موديل المستقبل: التعاونيات
تتمتع التعاونيات في ألمانيا بتاريخ عريق. وحتى التحديات الحالية يمكن مواجهتها الآن جيدا من خلال "النشاطات الجماعية المشتركة".
قصة نجاح ألمانية: في القرن التاسع أسس كل من فريدريش فيلهيلم رايفآزن وهيرمان شولتسة-ديليتش في ذات الوقت تقريبا أولى الجمعيات التعاونية، التي تقوم من خلالها مجموعة من الأشخاص تسعى إلى ذات الهدف باتباع مبادئ المساعدة الذاتية والإدارة الذاتية وتحمل المسؤولية الذاتية معا. اليوم يوجد في ألمانيا ما يزيد عن 7500 جمعية تعاونية تضم حوالي 20 مليون عضوا، وهي في ازدياد مستمر. فعلى عكس باقي الأنواع من الشركات والتجمعات لا تعمل الجمعيات التعاونية فقط من أجل الربح التجاري أو المادي، حيث أن هدفها في المقام الأول تحقيق العدالة الاجتماعية ومراعاة البيئة. وغالبا ما يكون أعضاء الجمعية التعاونية موظفين أو زبائن في ذات الوقت. اليوم لا ينحصر هذا الموديل على القطاع الزراعي أو في مجال البنوك أو التجارة. وهو يعد بتقديم الكثير من الحلول لتحول الطاقة وموجات اللاجئين وندرة المساكن التي تسبب أزمة السكن. هنا ثلاثة أمثلة.
تعاونية الطاقة فريدريش-فيلهيلم رايفآيزن، آيشنتسيل
في عام 2016 تأسست الجمعية التعاونية المسجلة رسميا (eG) في دائرة مدينة فولدا، وبدأت نشاطها مع حديقة طاقة الرياح هوفبيبر، التي تنتج سنويا حوالي 18 مليون كيلوواط ساعي من الطاقة الكهربائية. ويعود هذا بالفائدة على البيئة وعلى أعضاء التعاونية أيضا من خلال المبيعات وكذلك على الدائرة المحلية بشكل عام. هوفبيبر يمكنها كسب حوالي 2,6 مليون يورو، سوف تدخل صندوق البلدية العام خلال السنوات القادمة، كعوائد من التأجير والضرائب على الشركات. وقد كانت الفكرة مقنعة إلى درجة أن حوالي 190 عضوا في الجمعية التعاونية استثمروا 2,7 مليون يورو خلال فترة قصيرة جدا. بهذا كان بالإمكان التخلي عن فكرة كسب مستثمر مليء ماليا للمشاركة في المشروع.
تعاونية شبرينت، فوبرتال
المشروع الذي طورته في الأساس هيئة دياكوني فوبرتال لتسهيل تعلم اللغة والاندماج شبرينت (SprInt)، تطور في نهاية عام 2015 إلى جمعية تعاونية بسبب الطلب المتزايد على خدماته. الهدف هو: إتاحة فرصة المشاركة والاندماج بشكل أكثر فعالية للمهاجرين القادمين الجدد، من أجل دخول سوق العمل ومجالات التعليم. وقد باتت اليوم أكثر من 450 مؤسسة وجهة حكومية تستفيد من خدمات وسطاء اللغة والاندماج المؤهلين الحاصلين على شهادات معترف بها، ومنها دوائر حكومية ومكاتب صحة وعمل، إضافة أيضا إلى مكاتب رعاية الأطفال واليافعين ومستشفيات ومدارس ومحاكم. ويعود هذا الأمر بالفائدة على الزبائن والمراجعين، تماما كما يستفيد منه أعضاء الجمعية التعاونية، الذين يعملون كموظفين.
تعاونية فوغينو ميونيخ
في 1993 تأسست تعاونية فوغينو ميونيخ، من أجل مساعدة أعضائها على تأمين سكن اجتماعي بيئي، والآن بسعر معقول قبل كل شيء. مدى أهمية وتميز هذه الفكرة يبدو من خلال الأرقام: قبل أربع سنوات سجلت الجمعية التعاونية 1900 عضوا، تم تأمين 239 شقة سكنية لهم. اليوم تضاعف عدد الأعضاء إلى 3800، ووصل عدد الشقق إلى 540.