تعزيز سلاسل التوريد العالمية عبر الذكاء الصناعي
يمكن أن يساعد كل من الرقمنة والذكاء الصناعي في جعل سلاسل التوريد العالمية أكثر أماناً وشفافية واستدامة.
يتشابك الاقتصاد الألماني بشكل كبير على المستوى الدولي، ويعتمد كثيراً على سلاسل التوريد العالمية. إلا أن علاقات التوريد العالمية قد أثبتت مؤخراً بشكلٍ خاص أنها عرضة للأزمات وشديدة التأثر بها. الخبيرة الاقتصادية أنيتا فولف من معهد ifo في ميونخ تشرح كيف يمكن من خلال الرقمنة والذكاء الصناعي أن تكون سلاسل التوريد أكثر أماناً وشفافية.
السيدة فولف، ما هي المزايا التي ترينها في سلاسل التوريد الرقمية؟
جائحة كورونا وتَعَرقُل سفن الشحن في قناة السويس وكذلك حرب أوكرانيا الحالية أظهرت جميعها سلاسل التوريد العالمية على أنها «سريعة العطب». وهذا ما زاد من أهمية تعامل الشركات مع المشاكل والأزمات بشكلٍ سريعٍ وآمن. وهنا يمكن لسلاسل التوريد الرقمية تقديم المساعدة.
في سلسلة التوريد الكلاسيكية تكمن المسألة دوماً في تدفق البضائع والأموال، وكذلك في تدفق المعلومات. وهنا غالباً ما يحدث التأخير، وتبرز الفجوات، بسبب الاعتماد على الورق في إنجاز العمليات. بينما يتم تداول المعلومات والبيانات في سلاسل التوريد الرقمية من مرحلةٍ إلى أخرى إلكترونياً دون أية انقطاعات أو فجوات.
ما هو دور الذكاء الصناعي والبيانات الكبيرة؟
يمكن أن يسهم كلاهما في التجاوب بشكلٍ أسرع في حال بروز أية مشكلات في سلاسل التوريد، ناهيك عن إمكانية التصرف بشكلٍ استباقي. عندما تتوفر البيانات الضرورية اللازمة يمكن للبرامج القائمة على الذكاء الصناعي على سبيل المثال أن تبين للشركة بشكلٍ مباشر الموردين القادرين على توفير البضائع الناقصة. كما أنها تعطي فكرة مسبقة عن المدة اللازمة لإعادة ملء المستودعات الخاصة بالشركة. وهنا يمكن أيضاً لما يسمى التوائم الرقمية أن تلعب دوراً مهماً وحاسماً، من خلال عرض مجمل العملية على التوازي مع سلسلة التوريد الحقيقية.
في ذات الوقت توفر سلاسل التوريد الرقمية مزيداً من الشفافية. لقد أظهرت جائحة كورونا أن الشركات كانت تعرف مورديها المباشرين، إلا أنها لم تكن تعرف في كثير من الأحيان كيف تبدو الخطوات السابقة في سلسلة التوريد.
ما الذي يجب أن يحدث كي تنتشر سلاسل التوريد الرقمية في الاقتصاد على نطاق واسع؟
هناك عقبتين أساسيتين: نوعية البيانات وحماية البيانات. يجب بداية أن تكون البيانات تفصيلية بشكل كبير، وهذا يتطلب أيضاً استثمارات مناسبة من قِبَل الشركات. من ناحيةٍ أخرى، تتطلب سلاسل التوريد الرقمية الناجحة بالتأكيد تمرير البيانات للآخرين. أي أن على الشركات أن تكون على استعداد للتشارك في البيانات. رغم ذلك، فإن القليل من المخاطر يتم التعويض عنها في المزايا الكبيرة. صحيح أنه على الشركات تقديم البيانات للآخرين، إلا أنها تحصل أيضاً على الكثير من البيانات المفيدة منهم.
هل يمكن بهذا أن تصبح سلاسل التوريد أكثر استدامة.
في جميع الأحوال يمكن أن تساعد الرقمنة في جعل سلاسل التوريد أكثر استدامة. بفضل المزيد من الشفافية، يمكن على سبيل المثال التأكد بشكلٍ أفضل من التزام سلاسل التوريد العالمية بحقوق الإنسان. وهذا يدعم أيضاً قانون سلاسل التوريد الساري المفعول منذ 2023. اتساع نطاق البيانات في سلاسل التوريد وما يرتبط بذلك من زيادة في الكفاءة والفعالية سوف يساعد بالتأكيد في التخفيف من هدر الموارد خلال عمليات النقل.