مناصرةً لسوريا
تأسست الجمعية السورية الألمانية في مدينة دارمشتات وقتما اندلعت الحرب الأهلية في سوريا، وقدمت مساعداتٍ أيضًا بعد كارثة الزلزال.
دشَّن سوريون وألمانٌ من أصلٍ سوريّ في عام 2011، وقتما اندلعت الحربُ الأهليةُ في سوريا، الجمعيةَ السورية الألمانية في مدينة دارمشتات. أرادت هذه الجمعية المستقلة سياسيًا ومذهبيًا دعمَ الشعب السوريّ في مساعيهم نحو مناصرة الديمقراطية وحقوق الإنسان، وكذلك نشر الوعي في ألمانيا بالأوضاع في سوريا. "تعتبر ألمانيا موطنًا لأحد أكبر مجتمعات المهجر للمجتمع المدني السوري خارج دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إن مساهمةَ المجتمع الألماني تجاه المجتمع المدني السوري أمرٌ ضروريٌّ لمستقبلٍ مستدام للمجتمع المدني في سوريا"، كما يقول المديرُ الإداري السيد صفوح لبنية. وثمة محورٌ آخر يختصُ بالمجال الطبيّ؛ إذ قُدِّم العلاجُ مجانًا للأشخاص في ثلاث عياداتٍ في سوريا بين عاميّ 2013 و2020 بمساعدة وزارة الخارجية.
المساعدة بعد كارثة الزلزال
مر على اندلاع الحرب أكثرُ من عقدٍ من الزمان، دُمرِّت فيها الكثيرُ من المنازل، وفر حشدٌ هائلٌ من الأشخاص، ثم جاء الزلزالُ المُدمِّر في السادس من فبراير/شباط 2023 ليسوِّي أجزاءً كبيرةً من المباني في المنطقة الحدودية السورية التركية بالأرض، تلك المنطقة التي فرّ إليها الكثيرُ من الأشخاص هربًا من نظام الأسد، فلقي ما يقرب من 60 ألف شخصٍ حتفَهم في تركيا وسوريا، وأصيب 125 ألفًا آخرون. أغاث الضحايا أشخاصٌ ومُنظَّماتٌ من جميع أنحاء العالم، منهم الجمعيةُ السورية الألمانية. وقام رئيسُ الجمعية السيد صفوح لبنية بتوزيع المواد الغذائية بنفسه هنالك بعد الكارثة. وتُنفَّذ أعمالُنا على الأرض في الوقت الحالي على أيدي فريقٍ في سوريا. يقول لبنية: "أعدنا بناءَ 60 منزلاً حتى الآن، كما نوزِّع حزمًا من المواد الغذائية وغذاءً للرضع".
ولا يزال الوضعُ في المنطقة متدهورًا. 3.7 مليون شخص في سوريا معرَّضون لمخاطر سوء التغذية. يقول لبنية: "لا يزال الكثيرُ من الأشخاص يعيشون في مخيَّماتٍ أو منازل مُدمَّرةٍ جزئيًا. والفرص المتاحة أمام الشباب ضئيلة، ويكبرون أحيانًا دون نيل أي فرص تعليمية على الإطلاق". تواصل الجمعيةُ السورية الألمانية تقديمَ المساعدة على الأرض – لا سيّما للأطفال.
ما انفكت الجمعيةُ تُقدِّم رعاياتٍ أسرية ومساعداتٍ للأيتام حتى قبل وقوع الزلزال. وزادت أعدادُ المستفيدين من برنامج العلاج النفسي منذ عام 2020 – سواءٌ بالحضور الشخصي أو عبر الإنترنت أو الهاتف. وهكذا تساعد الجمعيةُ بشكلٍ مستهدَف الأشخاصَ الذين تعرضَّوا لصدماتٍ نفسية بسبب الحرب والزلزال. يوضِّح المديرُ الإداريُّ قائلاً: "نُقدِّم العلاجَ النفسيَّ سواءٌ عبر الإنترنت أو وجهًا لوجه في مركزٍ قمنا بتأسيسه حديثًا في شمال غربيّ سوريا".
برامجُ للاجئين في ألمانيا
تدعم المنظمةُ كذلك اللاجئين السوريين في ألمانيا: تُقدِّم دوراتٍ للغة والاندماج منذ عام 2016. ويساعد برنامجُ الرعاية "فيتامين ب" الأطفالَ والشبابَ في العثور على وظيفة. ننشر مقاطع فيديو باللغة العربية على فيسبوك تعرض معلوماتٍ حول طلبات التأشيرة والحصول على الجنسية وكذلك حول الثقافة الألمانية.
كما تُقدِّم جهاتٌ أخرى دعمًا للأنشطة المتنوعة للجمعية، مثل الوزارات الألمانية المختلفة وجمعية التعاون الدولي ومدينة دارمشتات والولايةُ الاتحادية هيسن. كما تدعو الجمعيةُ إلى التبرُّع بانتظام، سواءٌ لسوريا أو لتقديم المساعدة بعد الكوارث الطبيعية في بلدانٍ أخرى، مثل المغرب أو تركيا.