل جيراننا الألمان. وقد أهديتهم أربع شموع لعيد الميلاد. إنه أمر محزن أن ينسى الناس في سورية الاحتفال بهذه المناسبة، وخاصة بالنسبة للأطفال".
"ولدت في قطاع غزة، وعشت ما يزيد عن 30 سنة في سورية، حتى هربت في عام 2015. لا أمارس أية ديانة، رغم أنني أنتمي إلى أسرة مسلمة. أحترم جميع الديانات، ولكنني أؤمن قبل كل شيء بالديمقراطية. في سورية كنت أحتفل بعيد الميلاد مع زوجتي وأولادي الأربعة. كان عندنا شجرة ميلاد، وكنا نقوم بتزيينها في 24 كانون الأول/ديسمبر، وندعو أصدقاءنا، من مسلمين ومسيحيين. وكنا نستمع إلى ترانيم وأغاني عيد الميلاد التقليدية مترجمة إلى اللغة العربية. لست أعرف ما إذا كنت سأحتفل هذا العام. أعرف الكثيرين هنا، إلا أنه شعور غريب أن يحتفل المرء وحيدا، بدون الأسرة".
"منذ سنتين هربت من دمشق قادما إلى ألمانيا، ومازال والداي يعيشان هناك. نحن مسلمون، كما غالبية السوريين. ولكن في شارعنا كان جميع الجيران تقريبا من المسيحيين. لهذا السبب كنا نحن أيضا نحتفل بعيد الميلاد. كنا نمضي أمسية 24 كانون الأول/ديسمبر عند أصدقاء، مع الحلويات ووجبة الدجاج وتبادل الهدايا. لا أرى فارقا عن طريقة الاحتفال في ألمانيا. لدي هنا في برلين مسؤولة عن رعايتي، وسوف أمضي فترة عيد الميلاد مع أسرتها. وربما أرسل طردا بريديا صغيرا لوالديّ".
* أسماء مستعارة