مهارات من أجل الفضاء
كيف يتدرب رواد الفضاء المستقبليين؟ المدربة في وكالة ESA، لاورا فينترلينغ تتحدث عن عملها.
زيارة المحطة الفضائية العالمية ISS لمرة واحدة! هذا هو حلم لاورا فينترلينغ. على مدى عشر سنوات كانت مدربة لرواد الفضاء في وكالة الفضاء الأوروبية ESA. اليوم تمارس الأعمال الحرة، وتقدم خبراتها وتجاربها من خلال إلقاء محاضرات وتنظيم جولات في مركز رواد الفضاء في كولونيا.
السيدة فينترلينغ، كيف كان شكل عملك كمدربة لرواد الفضاء؟
نتدرب مع رواد الفضاء على طريقة وأسلوب الحياة على متن محطة الفضاء العالمية ISS. ولهذه الغاية قامت وكالة ESA ببناء غرف في مركز تدريب رواد الفضاء في كولونيا، تحاكي تماما كافة الغرف الموجودة على متن محطة ISS، وبكافة تفاصليها وأدقها. هكذا يكون بمقدور رواد الفضاء التدرب مع مدربيهم في جميع الغرف، على ما يتوجب فعله، عندما يتعطل التزود بالهواء على سبيل المثال، أو على كيفية عمل فتحات التهوية.
ما الفارق إذا بين رائد الفضاء ومدرب رواد الفضاء؟
المدرب متخصص طبعا في مجال واحد، وهو على دراية جيدة جدا بالجوانب التقنية، إلا أن هذا كل ما يعرفه وكل ما يقدر عليه. إلا أن هذا ليس هو المهم في أن يكون المرء رائد فضاء. نحن لا نبحث عن متخصصين، وإنما عن شموليين. مدرب رواد الفضاء يكون متميزا في مجال تخصصه فقط، إلا أنه غير متدرب في المجالات المتنوعة الأخرى. بينما من الضروري لرائد الفضاء في المحطة الفضائية أن يكون قادرا على كل شيء: تحضير القهوة، غسل الملابس، التحضير للتجارب، تأدية مهمات خارجية، إجراء المقابلات – بكل بساطة، كل شيء.
كيف يمكن أن يصبح المر رائد فضاء؟
الأمر شبيه بأية آلية لاختيار الأشخاص المناسبين أيضا. يتم تقديم طلبات التوظيف، ثم يتوجب اجتياز اختبارات مركز التقييم، بشكل مشابه لما نعرفه عن مسابقات التقدم لأي وظيفة أخرى. ثم يتم الاختيار على أساس التأهيل العلمي والاختصاص والمعرفة وشيء من الحظ. كثير من رواد الفضاء هم في الواقع علماء وباحثون، أو عملوا في الجيش الألماني، طيارين حربيين على سبيل المثال. روح العمل الجماعي مهمة أيضا، خاصة وأنه يتوجب على رواد الفضاء العيش معا لفترة طويلة نسبيا في مكان ضيق جدا.
خلال فترة عمله على متن محطة ISS كان رائد الفضاء الألماني ألكسندر غيرست ناشطا جدا على وسائل التواصل الاجتماعي. هل غيرت الوسائل الاجتماعية شكل رحلات وأبحاث الفضاء؟
يرى رواد الفضاء كل ما يجري على الأرض من نوافذهم. يرون كوكبنا الجميل، كما يتابعون الحرائق في غابات الأمازون، والأعاصير الكبيرة التي تصيب اليابسة الأمريكية. إنه منظور لا يتاح لكل إنسان. أرى من الرائع أن ينقل رواد الفضاء مشاهداتهم وانطباعاتهم عبر الوسائل الاجتماعية إلى الناس، هناك في الأسفل، بالتوقيت الحقيقي، وأن يفتحوا أعينهم على نظرة مختلفة لكوكب الأرض.
ما هو أكبر مشروع فضائي لوكالة ESA يمكننا أن نتوقعه في المستقبل القريب؟
تشارك أوروبا في مهمة القمر القادمة في 2024. لهذا السبب سوف نرى الأوروبيين الذين سينزلون على سطح القمر. كل أولئك الذين لم يشاهدوا أول هبوط على سطح القمر في 1969 يحق لهم الآن التشوق إلى هذا الحدث الكبير.
You would like to receive regular information about Germany? Subscribe here: