ماركات قوية ومنتجات ناجحة
"صُنع في ألمانيا" شعار يعبر عن الأصالة والجودة، وتشكل الإبداعات العصب المحرك للاقتصاد الألماني.
جينز، تليفون، سيارة، تقنية MP3، بيرة: كل إنسان يعرف هذه الاختراعات. جميعها نشأت في ألمانيا، أو شاركت الحياة الألمانية في إبداعها. لائحة الاختراعات المبتكرة التي نشأت في ألمانيا وما نتج عنها من منتجات، طويلة لا نهاية لها. شعار الجودة "صنع في ألمانيا" يجسد الأصالة والنوعية الجيدة. إلا أن كون الشركات الألمانية مبدعة إلى هذا الحد، يعود أيضا إلى أن الإنفاق السنوي على البحث والتطوير في ألمانيا يصل إلى حوالي 80 مليار يورو. العديد من الشركات في طريقها اليوم نحو "صناعة 4.0". وهي يُطلق عليها أيضا اسم الثورة الصناعية الرابعة، لأن الآلات في المستقبل سوف تعمل باستقلالية وتتخذ قراراتها تلقائيا، كما أنها ستكون مترابطة ومتشابكة بشكل وثيق.
تمتلك ألمانيا أكبر اقتصاد وطني في الاتحاد الأوروبي، كما أنها رابع أكبر اقتصاد على المستوى العالمي، بعد الولايات المتحدة والصين واليابان. ولا شك أن في ألمانيا العديد من الشركات العملاقة التي تعتبر من اللاعبين الأساسيين على المستوى العالمي. إلا أن غالبية الشركات، بل أكثر من 99% منها، هي شركات من الحجم المتوسط. كما يعمل في الشركات ذات الحجم المتوسط غالبية الناس، ويتعلم فيها غالبية الشباب الذين يخضعون للتأهيل المهني. ولأن الاقتصاد يحقق هذه النجاحات الكبيرة، فإن في ألمانيا نسبة منخفضة من العاطلين عن العمل من جيل الشباب. وتشكل صناعة السيارات أحد أهم القطاعات الاقتصادية في الاقتصاد الألماني. أودي وBMW ومرسيدس وفولكسفاغن وأوبل جميعها من كبار أرباب العمل في البلاد: 775000 إنسان يعملون اليوم في قطاع صناعة السيارات. أحدث ابتكارات هذا القطاع هي السيارة الذاتية التحكم. حيث لا يحتاج السائق إلى التحكم بالمقود ولا بالسرعة. المنتجون الألمان يريدون احتلال الموقع السباق في مجال السيارة الذاتية التحكم، وقد قاموا باستثمارات كبيرة في تطويرها. أيضا في قطاعات بناء الآلات والصناعات الكيميائية والبصرية تحتل الشركات الألمانية الريادة.
الإبداعات هي العصب المحرك للاقتصاد، وبدونها لا مكان للتطور: في ألمانيا يعمل 605000 إنسان في مجال التطوير والبحث.