"استفد من غضبك"
توبوكا أوغيتة لن تفسح المجال أمام العنصرية. وهي تقوم بتطوير استراتيجية حول طريقة التعامل والمواجهة.
"ولدت في لايبزيغ عام 1980، أمي ألمانية بيضاء البشرة، وأبي أسود من تنزانيا. منذ طفولتي عشت العنصرية في حياتي اليومية. بعد 20 عاما تأكدت من أن أولادي يعانون ذات المعاناة. حينها انتابتني موجة جديدة من الغضب الدفين. هناك كلمات للمناضلة الحقوقية مايا أنغيلو: يجب أن تغضب. لا يجوز أن تكون قنوطا. القنوط مثل السرطان. إنه يستهلك صاحبه. إنه لا يفعل شيئا لمواجهة مسببه. استفد من غضبك! وهذا ما فعلته، وفي عام 2012 قمت بتطوير ورشة عمل لآباء وأمهات أولاد ملونين. حيث نعمل سوية على تطوير استراتيجية حول كيفية مساعدة الآباء لأولادهم، وتعليمهم كيفية التعامل مع العنصرية في الحياة اليومية. اليوم أقدم المشورة والمساعدة أيضا للمدارس والأحزاب وأسر التحرير والمؤسسات الثقافية والشركات والأفراد، حول كيفية السير على الطريق المحفوفة بألغام العنصرية والتمييز.
لا أعتقد أن أولادي أو أحفادي سوف يعيشون في مجتمع خال من العنصرية. العنصرية موجودة منذ مئات السنين، وهي مترسخة في مختلف المستويات الاجتماعية. إلا أنني ألاحظ أن العنصرية تزداد قابلية للحوار. في طفولتي لم أكن أجد أية كلمات أجيب بها على ما كان يحدث لي. لهذا السبب أخذت على عاتقي عندما أصبحت بالغة راشدة أن أجد هذه الكلمات. فعندما يجد المرء الكلمات المناسبة لشيء ما، تصبح هذه الكلمات حقيقة.
رَوّعَني هجوم هاناو الإجرامي. وما يزيد مأساته بشكل خاص هو أنه لم يأت مفاجئا. ضحايا التمييز والعنصرية يواجهون منذ زمن بعيد عملية استقطاب خطيرة في مجتمعنا. أنا أيضا أخاف على أولادي الذين بلغوا الآن سن الرشد. في ذات الوقت هناك شيء ما في داخلي يريد المقاومة، ويرفض الاستسلام. بعد الهجوم بفترة قصيرة كان عندي أمسية قراءة في كولونيا. كان من المؤثر جدا رؤية الأعداد الكبيرة من الناس الذين أتوا للمشاركة في العزاء والحزن، ولكن أيضا لكي يتساءلوا: ما الذي يمكننا فعله الآن؟"
توبوكا أوغيتة، مدربة واستشارية لمواجهة التمييز والعنصرية، تعيش في برلين. في 2017 نشرت كتابها "الخروج من العنصرية. تعلم التفكير النقدي للعنصرية". بالإضافة إلى ذلك تنتج برودكاست "توبودكاست – حوارات بين أخوات".
برتوكول: هيلين سيبوم
الأسابيع العالمية لمواجهة العنصرية من 16 حتى 29 آذار/مارس 2020
You would like to receive regular information about Germany? Subscribe here