أشعةٌ من الأمل: أفكارٌ فضولية تجعلُ العالمَ أفضل قليلاً
الموادُ الغذائية من منطقة القطب الجنوبيّ، وحصائرُ الجعة الحابسة للزيت، والمباني المُشيَّدة من الأشجار. ثلاثُ مقارباتٍ مُذهلة من أجل عالمٍ أفضل.
![محصول الريحان في دفيئة إيدن-آي إس إس في منطقة القطب الجنوبيّ. محصول الريحان في دفيئة إيدن-آي إس إس في منطقة القطب الجنوبيّ.](/sites/default/files/styles/image_carousel_mobile/public/media/image/tdt_02012025_blick_nach_vorne_tolle-forschung_eden-iss.jpg?h=7c0ff64e&itok=eZTuDKu_)
موادُ غذائية للجميع
طماطمُ أو فلفلٌ أحمر أو فراولة من الفضاء الخارجيّ؟ ما يبدو غريبًا للوهلة الأولى، هو بالنسبة للباحثين سؤالٌ محوريٌّ في طريقهم إلى بعثاتٍ فضائية طويلة أو استعمار كوكبٍ آخر. وقد جرى بين عاميّ 2018 و2023 اختبارُ زراعة الأغذية في بيئةٍ مُعادِيةٍ للحياة: حصد باحثون من مركز الرحلات الجوية والفضائية الألماني أكثرَ من طنٍ من والخضراوات ومُكوِّنات السَلَطَة والأعشاب في دفيئة إيدن-آي إس إس "Eden-ISS" في منطقة القطب الجنوبيّ.
![دفيئة إيدن-آي إس إس في منطقة القطب الجنوبيّ. دفيئة إيدن-آي إس إس في منطقة القطب الجنوبيّ.](/sites/default/files/styles/image_carousel_mobile/public/media/image/tdt_02012025_blick_nach_vorne_tolle-forschung_eden-iss_antarktis.jpg?h=7bcc51a1&itok=iVNVwSCb)
ويُعاد حاليًا بناءُ الدفيئة التجريبية: من المُقرَّر أن يتدرَّب روادُ الفضاء هنا على زراعة المواد الغذائية لاحتمالية استخدامها على سطح القمر. كما تبحث دفيئةُ (إيدن) كذلك في كيفية إنجاح إنتاج مواد غذائية في ظل ظروفٍ مناخية صعبة، على سبيل المثال في الصحاري أو المناطق القطبية الشمالية.
مواجهة تسرُّبات الزيت باستخدام حصائر الجعة
![الألواحُ الرابطةُ للسوائل هي وسيلة مساعدة أولية في حالات التلوُّث. الألواحُ الرابطةُ للسوائل هي وسيلة مساعدة أولية في حالات التلوُّث.](/sites/default/files/styles/image_carousel_mobile/public/media/image/tdt_02012025_blick_nach_vorne_tolle-forschung_liquid-binder-boards.jpg?h=22f8a1ea&itok=6eB5wYUy)
تصادفُك حصائرُ الجعة كثيرًا في الحانة المحلية. إنها تُستخدم للحماية من الحشرات على الكأس أو كمواد بناء للبيوت الورقية أو لتدوين رقم هاتف محمول. تنتج شركةُ كاتز (Katz) في شماليّ الغابة السوداء حصائر جعة كلاسيكية منذ 120 عامًا. ومنذ بضع سنوات، أصبح هناك أيضًا نوعٌ مختلفٌ تمامًا: تبدو الألواحُ الرابطةُ للسوائل مثل حصائر الجعة، ولكنها مصنوعةٌ من ورق مُقوَّى ذي قدرةٍ خاصة على الامتصاص من لب الخشب، ويمكنها تشرُّب الزيت والبنزين والديزل. على سبيل المثال، إذا كان هناك تسرُّبٌ للنفط في مسطح مائي، تُلَقَى الألواحُ الصغيرةُ من قاربٍ في الماء المُلوَّث. وبمجرد تشرُّبها، لا تُطلق المادةُ الزيتَ المُخزَّن بداخلها مرةً أخرى. وتظل الألواحُ الصغيرةُ طافيةً على السطح، حتى في حالة ارتباطها بالمواد المُلوِّثة، ومن ثمّ يمكن استعادتها بسهولة. وهكذا، تُعد حصائرُ الجعة هذه وسيلة مساعدة سريعة وفعَّالة في حالة تلوُّث المسطحات المائية.
مبانٍ حية من الأشجار والفولاذ
التعمير أم المساحاتُ الخضراء؟ إنه الصراعُ الأبديُّ أمام التخطيط الحضريّ. ولكن ثمة طريقةٌ أخرى، كما يُبيِّن علمُ النباتات المعمارية. إنه يمزج بين المباني والأشجار من خلال دمج الأشجار مع مواد أخرى، مثل الفولاذ، لإنشاء عناصر حاملة وواجهات. الأستاذُ الجامعيُّ فرديناند لودفيغ هو الخبيرُ في علم النباتات المعمارية في ألمانيا. تشمل مشاريعُه جسرًا للمشاة بطول 22 مترًا على ارتفاع 2.5 متر، وهو مدعومٌ فقط بالصفصاف، ومُكعَّب شجري بارتفاع عشرة أمتار يمكن تسلُّقه كمنصة بانورامية. وهو من ناحية المنظور ليس مدعومًا إلا بأشجار الدُلب. الطبيعةُ والعمارةُ يتّحدان: يمكن للمدن على وجه الخصوص الاستفادة من الخصائص المناخية الإيجابية للأشجار.