لقاء أوروبي عند الحدود الألمانية البولونية
بعد 75 عاما على اندلاع الحرب العالمية الثانية يقام عند الحدود الألمانية البولونية نصب تذكاري جديد.
في الموقع الذي كان يقوم فيه يوما معسكر الاعتقال الألماني شتالاغ 8 A سوف يتم تأسيس المركز الأوروبي للتعليم والثقافة تسغورتشليك-غورليتس، والذي من المفترض أن يغدو نقطة التقاء موسيقى ميسيان للناس من شتى أنحاء العالم، ومركز اجتذاب ثقافي لهم. ولن يكون المركز في المستقبل مجرد نصب تذكاري فقط، وإنما سيتيح للأطفال واليافعين والشباب والموسيقيين وغيرهم من الفنانين مساحة واسعة للقاء الإبداعي. سيتم بناء المركز في تسغورتشليك البولونية، وهي مدينة محاذية لمدينة غورليتس الألمانية في مناطق زاكسن. وسوف يساهم أيضا في إثراء مجمل المنطقة الأوروبية "نايسة" بالنشاطات الثقافية.
أوليفييه ميسيان "رباعية لنهاية الزمان"
كان المؤلف الموسيقي الفرنسي المبدع أوليفييه ميسيان (1908-1992) ضمن عداد المعتقلين في معسكر اعتقال أسرى الحرب لمدة تسعة أشهر. حيث كان إبان الحرب العالمية الثانية مسعفا ووقع في أسر القوات الألمانية. وخلال وجوده في معسكر الاعتقال وضع بعضا من أهم أعماله، ومنها معزوفة "رباعية لنهاية الزمان". في 15 كانون الثاني/يناير 1941 نجح عدد من المعتقلين في شتالاغ 8 في تقديم أول عرض للقطعة الموسيقية. اليوم تنتمي هذه القطعة إلى أهم الأعمال الكلاسيكية الألمانية العائدة إلى القرن العشرين. أرملة الموسيقي، إيفون لوريود (1924-2010) تولت خلال حياتها رعاية مبادرة تأسيس هذا المركز.
واعتبارا من نهاية عام 2014 ينتظر الزوار هنا معرض دائم، إضافة إلى معارض متغيرة وخشبة مسرح نقالة، لإقامة الحفلات الموسيقية في موقع اللقاء. وستقوم ممرات في الموقع القديم لمعسكر الاعتقال شتالاغ 8 A، تقود أيضا إلى التماثيل المعدنية للفنان ماتياس باير. حيث استلهم هذا الأخير من رباعية لنهاية الزمان لميسيان ثمانية تماثيل مناسبة للمقاطع الثمانية للموسيقي العظيم، إضافة إلى أعمال أخرى، سوف تنشأ أثناء هذا العام من خلال ورشة عمل دولية يتم تنظيمها بالتعاون مع الشباب الأوروبي. منذ بضع سنوات يشهد الموقع أيضا لقاءات منظمة لجيل الشباب، إضافة إلى حفلات موسيقية وورشة عمل تاريخي.