برمجة جديدة
ليس فقط من أجل المهووسين بالكومبيوتر: "جامعة كود" الجديدة في برلين تسعى إلى تأهيل مبدعي عالم التقنية الرقمية من أجل المستقبل.
ألمانيا. توماس باخمان أسس الجامعة، التي كان يتمنى أن يدرس فيها هو شخصيا: لأن مناهج تخصص المعلوماتية كانت بالنسبة له آنذاك نظرية جدا، فضل ابن الواحة والثلاثين عاما التوجه لدراسة إدارة الأعمال. فقد كان يتقن البرمجة على أية حال. ومما قام بتطويره كان بوابة للسيرة الذاتية وقام ببيعها لموقع كسينغ (XING)، وهو شبكة للعاملين والمتخصصين. الآن يحقق حلمه: في خريف 2017 سوف يتم في برلين افتتاح "جامعة كود". أربعة أسئلة يجيب عليها رجل أعمال الإنترنت.
السيد باخمان، كثر الحديث مؤخرا عن البرمجة على اعتبارها ثقافة التقنية الجديدة. هل يجب على كل إنسان أن يجيد البرمجة؟
على كل فرد أن يعرف المبادئ الأساسية، لأن ذلك مهم في مختلف جوانب الحياة، وسوف يزداد أهمية في المستقبل. من الجانب الآخر يعتبر تطوير البرامج مسألة في غاية التعقيد. ومن أجل التمكن من ذلك واحترافه، لابد من تأهيل مهني خاص أو دراسة جامعية تخصصية.
وهذا ما سيحصل عليه المرء في المستقبل في "جامعة كود". ولكن لن يقتصر التعليم هناك على المهتمين بالمعلوماتية، وإنما سيشمل أيضا على سبيل المثال الفنانين. لماذا؟
بالتأكيد يوجد العديد من التخصصات الرياضية في تطوير المنتجات الرقمية، ولكن الأمر يتطلب المهارة والإبداع أيضا. نحن نقدم ثلاثة تخصصات دراسية، وبالمناسبة باللغة الإنكليزية: هندسة البرمجة، التصميم التفاعلي، إدارة المنتجات. وهذه هي أيضا التخصصات العامة لفرص العمل لدى الشركات. وبشكل خاص فإن تصميم وإدارة المنتجات ليس لهما علاقة مباشرة بالحياة اليومية، ولكنهما رغم ذلك يتمتعان بأهمية لفريق العمل.
كثير من المؤسسات التعليمية التي تقدم مناهج وتخصصات البرمجة تعاني صعوبات في كسب الطلبة الإناث. ما مدى جاذبية جامعتكم للنساء الشابات؟
من بين المتقدمين للدراسة عندنا، لدينا حاليا ما يقرب من 25 في المائة من الإناث، إلا أننا نتطلع للوصول إلى نسبة 50 في المائة في المستقبل. الأمر ليس سهلا بالنسبة لنا أيضا. تكمن المشكلة بشكل أساسي في أن البنات لا يجدن في التقنية هواية محبوبة. وعندما تفكرن في المستقبل بالدراسة، فإنه يتكون لديهن شعور بأنهن يتخلفن عن الذكور كثيرا في هذا المجال. هذا بالإضافة إلى أن الفتاة غالبا ما تكون أكثر حرصا وحذرا في تقييم مقدراتها الذاتية من الشاب. وهي تتساءل: تقنية – لماذا؟ هي تريد من خلال هذا تحريك شيء ما، أيضا في المجتمع. لهذا السبب نؤكد على ما يمكن تحقيقه بالمنتجات الرقمية.
وما تكلفة الدراسة؟
نقدم موديل نطلق عليه تسمية "عقد الأجيال المعكوس". بدايةً، الدراسة مجانية. بعد ذلك وخلال السنوات العشر الأولى يدفع الخريج نسبة معينة من دخله للجامعة. وهذا يكون فقط عندما يتجاوز دخله حدا معينا. نحن نريد المواهب الأكبر، وليس أولئك الذين يقدر آباؤهم على تسديد رسوم وتكاليف الدراسة. البديل أيضا يمكن أن يكون بالدفع المباشر، حينها تكلف الدراسة لمدة ثلاث سنوات ما يقرب من 27000 يورو.