إلى المحتوى الرئيسي

حملة انتخابية في زمن الكورونا

ألمانيا تنتخب البوندستاغ الجديد الذي سيقرر خلافة أنجيلا ميركل.

23.08.2021
 Election campaign in Germany: speakers on the market square
© picture alliance / Eibner-Pressefoto

من سيكون خليفة أنجيلا ميركل في مكتب المستشار الألماني الاتحادي؟ في السادس والعشرين من أيلول/سبتمبر 2021 يجري انتخاب البوندستاغ الجديد. بعدها يقرر البرلمان من سيخلف أنجيلا ميركل، بعد أن يتم تشكيل ائتلاف حكومي يتمتع بالأغلبية. ولكن الآن هو زمن الحملات الانتخابية. هذه الحملات تسير اليوم بشكل مختلف عما كانت عليه في السابق. لا عجب في ذلك، فنحن الآن في زمن جائحة كورونا. من حيث المبدأ لا يوجد خلاف حول مواجهة كورونا، والمواقف المتشددة القليلة تمثلها أحزاب صغيرة. إلا أن الحملة الانتخابية مختلفة أيضا، لأنه لم يسبق أن تم تنظيم حملة انتخابية بدون مستشار أو مستشارة يدافع عن منصبه، ويكافح من أجل إعادة الانتخاب.

موضوعات البيئة تسود النقاشات

موضوعات البيئة والمناخ هي الطاغية على الحملة الانتخابية الحالية. لا تختلف الأحزاب الكبيرة في مواقفها من أهداف تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة (العادمة) ولا فيما يتعلق بحيادية ألمانيا لجهة المناخ، إلا أن الاختلاف قائم حول الخطة الزمنية التي يمكن أن تقود إلى ذلك. بينما يأمل الخضر في بلوغ كافة الأهداف بسرعة، ويتطلعون إلى فرض ما يشبه فيتو المناخ على مختلف القرارات الحكومية، تحذر أحزاب أخرى، مثل CDU/CSU من تهديد الاستقرار الاقتصادي في حال المضي بسرعة كبيرة. حيث يتمسك الحزب بهدف حيادية المناخ بحلول العام 2045. أيضا الحزب الاشتراكي، SPD يتمسك بقانون حماية المناخ الذي وضعه وأقره بالشراكة مع CDU/CSU في حزيران/يونيو 2021.

الموضوع الرئيسي الثاني هو السياسة الضريبية ومديونية الدولة. حيث أن المسألة المثيرة للجدل في هذا السياق هي إلى أي مدى يمكن تجاوز الحدود القانونية المفروضة على القروض الجديدة، بغية توفير المزيد من التمويل من أجل الاستثمار في سياسة المناخ ودعم القطاعات الاقتصادية للتخفيف من حدة تبعات الجائحة.

تتفق كافة الأحزاب على أن النتيجة المستخلصة من إقفال المدارس خلال انتشار جائحة كورونا تتطلب تعزيز مشروعات الرقمنة في المدارس في جميع الأحوال. إلا أن الجدل قائم هنا حول تمويل هذه المشروعات، خاصة وأن سياسة التعليم والمدارس في ألمانيا هي من اختصاص الولايات، وليس الحكومة الاتحادية.

على صعيد سياسة العمل والسياسة الاجتماعية تريد الأحزاب الثلاثة الكبيرة مساعدة أصحاب الدخل المحدود. الاتحاد المسيحي CDU/CSU يريد رفع الحد الأقصى المعفى من دفع الضرائب والتعويضات، لما يسمى "العمل الصغير" من 450 يورو إلى 550 يورو في الشهر. حزبا SPD والخضر يطالبان أيضا برفع الحد الأدنى للأجور، من 9,60 يورو حاليا إلى 12 يورو في الساعة.

اتفاق واسع النطاق بين الأحزاب الكبيرة على السياسة الخارجية. حتى عندما تتفاوت هذه الأحزاب في الموضوعات الأساسية والمركزية في هذا المجال، إلا أنها تتفق جميعا على اتباع نهج متعدد الأطراف مع تطلع إلى تعزيز الاتحاد الأوروبي.

الناخبون التقليديون في تراجع مستمر

تقليديا يوجد في ألمانيا الكثير من الناخبين التقليديين أو الدائمين الذين يشعرون بقوة الانتماء إلى أحد الأحزاب الذي يتوافق وتطلعاتهم. إلا أن أعداد هؤلاء الناخبين في تراجع مستمر، وباتت بالنسبة لغالبية الأحزاب أقل من ثلث الناخبين الذين يصوتون لهذه الأحزاب. بسبب التأثير الكبير حاليا لموضوعات البيئة فقد بينت دراسات وأبحاث الخضر بأن الحزب يتمتع حاليا بأكبر الإمكانيات لاستحواذ أصوات ناخبي الأحزاب الأخرى. وهذا ما يستوجب أن تنظر هذه الأحزاب إلى الخضر على أنهم الخصم الأكبر. رغم ذلك لا يمكن الحديث عن اتجاه في الانتخابات يمكن أن يقود إلى تحولات جذرية في المناخ السياسي في البلاد. ربما يكون هذا الأمر وراء استحواذ الأحزاب الثلاثة الكبيرة CDU/CSU وSPD والخضر على أصوات متقاربة جدا في استطلاعات الرأي، بحيث يمكن أن تقود هوامش الأخطاء إلى قلب الأمور رأسا على عقب.

انتخابات O-Mat تساعد المترددين

من يريد التصويت بعقلانية، حسب البرامج الانتخابية يمكنه أن يحصل اعتبارا من الثاني من أيلول/سبتمبر على المساعدة اللازمة. حيث تخرج خيارات O-Mat للمركز الاتحادي للتثقيف السياسي أونلاين. هنا يمكن الاختيار بين مختلف الإجابات على الموضوعات والجوانب السياسية، التي يمكن استنباطها من البرامج الانتخابية لمختلف الأحزاب (بالألمانية). وفي الختام يشاهد المستخدم أي من الأحزاب يتوافق مع تطلعاته وإلى أي حد. دون أية حملات انتخابية.

© www.deutschland.de

You would like to receive regular information about Germany? Subscribe here

https://red.deutschland.de/en/2021-bundestag-elections