أشياء استعمالية زجاجية من رمل الصحراء والشمس
مصمم ينتج من الطاقة الطبيعية ومادة متوفرة بلا حدود منتوجاً جديداً.
للحظة الأولى يبدو وكأنه نوع من السحر، لكنه في الواقع ليس سوى مثال على كيفية مواجهة شح الموارد بروح الإبداع والتقنية العالية: مصمم المنتوجات الألماني ماركوس كايزر طور جهازاً قادراً على صهر رمل الصحراء بواسطة الطاقة الشمسية وحدها وتحويله بطريقة الترسيب بواسطة الضاغط الثلاثي الأبعاد إلى أشياء استعمالية. وهكذا تنشأ من لاشيء سوى رمال الصحراء وأشعة الشمس أطباق وقوارير ومنحوتات خزفية.
كان كايزر، الذي ينحدر من مدينة هانوفر والذي درس فن التصميم الصناعي في المعهد الملكي للفنون في لندن وفي معاهد أخرى، يريد صنع آلة لا تقتصر فائدتها على شحن أجهزة أخرى وإنما تستطيع إنتاج شيء ما بصورة مستقلة. فكرة ليست سيئة في زمن صار فيه الإنتاج المستدام للطاقة والمحافظة على الموارد من الموضوعات الكبرى: إذ ما الذي يتوفر في صحاري الأرض أكثر من الرمل والشمس؟ بعد التحضيرات الأولى في المغرب تمكن المصمم كايزر خلال أسابيع قليلة من التجارب في الصحراء المصرية، بالقرب من واحة سيوة وبمبلغ لا يزيد على 3500 دولار، من اختبار المصهر الشمسي بنجاح.
يعمل الضاغط من الناحية المبدأية بطريقة بسيطة جداً: بواسطة تصميم خاص للعدسات يتم تجميع الضوء في حزمة مركّزة جداً إلى درجة أن درجة الحرارة في المحرق ترتفع إلى أكثر من 2000 درجة مئوية. عندئذ ينصهر الرمل ويصبح سائلاً وبالتالي يصبح من الممكن أن يتخذ طبقة بعد طبقة شكل الشيء المطلوب. لقد وضع كايزر ليس فقط البرنامج الحاسوبي الذي يتحكم بالضاغط الثلاثي الأبعاد بواسطة الطاقة الشمسية بمنتهى الدقة، وإنما صنع أيضاً نوعاً من "الإطار" الذي يحرك العدسة: وهكذا يصبح من الممكن متابعة الشمس تلقائياً وضمان الحصول خلال النهار بكامله على أفضل سقوط لأشعة الشمس.
يحصل كايزر على الكهرباء اللازمة لتشغيل الجزء الكهربائي والإلكتروني لفرن الصهر الشمسي بواسطة وحدتين كهروضوئيتين (لوح ضوئي جهدي) لتحويل أشعة الشمس مباشرة إلى طاقة كهربائية. صحيح أن هذا الجهاز لم يزل في طور المشروع الفني ولكن من الممكن تصور كثير من إمكانات التطبيق العملي. تتراوح الأفكار من إنتاج الأدوات المنزلية البسيطة وحتى "الضغط" الثلاثي الأبعاد للعناصر اللازمة للبيوت المسبقة الصنع. على صفحته في شبكة الإنترنت يبين كايزر في فيلم مصور كيف يعمل جهاز الصهر.