تعلم الألمانية، تحدث الألمانية
يشهد تَعَلّم اللغة الألمانية ازدهارا، وقد باتت شهادة اللغة الألمانية "دبلوم اللغة" وغيرها من الشهادات مرغوبة جدا. يوجد لهذا الاتجاه أسباب عديدة، منها مثلا القوة الاقتصادية التي تتمتع بها ألمانيا.
دبلوم اللغة الألمانية
دبلوم اللغة الألمانية لمؤتمر وزراء ثقافة الولايات الاتحادية (DSD) هو شهادة تعلم اللغة الألمانية الأوسع انتشارا في المدارس: حيث يمكن الحصول عليه من المدارس الألمانية في الخارج ومن المدارس ذات النظام الوطني في الدول التي ترتبط بعلاقات شراكة في هذا المجال. دمج هذا الدبلوم في التعليم المدرسي يتيح فرصة التعمق في الثقافة والأدب وأسلوب التعلم الألماني، الذي يقوم على التعلم العملي من خلال المشروعات، ويعتمد على المجهود الفردي للمتعلم. ويتقدم سنويا ما يزيد عن 56000 تلميذ في أكثر من 56 بلدا لامتحان DSD. وتعتبر المرحلة الثانية من دبلوم DSD إثباتا على الإلمام بالألمانية بشكل كاف يؤهل للدراسة في إحدى الجامعات الألمانية.
تعلم الألمانية في معهد غوتة
من لم يتعلم الألمانية ويحصل على دبلوم DSD في إحدى المدارس الألمانية في الخارج، يمكنه البحث عما يناسب احتياجاته وإمكاناته من الشهادات، التي تمنحها معاهد غوتة في شتى أنحاء العالم. وكما هي الحال مع DSD فإن مستويات اللغة لشهادات غوتة تتوافق مع الإطار الأوروبي المرجعي الموحد للغات (GER). شهادة المستوى الأعلى هي "شهادة غوتة C2: دبلوم اللغة الألمانية الكبير"، يحظى بالقبول لدى الجامعات الألمانية، تماما مثل DSD 2، كإثبات على التمتع بمستوى كاف من اللغة الألمانية.
الاقتصاد
"الإقبال على تعلم اللغة كلغة أجنبية يعتمد على القوة الاقتصادية، أكثر من اعتماده على عدد المتكلمين بها"، يقول أولريش أمون، الباحث في اللغات. "حسب الناتج القومي الإجمالي الذي يحققه جميع المتكلمين بالألمانية كلغة أم، تحتل ألمانيا المركز الثالث بين لغات العالم"، حسب البروفيسور السابق في جامعة ديسبورغ-إسن.
مثال واضح على الجاذبية الاقتصادية لألمانيا يتجلى في جنوب أوروبا. هناك تثير إجراءات التأهيل الألمانية ونظام التأهيل المهني المزدوج الكثير من الاهتمام. خلال زيارة إلى إسبانيا في 2011 تطرقت المستشارة الألمانية الاتحادية أنجيلا ميركل للحديث عن نقص العمالة الماهرة والمتخصصة في ألمانيا. فجأة ارتفعت أعداد الطلاب في دورات تعلم الألمانية في معاهد غوتة بشكل هائل.
الاقتصاد والثقافة
حتى النصف الأول من القرن العشرين كانت اللغة الألمانية من اللغات الأهم في مجال العلوم على المستوى العالمي. وقد كان على الباحثين الأجانب من شتى أنحاء العالم تعلم اللغة الألمانية، لكي يتمكنوا من التواصل فيما بينهم. لم تعد الأمور الآن على هذه الحال. الآن تسيطر اللغة الإنكليزية على المنشورات والمطبوعات المتعلقة بالعلوم الطبيعية والتطبيقية. إلا أن اللغة الألمانية مازالت تحتفظ بأهمية كبيرة في على صعيد العلوم الإنسانية والاجتماعية: وهذا ليس فقط بسبب الكلاسيكيين من أمثال هيغل ونيتشة وماركس. مؤخرا أثار فيلسوف صاعد بسرعة الكثير من الاهتمام من خلال كتاب حقق أعلى مبيعات، وهو ماركوس غابرييل، الذي بات في سن 29 عاما أصغر بروفيسور في الفلسفة في ألمانيا. ولا تختلف الأمور كثيرا على صعيد الأدب والموسيقى. كُتّاب ألمان جدد، مثل نورا غانتنبرينك وساشا ستانيتشيك يكتبون بإثارة، من وجهة نظر جيلهم. أما عشاق الموسيقى، فإنهم يجدون إلى جانب موسيقى موزارت وشوبان على سبيل المثال موسيقى الراب الألمانية، ويجدون من خلال فرقة رامشتاين مبررات مقبولة لتعلم الألمانية.
الويب
تتقدم اللغة الألمانية في عالم الإنترنت أيضا: صحيح أن غالبية صفحات الويب في العالم تتم كتابتها بالإنكليزية، وقد وصلت نسبتها في تموز/يوليو 2014 إلى 55,7%، إلا أن الألمانية تحتل المرتبة الثانية كلغة لصفحات الويب، وذلك بنسبة 6,1%. تليها الروسية واليابانية والإسبانية والفرنسية.
الألمانية كلغة أم ولغة ثانية
يتكلم الألمانية كلغة أم حوالي 120 مليون إنسان في العالم، ويصل عدد الذين يتكلمونها كلغة أم ولغة ثانية حوالي 130 مليون. وتضم لائحة المتكلمين كلغة ثانية على سبيل المثال الأجانب الذين يعيشون في ألمانيا، الذين يتكلمون في البيت والأسرة لغة الوالدين من غير الألمانية، إلا أنهم يتكلمون الألمانية في أمور حياتهم اليومية. ويُقدَّر أن حوالي 100 مليون إنسان يتكلمون الألمانية كلغة أجنبية.
الألمانية هي لغة رسمية في سبع دول أوروبية: ألمانيا وسويسرة والنمسا ولوكسمبورغ وليشتنشتاين وبلجيكا (منطقة شرق بلجيكا) وإيطاليا (منطقة جنوب تيرول). وهي لغة معترف بها للأقليات في دول الاتحاد الأوروبي: بلجيكا وإيطاليا والدنمارك وبولونيا ورومانيا وتشيكيا وهنغاريا.