آخر أسرار "الليغا"
كيف يتم تقديم معلومات وإحصاءات البوندسليغا؟
روبرت ليفاندوفسكي يحتاج إلى أقل قدر ممكن من فُرَص التسديد لِيَتمَكن من تسديد هدف. باستيان شفاينشتايغر هو الرقم واحد في عدد التمريرات. أريين روبن هو الأكثر جريا في الملعب. بايرن ميونيخ هو صاحب أكبر زمن في الاحتفاظ بالكرة. منذ فترة من الزمن يبدع المعلقون الرياضيون والمحطات التلفزيونية وغيرها من الوسائل الإعلامية في تقديم إحصاءات دقيقة حول اللاعبين والفرق في ميادين البوندسليغا الألماني. ولكن من أين تأتي هذه الأرقام؟ في ألمانيا تقوم بإعدادها شركة "أوبتا" Opta Sport Daten. تستقر الشركة في ميونيخ-أونترفورينغ، وهي تابعة للشركة الرائدة عالميا، والتي تأسست في إنكلترة في عام 1996، وتقدم للإعلام والأندية والاتحادات والشركات أرقاما وإحصاءات دقيقة عن مجمل الأحداث خلال المباريات.
العد من خلال "كبسة فأر"
غالبا ما يتم احتساب الأرقام عن الطريق التلفزيون. حيث يجلس من 3 إلى 4 محللين لكل مباراة، ويحسبون من موقعهم في أونترفورنيغ فترات الاحتفاظ الكرة وعدد التمريرات والصراعات الثنائية والضربات الركنية والضربات الحرة وأخطاء الفاول والتسديدات على المرمى. ومن خلال كبسة صغيرة على فأر الكومبيوتر يتم تدوين كل حدث من هذه الأحداث. وحدها المسافات التي يقطعها اللاعبون يتم احتسابها في الملعب، وليس من أمام الشاشة. فعلى بعد عشرة أمتار إلى اليمين واليسار من خط الوسط، تحت سقف الملعب جرى تثبيت ثلاث كاميرات على كل من الجانبين، مزودة ببرنامج خاص للتحليل. تقوم الكاميرات الست بتدوين كل حركات اللاعب والمسافات التي يقطعها ومستوى الأداء على مدى 90 دقيقة. ويجلس في الملعب مراقبان يتابعان العمل، ويتدخلان عند الضرورة. رغم ذلك يعاني النظام من نقطة ضعف: عندما يحتفل لاعبو فريق بتسجيل هدف، ويتعانق اللاعبون، يمكن أن تفقد الكاميرا أثر أحد اللاعبين في خضم هذا الزحام. عندها يجب إعادة "تفعيل" هذا اللاعب من خلال كبسة على فأر الكومبيوتر لإعادته إلى حَيِّز المراقبة. يتم نقل الأرقام والبيانات على الهواء مباشرة إلى المشتركين في هذه الخدمة، أو تدخل مباشرة بنك المعلومات التابع لإحدى بوابات الكرة. ويصل عدد العمليات في المباراة الواحدة إلى حوالي 2000 عملية.
يتلخص النشاط اليومي في معالجة وتحضير هذه البيانات من أجل وسائل الإعلام. معلقو التلفزيون يحصلون على سبيل المثال قبل المباراة ببضعة أيام على ملف يضم معلومات وبيانات صحفية عن كلا الفريقين، يمكن أن يصل حجمه إلى 100 صفحة. بالإضافة إلى ذلك يتواجد عادة موظفو أوبتا في الاستوديو خلال البث، أو في الملعب مباشرة من أجل ضمان تقديم المعلومات والبيانات والإحصاءات في أسرع وقت ممكن للمذيع أو المعلق الرياضي. ولكن الممولين يستفيدون أيضا من خدمات أوبتا. ففي إحدى المرات أراد أحد منتجي الأدوات والمعدات الرياضية معرفة عدد محاولات التسديد التي يحتاجها لابسو الماركات المختلفة من الأحذية الرياضية لإحراز هدف في مرمى الخصم.
