إلى المحتوى الرئيسي

"أسمعُ عن الرغبة في تحمُّل ألمانيا المزيدَ من المسؤولية"

وزيرُ الخارجية يوهان فاديفول يؤكِّد في المقابلة أنَّه يريد تنمية شراكات ألمانيا من أجل الحرية والازدهار والأمن.

فولف تسينInterview: Wolf Zinn, 02.06.2025
وزيرُ الخارجية يوهان فاديفول
وزيرُ الخارجية يوهان فاديفول © dpa

سيد فاديفول، أيُّ محاور السياسة الخارجية ترغب في إرسائها خلال ولايتك؟

أرغب في توجيه السياسة الخارجية الألمانية، ومن ثم أعمال وزارة الخارجية، لتتوافق مع مصالح ألمانيا وأوروبا. أو بمعنى آخر، سيكون التركيزُ على الأساسيات. وهي -حسبما أرى- الحفاظُ على أمنِنا وحريتنا وازدهارنا. ولن نتمكَّن من تحقيق ذلك، إلا إذا واصلنا السعيّ بانخراطٍ كبير لتنمية شراكاتنا في العالم أجمع. وأنا ما أنفك أسمعُ منذ سنوات خلال محادثاتي مع محاورين أجانب عن الرغبة في تحمُّل ألمانيا المزيدَ من المسؤولية، وتولِّيها قدرًا أكبر من مهام الوساطة، فضلاً عن توسيع دورها القيادي، على ألا يقتصر ذلك على أوروبا وحدها. أريدُ البدءَ من هنا؛ لأن هذا هو جوهر عمل الدبلوماسية. وهذا ما يجيد الدبلوماسيون الألمان فعله بامتياز.

لم تَعُدْ حريتنا ورخاؤنا في أوروبا أمرًا بديهيًّا أو مضمونًا في وقتنا هذا.
يوهان فاديفول، وزيرُ الخارجية

في ضوء الاضطرابات العالمية: ما الدور الذي ينبغي لألمانيا أن تؤدِّيه في أوروبا والعالم مستقبلاً حسب رأيك؟

نحن بحاجة إلى توجُّه رصين نحو مصالحنا نحن معشر الألمان والأوروبيين، في ظل ما نشهده كل يوم في نشرات الأخبار المسائية من وضعٍ متأزم. واليوم، وبعد مرور 80 عامًا على انتهاء الحرب العالمية الثانية، لم تَعُدْ حريتنا ورخاؤنا في أوروبا أمرًا بديهيًّا أو مضمونًا. ولهذا، فإننا نقف كتفًا بكتفٍ مع شركائنا وحلفائنا للدفاع عن هذه القيم والزَّوْدِ عن حريتنا.

إنَّ أمنَنا على المدى الطويل مرهونٌ بأن نُقدِّم لأوكرانيا دعمًا لا ينقطع.
يوهان فاديفول، وزيرُ الخارجية

كيف ستتعامل السياسةُ الخارجيةُ الألمانيةُ مع دولةٍ استبدادية مثل روسيا؟ ومثل الصين؟

سنتعامل هنا أيضًا بسياسة تمنح الأولوية لمصالحنا، وفيما يتعلَّق بروسيا، فإن هذا يعني في الوقت الراهن أنَّ أمنَنا على المدى الطويل مرهونٌ بأن نُقدِّم لأوكرانيا دعمًا لا ينقطع، وأن تساهم أوروبا في إنهاء هذه الحرب الطاحنة التي تخوضها روسيا كل يوم بوحشية ليس لها مثيل. ونقول أيضًا للصين بوضوح: إنَّ هذه الحرب تمسُ المصالحَ الأوروبية الجوهرية. ودعمُ العدوان الروسيّ يتناقض مع هذه المصالح. الصين تتحمَّل مسؤوليةً خاصةً تجاه السلام العالمي؛ بوصفها عضوًا دائمًا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وفي الأساس، ما زالت الصين تعاملنا بوصفنا شريكًا ومنافسًا، بل أصبحت تنظر إلينا -مؤخرًا وبشكلٍ متزايد- بوصفنا خصمًا إستراتيجيًّا. لذلك، فإننا نريد -بل ويجب علينا- أن نُنفِّذ إستراتيجيتنا لتقليل المخاطر بشكلٍ أكثر حزمًا.

نعتزم مواصلةَ تنمية شراكتنا عبر الأطلسيّ، على نحوٍ يضمن أن تظل جذَّابةً للطرفين في المستقبل، وأن تبقى قويةً ومتماسكةً.
يوهان فاديفول، وزيرُ الخارجية

كيف ترى مستقبل العلاقة عبر الأطلسيّ؟

تعتمد شراكتُنا عبر الأطلسيّ على علاقاتٍ وثيقة شهدت تطورًا على مدار تاريخها. كما تجمعنا تجاربُ واهتماماتٌ وقيمٌ مشتركة. ومن مصلحة ألمانيا وأوروبا، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، أن يستمر تحالفُنا. لقد ضَمَنَتْ هذه الشراكة السلامَ والاستقرارَ والازدهارَ على جانبيّ المحيط الأطلسيّ لعقودٍ من الزمان. وفي مثل هذه الأوقات العصيبة، يُعدُّ هذا الأساس المشترك ركيزةً محورية؛ ولأنَّ علاقاتنا شديدة التقارب، يمكننا أن نتفاعل معًا ونتحدَّث كذلك بوضوحٍ وثقة. نعتزم مواصلة تنمية هذه الشراكة، على نحوٍ يضمن أن تظل جذَّابةً للطرفين في المستقبل، وأن تبقى قويةً ومتماسكةً؛ خاصةً عندما نختلف في مرةٍ من المرات حول مسائل فردية.