ثورةُ تكنولوجيا المعلومات القادمة
تعتبر الحواسيبُ الكميّةُ تقنيةً مستقبليةً رائدة. وتلعب المواقعُ في ألمانيا دورًا مهمًا في عملية التطوير.
بينما تسيطر التطوُّراتُ المتسارعةُ في مجال الذكاء الاصطناعيّ في جميع أنحاء العالم على عناوين الأخبار في العام 2023، ترتسم ملامحُ ثورةٍ أخرى في مجال تكنولوجيا المعلومات وإن لم تجذب الاهتمامَ نفسَه من الرأي العام: الحوسبةُ الكمية على وشك تحقيق السبق والنجاح. تطمح ألمانيا فيما يخص تطوير الحواسيب الجديدة ذات القدرات الحسابية الخارقة إلى أن تكون في الطليعة وتتبوأ الصدارة. تقول وزيرةُ البحث العلميّ الألمانية بتينا شتارك-فاتسينجر: "تعتبر التقنياتُ الكميّةُ تكنولوجيا محورية في المستقبل بإمكانياتٍ هائلة لمجتمعنا واقتصادنا". لذلك فمن المقرر وفقًا لمخططات الحكومة الألمانية إنفاقُ ثلاثة مليارات يورو من أجل دعم الحواسيب الكميّة واستخدامها بحلول العام 2026.
مواقعُ لتكنولوجيا الكم ذاتُ صيتٍ عالميّ
ازدادت سرعةُ العمل في ألمانيا في عصر الحاسوب الجديد منذ فترةٍ طويلة. يلعب مركزُ أبحاث يوليش في نوردراين فيستفالن دورًا مركزيًا في هذا الصدد، وهو الذي ينتمي باعتباره عضوًا في مجموعة مراكز هيلمهولتز إلى كبرى المراكز البحثية متعددة التخصصات في أوروبا. هناك يناظر الباحثون السلسلةَ الإجماليةَ للقيمة المضافة بفضل للحوسبة الكميّة: من البحث عن مواد مناسبة مرورًا بتصميم دوائر التوصيل وإلكترونيات الحرارة المنخفضة المناسبة، من أجل بلوغ درجات حرارة منخفضة من أجل التبريد، وصولاً إلى تطوير نماذج أولية وتطبيقات.
شركةُ الحواسيب الأمريكية آي بي إم تفتتح مركز بياناتٍ في ألمانيا
لن تحتكر يوليش وحدها المواقعَ المهمة للتكنولوجيا للجديدة؛ إذ يجري العمل على تطوير موقعٍ أوروبيٍّ للحوسبة الكميّة في جارشينغ في ضواحي ميونيخ. ومن ناحيةٍ أخرى، تسعى شركةُ الحواسيب الأمريكية آي بي إم (IBM) إلى افتتاح مركز البيانات الكميّة الأول من نوعه في أوروبا في العام 2024 في إهينغن في بادن فورتمبيرغ.
ويُفترض أن تحل الحواسيبُ الكميّةُ في المستقبل القريب مشكلاتٍ تعجز أمامها أقوى الحواسيب الخارقة في الوقت الحالي، وذلك بما لديها من قدرةٍ حسابية تفوق قدرةَ البشر على التصوُّر. ميزةُ الحواسيب الكميّة: تعملُ باستخدام وحدة المعلومات الجديدة كيوبتس (Qubits)، والتي تتيحُ سرعةً حسابيةً أكبر بكثير من تلك الشرائح الحاسوبية الاعتيادية العاملة بوحدة بتس (Bits).
ومن ثم، يمكن أن تنتقل طفراتٌ مشابهة، مثل تلك الناتجة عن الذكاء الاصطناعيّ، إلى الشركات. ويُفترض من الناحية العملية أن يصبح تطويرُ مواد جديدة أسهل بكثير بفضل الحواسيب الكميّة، وبالتالي على سبيل المثال تكوين بطاريات أفضل أو تحسين فعَّالية الأدوية.