المنقذون في المتاهة
أوروبا تناقش دور المنقذين البحريين الخاصين في البحر المتوسط. وهذا هو الموضوع.
تنشط عدة منظمات ألمانية غير حكومية (NGOs) في مجال إنقاذ قوارب اللاجئين التي تتعرض لحالات طارئة وخطيرة في البحر. ولكن بات اليوم هناك عد محدود فقط من مبادرات الإنقاذ الخاصة، لأن سفنها تعرضت للمصادرة أو بات محظورا عليها الدخول إلى موانئ أوروبا الجنوبية. الحكومة الإيطالية وغيرها من المنتقدين يوجهون التهمة إلى هذه المنظمات والسفن بأنها من خلال نشاطاتها تسهل عمل المهربين، بل وتتعاون معهم بشكل مباشر أحيانا.
كيف يتم اتخاذ القرار حول من يحق له إنقاذ اللاجئين في البحر؟
إنها مهمة الدولة. بحار العالم مقسمة إلى ما يسمى مناطق للبحث والإنقاذ، اختصارا SAR. حتى الآن كانت إدارة SAR في روما هي التي تقرر أي سفينة تقوم بالإنقاذ، وفي أي موقع في البحر المتوسط. حرس الشواطئ الليبي حصل على التأهيل والتجهيز من قبل الاتحاد الأوروبي، من أجل مساعدة إيطاليا وتخفيف الأعباء عنها في استقبال قوارب اللاجئين. ومنذ حزيران/يونيو 2018 يوجد لدى ليبيا منطقة SAR الخاصة بها. وهي تصل حتى المياه الدولية، التي تسير فيها أيضا سفن المنظمات غير الحكومية.
ماذا يعني هذا بالنسبة للعاملين في الإنقاذ البحري؟
الآن تقوم ليبيا بمهمات الإنقاذ قبالة شواطئها، وتقرر إلى أين يتم اصطحاب قوارب اللاجئين. وحسب بيانات وكالة شؤون اللاجئين UNHCR فقد تم في 2018 إعادة حوالي 12000 إنسان إلى ليبيا بعد إنقاذهم. ويشكل هذا الأمر أزمة بالنسبة للمنظمات غير الحكومية: من ناحية تفرض القوانين البحرية على قبطان الباخرة اتباع تعليمات مكتب الإشراف التابع لإدارة SAR. وفي ذات الوقت يفرض عليه نقل ركاب السفن المنهارة إلى أقرب ميناء. إلا أن منظمات المساعدة، مثل منظمة أطباء بلا حدود أو مراقبة حقوق الإنسان "هيومان رايتس ووتش" تتحدث عن مناطق الإيواء المزدحمة في ليبيا، والتي يتم فيها الاحتفاظ باللاجئين ضمن ظروف لا إنسانية.
ما هي منظمات المساعدة التي تنشط حاليا في البحر المتوسط؟
في الأول من آب/أغسطس 2018 انطلقت من مرسيليا إلى البحر مجددا سفينة الإنقاذ أكواريوس التي تشغلها منظمة الإنقاذ في البحر المتوسط "إس أو إس ميديتيراني" ومنظمة أطباء بلا حدود. ومؤخرا كان هناك فقط مجموعة من الإسبان قبالة الشواطئ الليبية. كافة سفن المنظمات غير الحكومية الأخرى، مثل سي واتش أو لايف لاين ترسو حاليا في موانئ إيطاليا أو مالطا، أو عمدت إلى إيقاف عمليات الإنقاذ لأسباب تتعلق بالأمان والسلامة. ومازال من غير الواضح إلى أين سوف تقوم أكواريوس باصطحاب اللاجئين الذين تقوم بإنقاذهم في المستقبل.