هنا يكتسب ثوار الفن مهاراتهم
تتمتع المعاهد التخصصية العليا للفنون في ألمانيا بسمعة ممتازة على المستوى العالمي. ثلاثة أمثلة متميزة.
جامعة الفنون في برلين
ألمانيا. في 2015 حققت جامعة الفنون في برلين سبقا كبيرا. فقد نجحت في كسب الفنان الصيني العالمي الشهير آي واي واي بصفة بروفيسور زائر، بعد إطلاق سراحه من السجن في الصين بفترة قصيرة. بهذا يكون قد انضم إلى لائحة طويلة من الأسماء المرموقة التي تعمل في واحد من أكبر المعاهد التخصصية العليا للفنون وأكثرها تنوعا وعراقة في العالم. حوالي 4000 طالب يدرسون في أكثر من 70 اختصاص موزعة على أربع كليات، الفن التشكيلي والتصميم والموسيقى وفن التمثيل. آي واي واي شد الانتباه إليه في ألمانيا بشكل رئيسي من خلال مشاركته في معرض دوكومنتا. في 2007 أرسل 1001 صيني إلى مدينة كاسل من أجل عمله "فيري تايل". عمله الشهير "تيمبليت"، عبارة عن برج بارتفاع 12 مترا مبني من أبواب ونوافذ بيوت صينية قديمة تم اقتلاعها، وقد تعرض للانهيار بعد عاصفة جوية، ولم يتم بناؤه من جديد. وهو يقول بعد هذا الانهيار: "بات الآن أفضل من السابق".
أكاديمية الفن دوسلدورف
لم يؤثر أي فنان في أكاديمية الفن في دوسلدورف في فترة ما بعد الحرب مثلما أثر فيها يوزف بويس. بصفته بروفيسور في الأكاديمية عمل خلال الستينيات من أجل نشر "مفهوم موسع للفن". أعجب الطلاب بالفكرة، إلا أن الوزارة اعتبرت هذه الحملة استخفافا، وعمدت في 1973 إلى الاستغناء عن خدماته في الأكاديمية. وقد أثارت حملة "العودة للوطن" في 1973 الكثير من الانتباه، حيث عمد بويس إلى عبور نهر الراين متسترا في جذع شجرة، وصولا إلى الأكاديمية. وترتبط أسماء كبيرة في عالم الفن حاليا بهذه الأكاديمية. فقد دَرّس هنا كل من غيرهارد ريشتر ويورغ إمندورف، كما تعلم هنا كل من أنسلم كيفر وزيغمار بولكة، كما أن مدرسة تصوير بيرند وهيلا بيشر قد خرّجت فنانين كبارا من أمثال توماس روف وكانديدا هوفر وتوماس شتورت وأندرياس غورسكي. وغورسكي هذا يقوم حاليا أيضا بالتدريس في الأكاديمية.
مدرسة شتيدل فرانكفورت
أنّة إمهوف هي النجم الصاعد في مدرسة شتيدل في فرانكفورت. فقد قامت بتصميم الجناح الألماني في مهرجان بينالة البندقية في 2017، ونالت عن ذلك جائزة الأسد الذهبي. درست إمهوف بداية الاتصال البصري على يد هاينر بلوم في المعهد العالي للتصميم في أوفنباخ، قبل أن تسجل في مدرسة شتيدلة وتنال في عام 2012 جائزة أفضل مشروع تخرج. مدرسة شتيدل صغيرة نسبيا ولا يزيد عدد طلابها عن 200، إلا أنها تتمتع بسمعة عالمية كبيرة، كما أن المتخرجين منها يثيرون باستمرار الكثير من الانتباه العالمي. ومؤخرا برز الفنان الدنماركي ذو الأصول الفيتنامية دان فو من خلال مشروعات متميزة ومعارض مصممة بشكل ذكي، واحتل مكانة في الصف الأول بين الفنانين العالميين. خريج شتيدلة، توبياس ريبيرغر المعروف بدوره بتركيباته المكانية بقي مخلصا لمدرسته، حيث يُدرِّس اليوم فن النحت في فرانكفورت.