معاهدة أربعة زائد اثنين
سقوط جدار برلين أعلن بداية مرحلة جديدة. ولكن فقط بعد التوقيع على معاهدة أربعة زائد اثنين، باتت الطريق مفتوحة أمام عودة الوحدة الألمانية.
باتت عودة الوحدة الألمانية ممكنة بعد سقوط جدار برلين، فقط على ضوء موافقة الدول المنتصرة في الحرب، الاتحاد السوفييتي السابق والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا. في مفاوضات أربعة زائد اثنين تفاوض وزراء خارجية البلدان المنتصرة في الحرب العالمية الثانية مع زميليهما الألمانيين حول كيفية اتحاد الدولتين الألمانيتين. وخلال اجتماع في القوقاز حصل المستشار الألماني الاتحادي هيلموت كول أخيرا على موافقة زعيم الكرملين آنذاك، ميشائيل غورباتشوف على الوحدة الألمانية. وكانت الموافقة على عودة الوحدة قد جاءت قبل ذلك من كل من الولايات المتحدة والمجموعة الأوروبية، التي أصبحت فيما بعد الاتحاد الأوروبي.
وفي الختام تم التوقيع على معاهدة أربعة زائد اثنين في 12 أيلول/سبتمبر 1990 من قبل وزراء الخارجية في موسكو، وقد تضمنت سير الحدود، إضافة إلى الوضع والشكل المستقبلي لدولة ألمانيا. بعد أسبوعين من ذلك تنازلت الدول المنتصرة في بيان مشترك عن حقوقها ومسؤولياتها تجاه ألمانيا التي كانت مازالت محتلة آنذاك. الحكومة الألمانية الاتحادية وحكومة ألمانيا الديمقراطية التي كانت قد انتخبت ديمقراطيا في آذار/مارس 1990 كانتا قد وقعتا في آب/أغسطس 1990 على الاتفاق الذي ينص على إعادة الوحدة إلى ربوع ألمانيا، واتخذتا بالتالي الخطوات التي تخلق الإطار السياسي الداخلي للوحدة. إلا أن الاندماج الكامل لجمهورية ألمانيا الديمقراطية في جمهورية ألمانيا الاتحادية كان ممكنا فقط بعد توضيح المسائل السياسية الخارجية، الذي تم مع التوقيع على معاهدة أربعة زائد اثنين.
ألمانيا الموحدة والدول المنتصرة الغربية الثلاث صادقت بسرعة على معاهدة أربعة زائد اثنين. بينما تمهلت موسكو في المصادقة، بعد أن نشب حوار داخل أروقة القرار السوفييتي العليا، إلى أن تمت المصادقة أخيرا على المعاهدة في الرابع من آذار/مارس 1991. بعد تسليم المصادقة على المعاهدة إلى وزير الخارجية الألماني الاتحادي آنذاك، هانس-ديتريش غينشر في 15 آذار/مارس 1991 باتت المعاهدة سارية المفعول.