العمل المختصر: مبدأ لمواجهة الأزمات
طيار، مبرمج، مدير مشروع: أزمة كورونا تجبر العاملين على اتباع مبدأ العمل المختصر. نشرح لكم ما ينطوي عليه هذا المبدأ.
ما الذي يعنيه تماما مبدأ العمل المختصر؟ ما هي أوضاع العاملين والعاملات المتأثرين بهذا المبدأ؟ تحدثنا مع ثلاثة منهم.
ما هو العمل المختصر؟
في وقت الأزمات يُسمَح للشركات في ألمانيا تقليص عدد ساعات العمل للعاملين لديها وتقديم طلب لمتابعة الأنشطة وفق مبدأ العمل المختصر. في هذه الحال تتدخل الدولة: حيث تتحمل أعباء حوالي 60 إلى 70 في المائة من الدخل الصافي الذي يخسره العاملون في هذه الحال.
يوهانيس (43 سنة) يعمل كطيار في شركة طيران ألمانية كبيرة
"بسبب توقف النقل الجوي بشكل شبه كامل تقريبا دخلت من أول نيسان/أبريل حتى نهاية حزيران/يونيو في العمل المختصر بنسبة 100 في المائة. أمر خاصة للطيار: بعد فترة طويلة من العمل المختصر تفقد تراخيص الطيران صلاحيتها. في هذه الحال يتوجب عليك على سبيل المثال تجديدها من خلال الطيران على جهاز المحاكاة، قبل أن يُسمح لك بالطيران مجددا. أرى مبدأ العمل المختصر معقولا ومنطقيا جدا، لأن الشركة تكون قادرة على تخفيض نفقات العاملين بشكل جوهري خلال فترة قصيرة، دون أن تخسر هؤلاء العاملين. وعندما تعود حركة الطيران إلى طبيعتها، فإنه يمكن إعادة تفعيل الأعمال والأنشطة خلال فترة قصيرة."
ألكسندر (30 سنة) مطور برمجيات في شركة ألمانية كبيرة لقطع السيارات
"يعاني قطاع صناعة السيارات تحت وطأة أزمة كورونا. لهذا السبب دخل فريق عملي بالعمل المختصر منذ منتصف نيسان/أبريل، وقد كان من المفترض أو من المسموح أو من الواجب علي التوقف عن العمل يومين في الأسبوع. على الرغم من أنه تغيير صعب، إلا أنني سعيد جدا بهذا العرض، وآمل أن نتجاوز جميعا هذه الأزمة. لا تُتاح مثل هذه الفرصة لكثير من زملائي في البلدان الأخرى، مثل الهند أو الولايات المتحدة أو المكسيك. يتوجب عليهم قبول تخفيض في الدخل، وفي أسوأ الاحتمالات التسريح من العمل. كلا الأمرين لم يحصل حتى الآن في شركتنا، إلا أن المخاوف موجودة على المدى البعيد."
ينس (30 سنة) يعمل كمدير مشاريع في شركة معارض
"حظر التجمعات والأنشطة الكبيرة الذي تَمّ إِثرَ انتشار كوفيد 19 أصاب أيضا نشاط تنظيم المعارض. بهذا يختفي أساس عملنا، إلى أجل غير مسمى. لهذا السبب قامت شركتي في منتصف آذار/مارس باتباع مبدأ العمل المختصر. ومنذ ذلك الحين دخلنا العمل المختصر بحوالي 70 في المائة. إنني سعيد بوجود هذه الإمكانية في ألمانيا. فهي تساعد الشركات على تجاوز الأزمات، دون الاضطرار لتسريح العاملين. أتذكر بشكل خاص الزملاء كبار السن، الذين سوف يواجهون صعوبات كبيرة في البحث عن عمل جديد."
You would like to receive regular information about Germany? Subscribe here