رؤى لمدينة المستقبل
كيف تبدو مدينةُ المستقبل؟ يُقدِّم مهندسٌ معماريٌّ ومُخطِّطُ مدن وخبيرةُ توجُّهات، ويصنع الذكاءُ الاصطناعيُّ تصوُّراتٍ لأفكارهم.
تُراقِب عالمةُ الاجتماع كريستياني فارجا -بوصفها خبيرة توجُّهات- التغيُّرَ الذي يطرأ على مساحات المعيشة، وتستخلص منه استنتاجاتٍ للهندسة المعمارية والبناء والتصميم في المستقبل:
كلما قضينا وقتًا أطول في العالم الرقميّ، أصبحت قدرتُنا على إدراك بيئتنا الواقعية بحواسنا كلها أكثرَ أهمية، ولذلك تضع مدينةُ المستقبل هذا الجانب في اعتبارها بشكلٍ أكبر؛ فهي تضم العديدَ من الحدائق والمسطحات المائية. وللبَسْتَنَة الحضرية وحدائق الأسطح دورٌ أيضًا في تنقية الهواء. ويُدمَج الخشب بشكلٍ أكبر في البناء كمادة خام. وستخلق مدينةُ المستقبل تقاربًا أقوى بين الناس من جديد. على سبيل المثال، سيكون هناك روضات أطفال في مساكن كبار السن، أو أشكال إسكان جديدة، مثل الإسكان المشترك بواسطة ما تُسمَّى المساحات المشتركة.
يعيش المهندسُ المعماريُّ الألمانيُّ ماتياس هولڨيش في نيويورك ويعمل بها. وتُشكِّل هذه المدينة أفكاره المستقبلية أيضًا:
نأمل أن نتجه في البناء إلى زيادة الارتفاع الرأسي وليس الاتساع العرضي، حيث تتميَّز مباني مدينة المستقبل بالكثافة، مثل نيويورك، لكنها توفِّر أيضًا مساحاتٍ واسعة مثل متنزه سنترال بارك. ربما ينبغي أن نُفكِّر في تصميم مدن تشبه تلك التي تجسدها المناظر الطبيعية، بحيث تُقدِّم قِيمًا جديدة على صعيد التجربة والترفيه. وهذا يعني أنه يجب تناول الهندسة المعمارية بطريقةٍ مختلفة كُليًّا، والبدء بتحسين جودة الأماكن العامة، وليس تصميم المباني. ويجب علينا التركيز على الأشخاص أكثر فأكثر، فنحن لا نُفضِّل الجلوس على قارعة الطريق.
ديتليف كورث مُخطِّط مدن، ويُدرِّس في جامعة كايزرسلاوترن التقنية. وفي رؤيته، تُحدِّد سياراتُ الأجرة الآلية ذاتية القيادة أيضًا شكلَ المدينة:
ينبغي أن تكون مدنُ المستقبل كثيفةً ومدمجة، بحيث يمكن الوصول إلى كل شيء في 15 دقيقة. وهذا سيستهلك مساحاتٍ صغيرة، ويُقلِّل من حركة الركاب. ولن تكون لدى مدينة المستقبل سياراتٌ بمحركات احتراق أو وسائل نقل خاصة، فلا يوجد سوى سيارات أجرة آلية ذاتية القيادة، تنقلنا إلى كل مكان. ولا توجد في مدينة المستقبل أماكن لوقوف السيارات أيضًا. وسوف تُزرَع جوانبُ الطرقات بدلاً من ذلك.