مساعدة ضحايا الحرب والتهجير
ملايين السوريين لجؤوا إلى بلدان الجوار هربا من الحرب. مشروع هيئة GIZ لمساعدة ضحايا الصدمة.
بعد أكثر من 12 سنة من اندلاع الأزمة في سورية مازالت البلاد تفتقد إلى السلام. حتى الآن توجد نزاعات مسلحة في بعض مناطق سورية، بينما يسود الفقر والجوع في كافة المناطق. تثقل الحرب الأهلية وآثارها مجمل المنطقة. ففي بلدان جوار سورية يعيش ملايين اللاجئين. لهذا السبب تدعم الهيئة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) التوسع في تقديم المساعدات النفسية-الاجتماعية في بلدان جوار سورية، لبنان وتركيا والأردن والعراق.
وزارة التنمية تقوم بتمويل هذا المشروع في بلدان الجوار
«نلاحظ حاليا مع الأسف أن اليأس يسيطر على كثير من الناس في الوصول إلى مخرج من هذه الحال، ويفكرون في إنهاء حياتهم»، تقول ألينا ميلاو، المسؤولة عن المشروع لدى هيئة GIZ. كثير من اللاجئين من سورية يعيشون منذ سنوات في مساكن مؤقتة، ولا يجدون بصيص أمل لأنفسهم ولأسرهم. السكان المحليون من مواطني البلدان المستقبلة للاجئين يعانون أيضا من هذه الحال. حيث يعيش حاليا في لبنان على سبيل المثال، بعدد سكانه البالغ 5,5 مليون نسمة، ما يزيد عن 800000 لاجئ سوري، حسب أرقام وكالة الأمم المتحدة للاجئين.
المشروع الذي تموله وزارة التنمية الألمانية (BMZ) يهدف إلى توفير تأهيل خاص للعاملين في منظمات المساعدة الحكومية وغير الحكومية وكذلك الأخصائيين النفسيين من أجل مواكبة الاحتياجات المتعلقة بنتائج الحرب وتبعاتها النفسية على الناس. ويدور الأمر بشكل رئيسي حول تقديم العلوم والمعرفة التخصصية وتوفير الإمكانات العملية لتقديم المساعدة والرعاية النفسية-الاجتماعية. حول هذا الأمر تقول ميلاو: «يشهد العاملون في مشروعات المساعدة كيف أن اللاجئين، وكذلك المواطنين المحليين يواجهون صعوبة في المشاركة الفعالة، بسبب ما يواجهونه من ضغوطات مختلفة. عروض وخدمات الرعاية النفسية-الاجتماعية يمكنها هنا أن تلعب دورا فعالا وتتيح التغيرات الإيجابية».
أهمية خاصة للمساعدة التي تراعي الفوارق بين الجنسين
من المهم حسب رأي ميلاو تقديم المساعدة التي تراعي الفوارق بين الجنسين، وتأخذ في الاعتبار الصدمات التي تعاني منها بشكل خاص أو مختلف النساء وغيرهن من ضحايا التمييز القائم أساس الهوية أو التوجهات الجنسية. «مازال الأمر بعيد المنال». الحوارات العابرة للحدود وشبكات التواصل التي تجمع المنظمات المختلفة، وتتناول موضوعات الصحة النفسية في سياق الحرب السورية، يمكنها أن تساهم جميعا في تحسين عروض وجهود المساعدة في المنطقة. وكي يستفيد الناس في سورية أيضا يتم التشارك مع منظمات سورية في هذه الشبكة.