التعايش السعيد الجيد
المشاركة بدلا من التقاعس! كيف يتيح مشروع "المدينة الاجتماعية" آفاقا جديدة لجيل الشباب المحرومين في ألمانيا.
ألمانيا. كل مدينة هي عبارة عن عالم صغير، وغالبا ما تكون التناقضات والتباينات هي التي تزيدها سحرا وتميزا. إلا أن التطور الاقتصادي والتغير البنيوي المستمر يخفيان بين ثناياهما عزل مجموعات محددة من السكان. لهذا السبب تشكل العدالة الاجتماعية في ألمانيا عنصرا هاما في تطوير المدن.
ما الذي يهدف إليه برنامج الدعم "المدينة الاجتماعية"؟
منذ 1999 استثمرت المؤسسات الاتحادية والولايات والدوائر المحلية ما مجموعه 4,3 مليار يورو في 441 مدينة ودائرة محلية. حيث من المفترض أن يتمكن الناس من مختلف الشرائح الاجتماعية والجنسيات والأجيال من العيش المشترك بسعادة في مناطق سكنهم وأحيائهم. ويتم على سبيل المثال دعم مشروعات تسعى إلى اندماج اللاجئين، وتقديم استشارات ونصائح تتعلق بالعمل للشباب، وتنظيم مشروعات للجوار وتجميل المساحات الخضراء وملاعب الأطفال، وتجهيز بنية تحتية خالية من العقبات، مناسبة للمعوقين.
لماذا تتمحور الجهود والاهتمامات في 2018 حول الشباب؟
جيل الشباب المحروم هو محور اهتمام برنامج الدعم الجديد "خدمات المهاجرين الشباب". وزارة شؤون الأسرة ووزارة الإعمار تقدمان حتى 2012 سبعة ملايين يورو من أجل 16 مشروعا، موزعة بمعدل مشروع لكل ولاية اتحادية. الهدف هو المساعدة على اندماج الشباب المهاجرين بشكل أفضل في مناطق سكنهم وفي الجوار، وتحسين وتطوير إمكانات وفرص التعايش بين الناس من مختلف الجنسيات والثقافات في الأحياء الضعيفة والمحرومة اجتماعيا.
هل هناك أمثلة عملية لبرامج "خدمات المهاجرين الشباب" في الأحياء؟
مثال من مدينة فرانكفورت: التربويان الاجتماعيان يانيس بلاستارغياس ودوريس كليفمان-ميتز يديران مشروعا رائدا في منطقة غالوس. وهما يسعيان إلى تحفيز الأطفال والشباب من سن 12 حتى 27 سنة إلى المشاركة في تقرير شكل ومضمون حياتهم في المنطقة التي يعيشون فيها، من النواحي الاجتماعية والسياسية. وهما يأملان بتنظيم 15 فعالية في السنة، حتى عام 2021، تتراوح من تجنب العنف وصولا إلى الاحتفالات البهيجة بالأعياد. وتتضمن الخطة أيضا ورشة عمل فيديو، يستكشف فيها الفتيان الحي بواسطة الكاميرا، ويتعلمون من خلال ذلك أيضا تصوير مقاطع الفيديو ومعالجتها. "أعتقد أنه من غير الواضح بالنسبة للعديد من الناس مقدار قدرتهم على العمل والمشاركة والتأثير. كثيرون لديهم الاعتقاد بأن هناك شخص ما، سوف يقوم بإنجاز ذلك، بطريقة أو بأخرى"، حسب بلاستارغياس. "إلا أن رسالتنا هي: يمكنكم فعل شيء، دعونا نقوم معا بالتنظيم والعمل!"