إغاثةُ الأشخاص في أقسى الظروف

"تتمثَّل مهمتُنا في تقديم الغوث الضروريّ للأشخاص في مواجهة المواقف التي تُهدِّد حياتَهم أو دعم منظماتٍ إغاثيةٍ أخرى بالمساعدات الفنية. أشتغل تطوُّعًا لدى منظمة الإغاثة الفنية منذ أكثر من 18 عامًا، وأعملُ حاليًا قائدةً لمجموعة الانتشال في رابطتنا المحلية في مدينة شباير. تمارس منظمةُ الإغاثة الفنية أنشطتها في ألمانيا وفي الخارج. وتتسم عملياتُنا داخل البلاد بالتنوُّع الشديد؛ إذ تتراوح بين خدمات الدعم البسيطة لفرق الإطفاء والإنقاذ، مثل عمليات الإضاءة أو مهام الانتشال، ووصولاً إلى العمليات واسعة النطاق في الكوارث، مثل كارثة فيضان 2021 في وادي آرتال.  

تُقدِّم منظمةُ الإغاثة الفنية خدمات الإغاثة في الخارج بناءً على طلب من الدولة المعنية. كنتُ في تركيا في عام 2023 في إطار وحدة التدخُّل السريع للانتشال في الخارج (SEEBA) والتابعة لمنظمة الإغاثة الفنية. بعد حدوث الزلزال المُدمّر، استعنّا بكلاب الإنقاذ للبحث عن ناجين تحت الأنقاض وعثرنا عليهم وانتشلناهم بمعداتنا التقنية. كان حجمُ الدمار هائلاً ومعاناةُ الأشخاص كبيرةً إلى درجةٍ لا يمكن تصوُّرها.  

تتسم مثلُ هذه المهمات بالصعوبة البالغة وتركت في داخلي آثارًا عميقة. في الوقت نفسه، تُحفِّزني إمكانيةُ تقديم يد العون للأشخاص في الظروف القاسية للغاية؛ إذ أن امتنانهم وارتياحهم يعوضانني عن الكثير من الجهد. كما أنني أقدِّر كذلك مجتمع منظمة الإغاثة الفنية؛ فنحن فريقٌ قويٌّ يثقُ بنفسه ثقةً تامة. بطبيعة الحال، هنالك دائمًا لحظاتٌ صعبة، لكن تدريبنا المهنيّ الشامل والمتنوع والدعم المتبادل يساعدننا على اجتياز المواقف العصيبة، على المستوى الذهنيّ كذلك".