مبادرات في برلين من أجل التسامح والتعدد الديني
المثال في برلين: في العاصمة الألمانية يظهر بوضوح كيف ينشط الناس في ألمانيا من أجل التسامح والتعدد الديني.
الضيف القادم من نيويورك كان في غاية الإعجاب. عندما قام فالتر روبي، مدير برنامج مؤسسة التفاهم بين الأديان (FFEU)، ضيفا في مدينة برلين قبل بضعة أسابيع، بهرته فكرة "بيت الجميع". المشروع فريد من نوعه في العالم: يهود، مسيحيون، مسلمون ينوون معا تشييد بناء في ساحة بيتري بلاتس في برلين، بحيث يضم هذا البناء كنيسا يهوديا، وكنيسة ومسجدا معا، تتوسط بينها "صالة التواصل" المركزية. منذ عام يسعى أصحاب مبادرة بيت الجميع إلى جمع التبرعات، من خلال فكرة التمويل الجماهيري. ومن بين العديد من شركاء المشروع أيضا وزارة الخارجية الألمانية الاتحادية. كما سيتم أيضا تكثيف التعاون مع مؤسسة FFEU في نيويورك، وهي المؤسسة التي تسعى أيضا للحوار بين الأديان، ومحاربة اللاسامية والخوف من الإسلام.
"من أجل تعايش سلمي"
في برلين يشكل بيت الجميع واحدة من بين العديد من المبادرات التي تنشط في مجال التسامح والتعايش والحوار بين الأديان. مبادرة أخرى هي "سلام-شالوم"، التي تعبر عن نفسها بأنها "من أجل تعايش سلمي وتضامن في منطقة نويكولن، وفي برلين، وما يتجاوز حدودها". فكرة تأسيس مبادرة سلام-شالوم تولدت عن هجوم ضد السامية، تعرض له حاخام برلين، دانييل ألتر في العام 2012. وانطلاقا من حي نويكولن في برلين ساهمت مبادرة سلام-شالوم منذ عام 2013 في العديد من النشاطات والحركات والجهود، ومنها على سبيل المثال حلقات بحث تم تنظيمها في الكنائس والمساجد. منسق هذه المبادرة بين الأديان هو أرمين لانغر، وهو طالب في اللاهوت اليهودي في جامعة بوتسدام، من أصل هنغاري.
أيضا إندر شيتين، رئيس جمعية مسجد شيهيتليك في برلين، عمل وتعاون مع مبادرة سلام-شالوم. وخلال "أسبوع برلين للدراجات" في آذار/مارس 2015 برز نوع من المشاركة المتميزة: تسعة ممثلين عن الديانة اليهودية وتسعة عن الديانة الإسلامية انطلقوا كشركاء معا عبر المدينة، ليرسموا معا إشارة واضحة ضد اللاسامية وضد العداوة للإسلام. ويعود الفضل في إطلاق مبادرة هذه الجولة جزئيا إلى مشروع تعارف من أجل الاحترام "meet2respect"، الذي ينظم في برلين أيضا زيارات مشتركة لأئمة المساجد والحاخامات والقساوسة إلى المدارس. هكذا يتعلم التلاميذ بشكل فعلي وصادق، كيف يكون الحوار بين الأديان.
