بريسلاو، عاصمة الثقافة
تُعبّر بريسلاو عن تقلبات العلاقة الألمانية البولونية بشكل لا مثيل له في أية مدينة أخرى، وهي تستعد الآن لتكون واحدة من مدينتين تحملان لقب عاصمة الثقافة الأوروبية 2016.
تتوجه الأنظار هذا العام بشكل خاص إلى شرق وجنوب أوروبا: سان سيباستيان في إسبانيا وبريسلاو في بولونيا، تتشاركان في عام 2016 في حمل لقب "عاصمة أوروبا الثقافية". ويقوم الاتحاد الأوروبي بمنح هذا اللقب.
الأحداث في بريسلاو (بالبولونية: فروتشاو) بشكل خاص تتم متابعتها في ألمانيا باهتمام كبير، خاصة وأن المدينة ستشهد خلال العام 2016 الاحتفال بمرور 25 عاما على توقيع معاهدة حسن الجوار بين ألمانيا وبولونيا. ففي 17 آذار/مارس 1991 وقع ممثلون عن كلا البلدين اتفاقية حسن الجوار والصداقة والتعاون. وقد أسست المعاهدة لقيام شراكة متينة شاملة بين البلدين الجارين.
"الهوية" هي الموضوع الأهم
تعتبر بريسلاو مثالا على تقلب العلاقات بين ألمانيا وبولونيا، بشكل لا مثيل له في أي موقع آخر. وحتى العلاقة بين البلدين ستكون أحد الموضوعات التي سيتم تناولها في بريسلاو هذا العام، عندما تقوم الاحتفالات في المدينة: "الهوية" ستكون الموضوع الأهم والحاسم ضمن احتفالية العاصمة الثقافية.
بعد الحرب العالمية الثانية كان على بريسلاو البحث بداية عن هويتها، وكان لابد من إعادة بناء المدينة. السكان الألمان في العاصمة السابقة لإقليم شليسين البروسي كانوا قد هربوا أو تعرضوا للتهجير. بينما كان السكان الجدد بدورهم في طور البحث عن موطن جديد: وقد جاءت غالبيتهم من مناطق كانت تنتمي للاتحاد السوفييتي بعد الحرب العالمية الثانية. وهكذا تم استبدال سكان بريسلاو بالكامل تقريبا.
"الموضوع هو تَحوّل مدينة ألمانية إلى مدينة بولونية"، حسب تصريح رئيس الجمهورية، رافال دوتكيفيتش لجريدة "تاغس تسايتونغ" الصادرة في برلين. "الموضوع أيضا هو أوروبا، التي تنتمي إليها كلا المدينتين، القديمة والجديدة" وأضاف أنه لا يوجد مكان آخر تتجلى في الهوية الأوروبية، كما تتجلى في بريسلاو.
