"أكثر من مجرد فيلم أطفال"
ليست الأمور سهلة في عالم الأفلام الألمانية بالنسبة لفناني أفلام الصور المتحركة. مقابلة قصيرة مع أنيغريت ريشتر، مديرة مجموعة العمل الخاصة بأفلام الصور المتحركة.
السيدة ريشتر، هل يوجد ما يشبه التقاليد الألمانية في مجال أفلام الصور المتحركة؟
بالتأكيد، يتمتع فيلم الصور المتحركة الألماني بتاريخ عريق: الفنانة لوتة راينيغر ابتكرت قبل 100 عام أفلام الصور المتحركة بالصور الظلية (خيال الظل). في 1928 عُرِضَ فيلمها "مغامرة الأمير أحمد" في دور السينما، وكان أول فيلم صور متحركة ألماني بطول فيلم سينمائي. خلال العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي كان هناك الكثير من التجارب، وكان عالم أفلام الصور المتحركة الألماني في الصدارة. مع تقسيم ألمانيا تطور نوعان من تقاليد فيلم الصور المتحركة: النسخة الألمانية الشرقية، وبشكل رئيسي أفلام الدمى أو العرائس التي نالت شهرة واسعة وسمعة متميزة. ولكن استوديو DEFA الرائد في هذا المجال خلال تلك الحقبة لم يعد له وجود اليوم، وصناع الفيلم الذين تعلموا هناك تمكنوا بالكاد من نقل معرفهم وخبراتهم للآخرين. لقد فقدنا الكثير على هذا الصعيد.
ما هي حال عالم أفلام الصور المتحركة الألماني اليوم؟
الأوضاع صعبة. وهذا يعود أيضا إلى بنية الدعم والمساعدة التي لا تكاد تجد مكانا لأفلام الصور المتحركة أو بثها. وبدلا من ذلك يتم شراء العديد من الرخص والحقوق من أمريكا وآسيا وأستراليا. وهذا يعود جزئيا إلى التكاليف، حيث أن تكاليف إنتاج أفلام الصور المتحركة مرتفعة نسبيا. ولكن إلى جانب العامل التجاري يوجد بالتأكيد أيضا العامل الفني. ففي المهرجانات يتم عرض أفلام الصور المتحركة التي تنطوي على مستويات رفيعة من المضمون الفلسفي أو الفني أو النقد الاجتماعي. وهي يتم صنعها من قبل أشخاص مهتمين جدا بهذه الأمور. إلا أنه لا يمكن العيش منها ومما تحققه من دخل.
“The Present” is a thesis short from the Institute of Animation, Visual Effects and Digital Postproduction at the Filmakademie Baden-Wuerttemberg in Ludwigsburg, Germany. Animated by Jacob Frey. Subtitles are available.
غالبا ما يتم الجمع بين أفلام الصور المتحركة والأطفال. ما مدى صحة هذا الربط والفهم؟
هذا الربط مترسخ في أذهان الجمهور والداعمين، إلا أنه يعبر عن نظرة قاصرة. الصور المتحركة هي أكثر بكثير من مجرد أفلام للأطفال، وهي بالتأكيد أفلام موجهة للبالغين أيضا. في الولايات المتحدة تُعرَض الكثير من أفلام الصور المتحركة بغية التسلية والمتعة لكافة أفراد الأسرة. هنا يمكن أن يذكر المرء على الأقل أسرة "سيمبسون". وقد شهدت ألمانيا محاولات مشابهة، لكنها كانت مع الأسف بتمويل سيء، ما أدى إلى عجزها عن الاستمرار.
هل يوجد أية اتجاهات حديثة في عالم أفلام الصور المتحركة الألماني؟
الصور المتحركة الألمانية لمسية حسية، حيث يتم إنتاج الكثير بالعمل اليدوي: يميل الكثيرون للعمل وفق طريقة إيقاف الحركة، أو رسوم متحركة طينية. أرى هذا مثيرا وممتعا، حيث أن فن الصور المتحركة في ألمانيا يتميز عن غيره من البلدان الأوروبية. ففي ألمانيا مازال يوجد الكثير من الرسوم المرسومة باليد. وهذا يعود إلى أن العديد من صانعي الأفلام قد درسوا في المعاهد الفنية العليا.