جائزة اللغة للكوميدي ديتر نور

لقد درس بغية أن يصبح مدرسا: هكذا قال ديتر نور عن نفسه ذات مرة. إلا أنه سرعان ما تبين له أن الجمهور يكون أكثر حماسا عندما يأتي بإرادته، وليس مُجبَرا. لهذا السبب تخلى عن ممارسة مهنة التدريس. اليوم يعتبر ديتر نور واحدا من أنجح نجوم المسرح الناقد والكوميديين في ألمانيا. تحظى عروضه بإقبال كبير، كما تحقق برامجه التلفزيونية نسب مشاهدة مرتفعة، إضافة إلى أن كتبه وأفلامه تحقق أرقام مبيعات قياسية. وعلى تويتر يتابعه حوالي 450000 إنسان.

ولكن ما هو سر هذا النجاح؟ يُعتبر ديتر نور مثقف وفيلسوف هذا النوع من الفن. وبينما يحاول زملاؤه من الكوميديين أو الناقدين أن يتحدثوا بسرعة أو أن يرفعوا الصوت تعبيرا عن الانفعال، يكون هو في غاية الهدوء، ولا يغضب أبدا. أحيانا تكون عروضه شبيهة بالمدرسة إلى حد ما، عندما يُهدّئ المدرس الصف من خلال خفض صوته أثناء الكلام. يتهمه الزملاء بأنه لا موقف واضح لديه. إلا أنه لا يصغي لهذه الاتهامات. "هذا يجعلني أكثر حيرة أمام أولئك الذين يعبرون دوما عن موقف واضح". ومع هذا التصور تماما يستطيع الوصول إلى جمهوره.

"مسرح ناقد ذكي"

ديتر مور من مواليد 1960 في مناطق حوض الراين "راينلاند"، حيث تربى هناك أيضا، وهو الوحيد في ألمانيا الذي فاز بجائزة الكوميديا الألمانية وجائزة الفن الألماني الصغير. في 2014 يضيف إليها أيضا جائزة اللغة الألمانية ياكوب-غريم. "يصنع ديتر نور مسرحا ناقدا ذكيا. أعماله بليغة، تصيب هدفها بدقة. إلا أنه لا يهتم فقط بالنوعية اللغوية المتميزة لما يقول: حيث أنه يُعَلّم جمهوره النقد اللغوي، ويُثيره لِكي يُفَكر بتأثير ومفعول اللغة"، حسبما جاء في تبرير منحه الجائزة.

تقديم جائزة اللغة الألمانية ياكوب-غريم في 18 تشرين الأول/أكتوبر 2014 

http://kulturpreis-deutsche-sprache.de

© www.deutschland.de