إلى المحتوى الرئيسي

موسيقى من أجل المستقبل

تمزج فرقة (كالر إيدچ) بين الموسيقى الشرقية وبين نظيرتها الكلاسيكية الغربية؛ حيث تنشأ في مؤلفاتها الموسيقية نغماتٌ وتجاربُ استماعٍ جديدة. 

Marlene Thiele, 21.10.2024
فرقة (كالر إيدچ) تعزف موسيقى مشتركة منذ عام 2020.
فرقة (كالر إيدچ) تعزف موسيقى مشتركة منذ عام 2020. © Christian Kleiner

أمسيةٌ موسيقية في بفالتس، مصنع نبيذ قديم. تدندن الأصواتُ الناعمةُ الرقيقةُ الأولى على وقع الضوء الخافت في قاعة الحفل الموسيقي. من لم يكن حاضرًا هناك، يمكنه أن يسمع على موقع يوتيوب كيف تعزف أوركسترا بالقانون والعود والكمان العادي والأَجْهَر. يمزج عازفو فرقة كالر إيدچ (Ensemble Colourage) العابرة للثقافات في مقطوعاتهم الموسيقية بين الإيقاعات والألحان الشرقية وبين النسق الموسيقيّ الغربيّ. يقول أحدُ الحضور بعد الحفل: "لقد جئتُ إلى هذا الحفل الموسيقيّ بتوقعاتٍ مختلفة تمامًا، وكنت أظنُ أنه برنامج كلاسيكي من برامج أوركسترا الدولة. ولكن الأمر كان مغايرًا تمامًا، وأنا سعيدٌ لأنني أسأتُ الفهمَ، وإلا كنتُ سأفوِّت هذه التجربة الرائعة". 

توليفاتٌ موسيقيةٌ جديدة

تأسَّست فرقةُ (كالر إيدچ) في عام 2020؛ إذ انبثقت عن تعاونٍ مشترك بين أوركسترا الدولة الألمانية في راينلاند بفالتس، وبين أكاديمية الموسيقى الشعبية في بادن فورتمبيرغ، وبين أكاديمية الموسيقى الشرقية في مانهايم، تمخَّض عنه اتحاد الملتقيات الموسيقية والثقافية الذي تأسَّس في عام 2008 ويُقدِّم دروسًا في الموسيقى والآلات الشرقية للشباب والكبار. وفي هذه الأثناء، أصبحت أوركسترا الدولة هي الداعم الرئيسي لفرقة (كالر إيدچ). يحمل أربعةُ موسيقيين ذوو تأهيلٍ مهنيٍّ كلاسيكيّ الجنسيةَ الألمانية، فيما وفد الأربعةُ الآخرون من تركيا وسوريا وإسبانيا. ويشارك جميعُهم في التلحين الموسيقيّ. ترى ليلى محمود أن ملامح جديدةً تتبلور في المشهد الموسيقيّ، أكثر من مجرد الترابط بين الخلفيات الثقافية المتباينة. 

تنتمي الشابةُ البالغةُ من العمر 34 عامًا إلى عضوية المشروع منذ البداية. دَرَسَت الموسيقى وكذلك التربيةَ الموسيقية في سوريا، واشتركت بالعزف في فرقٍ مختلفة. جاءت إلى ألمانيا قبل ثماني سنوات لاستكمال دراستها في أكاديمية الموسيقى الشعبية في بادن فورتمبيرغ. ولا تزال تتذكر تلك المقابلة في السفارة، عندما تقدَّمت بطلب للحصول على تأشيرة الدراسة. وُجِّه إليها سؤالٌ مصحوبٌ بالتعجُّب، أين تريدُ أن تعزفَ بآلتها الموسيقية هذه في ألمانيا. لكن ليلى محمود لم تكن على يقينٍ من أنه سيكون هناك مكانٌ لآلة القانون العربية التقليدية في ألمانيا. يمكنها على أي حال عزف أي شيء بهذه الآلة – الموسيقى الكلاسيكية، موسيقى بوسا نوفا، وموسيقى أمريكا اللاتينية. 

مختبرٌ تجريبيٌّ للموسيقى

تسترجع ليلى ذكريات تجاربها الأولى مع الفرقة. "كان الأمرُ في البداية أشبه بمختبر، جرَّبنا فيه جميعَ ما يمكن للفرقة أن تكون عليه". لم يكن ذلك سهلاً على طول الخط في بادئ الأمر، خاصةً بسبب الخلفيات الموسيقية وأساليب العمل المختلفة للأعضاء. واليوم تستفيد الموسيقى من ذلك، تقول محمود: "كلما ازداد التنوُّع في المجموعة، زخرت الأعمالُ بالمزيد من الثراء".

تكاد الفرقةُ لا تعزف إلا مؤلفاتها الموسيقية المشتركة. لم تعد أصولُ الموسيقيين تلعب دورًا، ولهذا السبب قرروا التوقف عن الحديث عن "نحن" و"أنتم" أمام الجمهور. "نحنُ وآلاتُنا لم يعد أحدٌ غريبًا عن الآخر. نحن فرقة (كالر إيدچ). قولاً واحدًا"، هكذا يرى أندريه أولنر. يشغل أولنر منصبَ المتحدث باسم الفرقة، وكان له دورٌ حاسمٌ في اختيار الموسيقيين. "لا أرى نفسي قائدًا للفرقة، بل بالأحرى رفيقًا لها". نأخذُ جميعَ القرارات على أساسٍ ديموقراطيّ قاعديّ، وهو شكلٌ غيرُ مألوفٍ إلى حدٍ ما من المشاركة في العمليات الأوركسترالية التقليدية. 

التبادل عبر الموسيقى

يتضح من مثال (كالر إيدچ) اليوم مدى روعة التبادل في الموسيقى. يرى أولنر أن "الفرقة عبارة عن طَبعة زرقاء لما يحتاجُ إليه المجتمعُ الآن – هويةٌ منفتحةٌ لا تقوم على الماضي، ولكنها تنشأ في الحاضر والمستقبل".

تلعب ليلى محمود في هذا الصدد دورًا فريدًا: تمثِّل بصفتها موسيقِيّةً نموذجًا يُحتذى به من الفتيات ذوي الأصول المهاجرة. يتذكر أندريه أولنر مشروعًا مدرسيًا مع فرقة باروكية من أوركسترا الدولة و150 طفلاً من تلاميذ المدارس الابتدائية، معظمهم ينحدرون من عائلاتٍ ذوات أصولٍ مُهاجرة. "الفتياتُ معجباتٌ أيَّما إعجاب. فقد رأوا امرأةً تتحدث بلغتهم، وتعزف على القانون، وتقف بثقة على المسرح في صورةٍ قلما رأوها من قبل".

Video فرقة (كالر إيدچ) العابرة للثقافات كالر إيدچ مشاهدة فيديو

Dieses YouTube-Video kann in einem neuen Tab abgespielt werden

YouTube öffnen

محتوى ثالث

نحن نستخدم YouTube، من أجل تضمين محتويات ربماتحتوي على بيانات عن نشاطاتك. يرجى التحقق من المحتويات وقبول الخدمة من أجل عرض هذا المحتوى.

فتح تصريح الموافقة

Piwik is not available or is blocked. Please check your adblocker settings.