خبراتٌ عالمية في برنامج كولتور ڤايت
متطوعون شباب يستطيعون الانخراطَ عالميًا في برنامج اليونسكو ويساهمون من ثم كذلك في إرساء قواعد مجتمع منفتح على العالم.
"لقد شهدتُ تآزرًا مختلفًا، ولمستُ إدراكًا مغايرًا للوقت، واكتشفتُ حواضر طبيعية متميزةً تمامًا". عندما تُسأَل سولفايج فورفيلد عما اكتسبته من تطوُّعها لخدمة الطبيعة في البرتغال، لا تستغرقها الإجابةُ على السؤال كثيرَ وقتٍ من التفكير. قضت صاحبةُ السبعة والعشرين ربيعًا ستةَ أشهرٍ في الحديقة الجيولوجية (تيراس دي كافاليروس). هناك كانت خيرَ مُعيِنٍ لمكتب إدارة الحديقة، الذي يُنظِّم جولاتٍ إرشادية وعروضًا تعليمية. في هذه الأثناء، عادت الصيدلانيةُ أدراجها إلى ألمانيا منذُ شهرين، لكن شيئًا واحدًا كان مؤكَّدًا بالنسبة إليها: "لن يظهر الآن على الوجه الصحيح، كيف غيَّرتني خدمتي التطوعية، لذا عليّ الانتظار".
شاركت سولفايج فورفيلد في برنامج التبادل المدعوم من وزارة الخارجية كولتور ڤايت (بالألمانية: kulturweit؛ بالعربية: ثقافة بلا حدود)، والتابع للجنة اليونسكو الألمانية. وهو برنامجٌ يتيحُ للشباب من ألمانيا الاشتغال لمدة نصف عام في بلدان جنوب الكرة الأرضية أو في شرق أوروبا أو في بلدان اتحاد الدول المستقلة في مجالات التعليم والثقافة والطبيعة. وهم يعملون على سبيل المثال في المدارس الألمانية أو في معاهد جوته أو في محميات المحيط الحيويّ. أكثرُ من 6000 متطوعٍ رافقوا برنامجَ كولتور ڤايت بالفعل.
يتوافد على ألمانيا في الوقت نفسِه شبابٌ يافعٌ من المناطق الشريكة. يُمنى مُعوَّض من مصر واحدةٌ منهم، وقد قضت فترةَ استضافة في مدرسةٍ في كليڤه في نوردراين فيستفالن. "ما عايشته هناك، لن أنساه ما حييت. لقد تعلَّمتُ كيفُ أستطيعُ التعاملَ كمُدّرسةٍ مع تلاميذ من مختلف الخلفيات، وكيف يمكنني تحويلُ فصلي إلى مكانٍ للتبادل الثقافيّ".
يوجد نموذجٌ ترادفيٌّ كذلك في كولتور ڤايت: مانجاهي نجوروج من كينيا ولويز أدامز من ألمانيا شاركا في هذا النموذج. مكث الثنائيُّ أربعةَ أسابيع في ندوةٍ حوارية حول الاستعمار والعنصرية في نيروبي، ثم عمل الاثنان معًا في مدرسة الفيلم العالمية في كولن. وتمخَّض تعاونُهما عن فيلمٍ قصير ومعرضٍ عن القهوة والاستعمار. بالنسبة إلى نجوروج وأدامز، كان الوقتُ بمثابة إثراءٍ للخبرات: "تعاونُنا، والمشروع، وقبل كل شيءٍ صداقتُنا – كلُها عناصر ستبقى إلى الأبد".