باوهاوس أوروبي جديد: مستدام وتكاملي وجميل
أحدثَ أسلوبُ باوهاوس ثورةً في الهندسة المعمارية. واليوم، تعمل مبادرةُ الاتحاد الأوروبي "باوهاوس أوروبي جديد" على إعطاء دَفعاتٍ جديدة لمستقبلٍ مستدام.
شهد العام 1967 بدءَ تدشين حيٍّ سكنيٍّ جديد على المروج الخضراء في جنوبيّ شرق ميونيخ، وذلك لتخفيف أزمة الإسكان: "مدينة تخفيف الازدحام" نوبيرلاخ، أكبر مشروع للتوسُّع الحضري في فترة ما بعد الحرب في ألمانيا الغربية. وبعد مرور أكثر من 50 عامًا، لا يزال حيّ نوبيرلاخ بحاجة إلى ترميم العديد من أجزائه، ويجب في الوقت ذاته أن يُحوَّل الحيُّ مُجدّدًا ليكون "مدينةً للمستقبل".
مشروع "باوهاوس أوروبي جديد" جزءٌ من "الصفقة الخضراء" الأوروبية
تمنح مبادرةُ "باوهاوس أوروبي جديد" الدعمَ لهذا التحوُّل، وهي مبادرةٌ أطلقتها مفوضيةُ الاتحاد الأوروبيّ في عام 2020. ومن جانبها، وصفت رئيسةُ المفوضية أورسولا فون دير لاين برنامجَ التمويل بأنه "روح الصفقة الخضراء"، والتي يعتزم الاتحادُ الأوروبيُّ من خلالها أن يصبح محايدًا مناخيًا بحلول عام 2050. وتهدف المبادرةُ إلى الإسهام في تصميم مساحاتٍ سكنية مستدامة وتكاملية وجميلة. ويُفترض أن ينصبّ التركيزُ على الأشخاص الذين يشكّلون هذا التحوُّل محليًا. كما تدعم الحكومةُ الاتحادية كذلك مبادرة "باوهاوس أوروبي جديد".
باوهاوس فايمار باعتباره مصدر التسمية لمبادرة الاتحاد الأوروبي
يعود الاسمُ إلى مدرسة الفنون الجميلة والحِرفية باوهاوس، التي تأسَّست في فايمار عام 1919 على يد المهندس المعماري فالتر غروبيوس. وكان الهدفُ من النهج الجديد إعادةَ الربط بين الفن والحِرفية. لقد طغى أسلوبُ باوهاوس على الهندسة المعمارية في ألمانيا وحول العالم لعقودٍ من الزمن. وفي عام 2020، دعت رئيسةُ مفوضية الاتحاد الأوروبي فون دير لاين إلى دمج الاستدامة مع لمسةٍ جمالية ذاتية: "لذا سندشّن باوهاوس أوروبيًا جديدًا – مساحةٌ يعمل فيها المهندسون المعماريون والفنانون والطلاب والمهندسون والمُصمِّمون معًا وبشكلٍ إبداعيّ لتحقيق هذا الهدف".
يضم نسق باوهاوس الأوروبي الجديد مشروعَ "إنشاء أحياء متجاورة معًا – نوبيرلاخ" في ميونيخ، والذي يتولَّى الاتحادُ الأوروبيُّ تمويلَه كمشروعٍ رائد بحوالي خمسة ملايين يورو. والهدف هو "تشكيل الحياة والعمل في المدينة للجميع بصورةٍ صامدة للمستقبل وعادلة اجتماعيًا وصديقة للبيئة". وتصبح نوبيرلاخ بالتالي نموذجًا يُحتذَى به لغيرها من المدن التي تواجه تحدِّياتٍ مماثلة في القرن الحادي والعشرين.