ما سبب أهمية الصحافة الحرة في الديمقراطية
الحرية تحتاج إلى حرية الصحافة: باشا ميكا تتحدث عن الصحافة المستقلة كغذاء للديمقراطية.
لا حرية بدون حرية الصحافة. ولا ديمقراطية بدون حرية الصحافة. من أجل أن تبقى الديمقراطية قوية، فإنها تحتاج إلى الصحافة المستقلة، كمادة غذاء للمجتمع الحر. إنها الحجر الأساس في كل نظام ديمقراطي. في ألمانيا، وفي غيرها من البلدان. ضمن هذا المعنى يتحمل الصحفيون والصحفيات مسؤولية اجتماعية أساسية وحساسة، تتجلى في الدفاع عن القيم الأساسية للديمقراطية. وهذا يتضمن مبدئيا العمل النظيف بما يقتضيه الوجدان والضمير: العمل وفق معايير حرفية ومبادئ أخلاقية والحفاظ على الحقيقة وصيانة كرامة الإنسان، العناية بالمعلومات، والمحافظة على النظرة الشاملة للأمور وللمعلومات. ولكن كل هذا لا يشمل جميع الواجبات التي يتطلبها النظام الديمقراطي. الصحفيون والصحفيات عليهم واجب يتجاوز كل هذا. فهم في الختام يقدمون سلعة عامة، للجميع. لهذا السبب يجب عليهم عدم الاكتفاء بالوسائل المهنية والحرفية، وإنما أيضا مراعاة أحوال العالم. والعمل من أجل تحسين هذه الأحوال. وذلك من خلال دفاعهم عن الحرية وحقوق الإنسان وعن العدالة والانفتاح على الآخر. يقدم الصحفيون خدمات للرأي العام، إنهم القوة العاملة من أجل الديمقراطية. هذا ما يجب تكراره والالتزام به والتأكيد عليه باستمرار، بصوت عال، وبلا خوف. وإذا كنا نحن هنا في ألمانيا لا نفعل ذلك، فمن الذي سيفعله؟ ماذا عن البلدان التي يقود فيها التمسك بحق الحرية إلى الموت؟ حرية الصحافة مهددة في جميع أنحاء العالم. صحفيون يتعرضون للقتل والتعذيب والسجن والملاحقة. حتى في بعض بلدان الاتحاد الأوروبي تزداد المخاطر باستمرار على العاملين في الإعلام والصحافة. هذا ما يخيف كل الذين يدافعون عن الحرية بوصفها من حقوق الإنسان الأساسية. صحيح أنه ليس من الضروري أن يتحول الصحفيون والصحفيات إلى أبطال، ولكن عليهم القيام بعملهم. عليهم الحديث عن العالم من خلال الصورة والكلمة، أن يقوموا بالوصف والتحليل، وأن يوضحوا ويشرحوا ويعلقوا. وبشكل خاص هناك، حيث تواجه الأنظمة الاستبدادية التطلعات إلى الديمقراطية بكل عنف وقوة، وحيث يسود الخوف، وتنتشر الرقابة الذاتية، فإن هناك حاجة كبيرة وملحة إلى أكثر من مجرد المواصفات والأدوات الصحافية المعتادة. هناك حاجة إلى فائض من الأفكار والمثل. عشق المهنة! يجب أن تكون الصحافة هناك، بهدوء وشجاعة، وأن تتحلى بروح المقاومة. وذلك لأن الصحافة المستقلة هي غذاء الديمقراطية، الذي يجب أن ندافع عنه.
تترأس الصحفية أسرة تحرير الجريدة اليومية "فرانكفورتر روندشاو" منذ العام 2014، وهي بذلك واحدة من سيدات قلائل تتربعن على رأس وسيلة إعلامية ألمانية كبيرة مطبوعة وإلكترونية. باشا ميكا المولودة في بولونيا والتي هاجرت مع أسرتها كطفلة إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية، كانت قد عملت قبل ذلك كمحررة ومراسلة، كما عملت لمدة إحدى عشرة سنة كرئيسة تحرير الجريدة اليومية (taz) في برلين. الصحفية الحائزة عل العديد من الجوائز هي أيضا منذ 2007 بروفيسور فخري في جامعة الفنون في برلين.
You would like to receive regular information about Germany? Subscribe here: