قفزةٌ كمّيةٌ نحو المستقبل: ألمانيا تُعزز التكنولوجيا المتقدمة
تدعم وزارةُ البحث العلميّ الألمانية المواهب في مجال تكنولوجيا الكم، من خلال جائزة "كوانتم فيوتشر أوارد"، على سبيل المثال.
تريد ألمانيا أن تتبوأ مقعدها في طليعة مجالٍ واعدٍ من الابتكار: تعمل الوزارةُ الاتحادية للتعليم والبحث العلميّ (BMBF) من خلال برنامج "أنظمة الكم – تطوير التكنولوجيا المتقدمة. وتشكيلُ المستقبل"، على تعزيز العلوم في مجال الضوئيات وتقنيات الكم. ويتمثل الهدف في تقديم الدعم الإستراتيجيّ طويل الأمد لنقل التكنولوجيا وتوسيع النظم البيئية في هذا المجال، ومن ثمَّ تعزيز القدرة التنافسية لألمانيا.
تشجيع المواهب الشابة: مبادراتٌ متنوعة
تتطلَّب تكنولوجيا الكم المُعقَّدة أفرادًا مُدرَّبين جيدًا، سواءٌ في العلوم أو في الصناعة. لذلك، يجب تعريف الطلاب بالأنظمة الكمومية في المواد ذات الصلة مثل الفيزياء والرياضيات وعلوم الحاسوب والهندسة، على وجه التحديد. ولهذه الغاية، أطلقت الوزارة الاتحادية للتعليم والبحث العلمي مبادرة مستقبل الكم "كوانتم فيوتشر؛ Quantum Future". تعالج حزمةٌ شاملةٌ من التدابير مجموعاتٍ مستهدفة مختلفة، بدءًا من تلاميذ المدارس ووصولاً إلى قادة مجموعات البحث الصغار. وتتراوح التدابير من مبادرات التمويل ذات نقاط التركيز المتغيرة مرورًا "بأكاديمية كوانتم فيوتشر" المنعقدة سنويًا ووصولاً إلى تقديم جائزة "كوانتم فيوتشر أوارد".
في عام 2024، حصل ماكسيميليان كرامر، طالبُ الفيزياء في جامعة برلين الحرة، على الجائزة الأولى بقيمة 6000 يورو في هذه المسابقة عن أطروحته للماجستير. يقترح في هذه الأطروحة خوارزميةً ذاتية التصحيح وسهلة الاستخدام، ويمكن استخدامها في الحواسيب الكميّة من الجيل التالي.
إطلاقُ العنان لإمكاناتٍ جديدة
تأمل الوزارة الاتحادية للتعليم والبحث العلمي من خلال تمويل مجال البحث المكثف في تقنيات الكم في فتح إمكاناتٍ تطبيقية جديدة في عمليات القياس والتصوير ذات الدقة المتناهية، وفي نقل المعلومات ومعالجتها ومحاكاة الأنظمة المعقدة.
ويُفتَرض نقل نتائج البحوث الأساسية إلى تطبيقاتٍ تقنية وتجارية جديدة، كلما أمكن ذلك. لذلك، يهدف برنامج التمويل إلى توفير ظروف ابتدائية وإطارية ممتازة للعلماء الشباب لعمل بحثي ناجح. ويشمل هذا أيضًا اختبار فترة أطول من الدراسة أو البحث في الخارج.