الأسئلة الكبيرة في الحياة
يقدم مجلس الأخلاقيات في ألمانيا المشورة للحكومة الاتحادية. تعرف هنا على رئيسة المجلس: ألينا بيوكس.
تحظى الحكومة الألمانية الاتحادية بالمشورة في العديد من المجالات المهمة من الأخصائيين والخبراء والعلماء ومن رواد عالم الأبحاث في ألمانيا. نستعرض لكم أهم الشخصيات والهيئات. هنا البروفيسورة ألينا بيوكس، رئيسة مجلس الأخلاقيات، وعضو لجنة خبراء كورونا.
إنها "مفكرة نظرية وممارسة عملية بارعة وصاحبة حضور إعلامي"، وصفتها ذات مرة في أواخر 2020 صحيفة "دي تسايت" الأسبوعية المعروفة. حينها كان قَد مَرّ ستة أشهر فقط على تسلم ألينا بيوكس رئاسة مجلس الأخلاقيات، الذي يهتم حسبما ورد على صفحته الرسمية "بالأسئلة الكبيرة في الحياة". مرة في الشهر يلتئم المجلس حيث يتشاور أعضاؤه في المعضلات الأخلاقية، مثل الهندسة الوراثية، أو القتل الرحيم، أو أبحاث الخلايا الجذعية. ومنذ انتشار جائحة كورونا بات التعامل مع الجائحة أيضا من الموضوعات الدائمة على بساط البحث. وهكذا فجأة تسلطت الأضواء على ألينا بيوكس، التي لم يكد أحد يعرفها قبل ذلك. وعلى الرغم من أنها كادت "تسقط مغميا عليها" قبل أول لقاء تلفزيوني، تمكنت السيدة الخبيرة من إثبات ذاتها سريعا.
السيدة ذات الأربعة وأربعين عاما المتخصصة في الطب والفلسفة وعلم الاجتماع، تبدو وكأنها مخلوقة لشرح وتفسير الموضوعات الطبية المعقدة المتداخلة للرأي العام واتخاذ مواقف منها. درست بيوكس الطب والفلسفة وعلم الاجتماع والعلوم الصحية على التوازي. خلال دراسة الطب تعرفت على يوميات حياة المشافي: خلال سنة التدريب العملي كانت تمضي طيلة اليوم في أقسام المشفى، وتعكف في المساء على كتابة رسالة الماجستير. موضوعها كان "عدالة التوزيع في قطاع الرعاية الصحية"، وهي المهمة التي تشكل أحد الموضوعات المحورية التي تهتم بها بصفتها رئيسة مجلس الأخلاقيات: ما الذي يتوجب عمله، في حال تجاوز عدد مرضى الإصابات والأمراض الخطيرة، عدد الأسرة المتاحة في غرف العناية المركزة؟
كانت بيوكس نائبة رئيس مجلس نافيلد لأخلاقيات البيولوجيا في لندن، وبروفيسورة في التقنيات الطبية في كلية الطب في جامعة كريستيان-ألبريشتس في كيل، ومنذ 2018 مديرة معهد تاريخ وأخلاقيات الطب في كلية الطب في جامعة ميونيخ التقنية. في 2016 تمت دعوتها إلى عضوية مجلس الأخلاقيات، بناء على اقتراح من الحكومة الألمانية الاتحادية.
بيوكس، أم لولدين، وهي ترى نفسها عاملة منضبطة ومتحمسة، تتنقل باستمرار بين مجلس الأخلاقيات وصالات المحاضرات وملعب الأطفال واستوديوهات الأخبار وقصر بيلفو (مقر رئاسة الجمهورية) حسبما ذكرت في إحدى المقابلات. كما تعتبر نفسها، رغم قدراتها العلمية الكبيرة، شخصا متواضعا، يمكن الوصول إليه باستمرار. وقد ذكرت مؤخرا في مقابلة مع إحدى الصحف: "نحن كعلماء نرتكب أيضا أخطاء كبيرة".
You would like to receive regular information about Germany? Subscribe here