هل بمقدوري النجاح؟
الصحفية السورية أملود الأمير لجأت في 2014 إلى ألمانيا، وهي تعيش اليوم في برلين. هنا تكتب عن الموضوعات التي تثيرها.
باب غرفة المخزن في شقتي في برلين ينغلق فقط عندما يميل المرء بثقله عليه. يعود الأمر إلى عادتي المكتسبة في الاحتفاظ بقطع ملابس أولادي المستهلكة. أحتفظ ببعضها لأنني أريد إهداءها أو التبرع بها، وبعضها بغرض الذكرى فقط. في سورية كان عندي خزانة مشابهة. أذكر كيف كنت أحيانا أتناول أولى ملابس أولادي في طفولتهم وأشمها بقوة. لقد ضاعت هذه الملابس إلى الأبد. في المقابل يوجد اليوم كيس آخر لملابس الأطفال، تثير رائحته مشاعر قوية في وجداني. إنها قمصان تي شيرت التي كان أولادي يرتدونها عندما جئنا إلى ألمانيا في 2014. كان أولادي في ذلك الحين في الثامنة وفي العاشرة من العمر. لم تكن بدايتنا هنا سهلة، ورائحة الخوف مازالت عابقة في كيس الملابس.
كيف تؤثر الأزمة الاقتصادية علينا؟
لقد تراجع الخوف تدريجيا، إلا أنه مازال هنا. ما الذي سيحدث معنا؟ هل بمقدورنا النجاح؟ هذه التساؤلات تعذبني وتؤرقني، على المستوى الخاص، وكذلك من ناحية عملي كصحفية. أنا محررة في "أمل برلين!"، وهي عبارة عن منصة إخبارية محلية للقادمين الجدد. نقدم التقارير بالعربية والفارسية، حول ما يحدث في برلين، وحول ما يشغل الناس في المدينة. حاليا يشعر الكثير من المهاجرين بالقلق، وقد أدت أزمة كورونا إلى زيادة هذا الشعور. كيف تؤثر الأزمة الاقتصادية علينا؟ ما هو شكل المستقبل الذي ينتظرنا وأولادنا هناك، حيث ينتظر أولئك عند حدود أوروبا للحصول على إذن الدخول، وحيث يتم اعتبار البعض منهم تهديدا؟ هذا مع العلم أن مكان ولادة المرء، ليس أكثر من مجرد صدفة.
في غرفة المخزن في بيتي أكتشف بناطيل قصيرة كانت ابنتي تلبسها عندما تعلمت ركوب الدراجة، هنا في برلين. كثيرا ما وقعت، ولكنها كانت تعاود الوقوف في كل مرة. كان يساورها الشعور بأنها إذا نجحت في تعلم ركوب الدراجة، فإنها سوف تتمكن من النجاح في كل الأمور الأخرى.
أملود الأمير عملت صحفية ومذيعة تلفزيونية في سورية والسعودية. وهي تعيش مع زوجها وولديها في برلين.
You would like to receive regular information about Germany? Subscribe here: