إلى المحتوى الرئيسي

«الفيلم يمكن أن يكون علاجا»

تتمتع سولين يوسف بمكانة راسخة في صناعة السينما الألمانية منذ فترة طويلة. والآن تتولى السيدة الألمانية الكردية تقديم جائزة أمنيستي للأفلام كعضو في لجنة التحكيم.

Anja LeuschnerAnja Leuschner, 14.02.2025
سولين يوسف كاتبة سيناريو ومخرجة.
سولين يوسف كاتبة سيناريو ومخرجة. © Peter Müller Photography

تريد الحديث عن موضوعات سياسية، وشد الانتباه إلى الفئات المهمشة ولفت الأنظار إلى الأوضاع الاجتماعية المأساوية. وقد وجدت وسيلتها لهذه الغاية: سولين يوسف كاتبة سيناريو ومخرجة أفلام روائية وقد صنعت لنفسها اسمًا في ألمانيا وخارجها بأعمال مثل مسلسل نيتفليكس «سكاي لاينس»، «سام السكسوني» وفيلم الأطفال «المنتصر». في مهرجان برلينالة 2025 تشارك في عضوية لجنة تحكيم ومنح جائزة أمنيستي للفيلم. وهي جائزة يتم منحها لأعمال تتناول موضوعات متعلقة بحقوق الإنسان. في هذه المقابلة، تتحدث السيدة الألمانية الكردية، التي فرت إلى ألمانيا مع عائلتها من المناطق الكردية في شمال العراق عندما كانت في التاسعة من عمرها، عن دورها كعضو في لجنة التحكيم وعن قوة الفيلم.

سولين يوسف في موقع تصوير مسلسل ألمانيا 89
سولين يوسف في موقع تصوير مسلسل ألمانيا 89 © Elisa-Christin Knüpfer

السيدة يوسف، ما مدى أهمية تناول قضية حقوق الإنسان في الأفلام؟

بالنسبة لي، فإن مهمة صناعة الأفلام لا تقتصر على إنتاج أفلام ترفيهية كلاسيكية فحسب، بل تشمل أيضًا لفت الانتباه إلى المظالم الاجتماعية أو السياسية وتثقيف الناس بشأنها. ومن المهم خلق الحوافز للتفكير وتوسيع الآفاق. في الأوقات التي يتزايد فيها التمييز ويتم إهمال حقوق المرأة، يمكننا خلق مساحة للحوار. لهذا السبب تحظى جائزة أمنيستي للفيلم بأهمية خاصة. يمكننا أن نعطي حافزًا مهمًا للتغيير في المجتمع، وأن نثير عملية التعلم، وأنا أشعر بالفخر لكوني أحد أعضاء لجنة تحكيم جائزة أمنيستي للفيلم. ولكن قبل كل شيء، أرغب في مشاهدة هذه الأفلام. 

هناك العديد من الأفلام التي تجد قوتها خارج نطاق الترفيه.
سولين يوسف، كاتبة سيناريو ومخرجة

إلى أي مدى تعتبر الأفلام والمسلسلات مناسبة بشكل خاص لتناول مثل هذه الموضوعات؟

يمكننا من خلال الأفلام أن نصل إلى نوع مختلف تمامًا من الجمهور الواسع. إنه شكل فني نشعر فيه فجأة وكأننا في منزلنا لمدة ساعة ونصف أو ساعتين، بعيدًا عن الصور الدعائية أو التيارات السياسية. خلال السنوات الأولى من عملي، قضيت وقتًا طويلاً في المهرجانات، وشاهدت العديد من الأفلام الغامضة واستمعت إلى سرديات من جميع أنحاء العالم، ثم عملت في شركة إنتاج أفلام متخصصة في الأفلام من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. هذه الأفلام كانت غالبا ما تتناول موضوعات الحرب. يمكن أن يكون الفيلم علاجا، وهناك العديد من الأفلام التي تمارس قوتها خارج نطاق الترفيه. وهذه قوة غالباً ما يتم التقليل من شأنها في ألمانيا. 

ما هو المهم بشكل خاص بالنسبة لك في أعمالك؟

أريد أن أروي قصصًا ضمن سياق سياسي، حول مواضيع ذات صلة اجتماعية. ما يهمني هو تعزيز الأصوات المكبوتة وتحفيز النقاش الاجتماعي، وفي أفضل الأحوال، الدفع نحو التغيير. أريد أن أروي تجاربي الشخصية بأكبر قدر ممكن من التعقيد، وأن أصور القصص بشكل أصيل، وأن أتعمق في القضايا والحياة الداخلية للناس وأن أنصفهم بأفضل ما أستطيع. من خلال أفلامي، أبني جسورا، وآمل أن تكون وسيطة بين العوالم. الفيلم بحد ذاته هو مكان للقاء والشوق والأمل. وفي الوقت نفسه، من المهم بالنسبة لي أن أكون قادرة على النمو والتطور من خلال أعمالي. إذ ينبغي أن تشكل تحديًا لي. هذا هو الخط المشترك الذي يمر عبر أعمالي. وهذه هي الحال أيضًا مع فيلم «سام السكسوني"، الذي يتناول حياة الألمان من أصل أفريقي في ألمانيا الشرقية. مسألة لم تحظ حتى الآن بأي اهتمام تقريبا. من المهم للغاية بالنسبة لي أن يساهم عملي في إثارة الحوار حول الهوية والعدالة. 

سولين يوسف مع الممثلة فلورنس كاسومبا
سولين يوسف مع الممثلة فلورنس كاسومبا © Anika Molnár

في العديد من البلدان العربية يشهد المشهد السينمائي نمواً متزايداً. ما هي الإمكانات التي ترينها في مجال التعاون بين ألمانيا والعالم العربي؟

هذا عالم غير مكتشف يحتوي على العديد من الأصوات السردية. والعالم العربي لا يحظى بالتقدير الكافي في هذا الصدد. حضرت عدة مرات مهرجان دبي السينمائي. من العجيب أن نرى مقدار الدعم الذي يتم تقديمه للمواهب الشابة هناك. إن التعاون يمكن أن يساعدنا على العمل معًا بشأن القضايا الحرجة التي تهمنا جميعًا. نهب الخيرات والرأسمالية على سبيل المثال. العالم العربي ليس حاضراً بالنسبة لنا عندما يتعلق الأمر بالسينما. فنحن أوروبيون أو غربيون جدا في هذا الصدد. ونتيجة لذلك، أصبحت صورتنا الخارجية في هذا العالم مشوهة بشكل خاطئ. لقد حان الوقت لتصحيح الأخطاء واستغلال الإمكانات: مزيد من التنوع، وقصص مختلفة. لقد فقدنا فرصة الالتقاء في تبادل مثمر. 

ما هي أمنياتك لمستقبل الفيلم الألماني؟

التنوع الكبير. في المستقبل، أود أن أرى تعزيزًا أكثر اتساقًا للتنوع والموضوعات ذات الصلة. تظل السينما مكانًا للترفيه والأحلام والآمال والعواطف العظيمة. وفي ذات الوقت، يمكننا نشر التثقيف وتعزيز الحوار العادل والشامل الذي لا يتجاهل وجهات النظر الأخرى، ويعرض حقائق الحياة المختلفة.