إسماع صوت جيل الشباب
خلال مؤتمر شباب الأمم المتحدة في وزارة الخارجية الألمانية في برلين، يناقش الشباب موضوعات مستقبلية مثل التحول المناخي والذكاء الصناعي.
في صالة العالم في وزارة الخارجية الألمانية في برلين يدور الحوار في هذه الأمسية الصيفية حول موضوعات المستقبل الكبيرة الهامة، مثل التحول المناخي والذكاء الصناعي، وكذلك حول نصائح ومقترحات عملية. «الأمر عادي تقريبا: أكتب رسالة إلكترونية أو أتصل بأحد النواب»، يقول مانويل فرانك مجيباً على السؤال حول كيفية بداية التواصل مع السياسيين أو مكاتبهم. فرانك هو مفوض الشباب في منظمة التنمية والتطوير ONE، التي تسعى في مختلف أنحاء العالم إلى القضاء على الفقر المدقع والأمراض التي يمكن الوقاية منها. وهو يجلس في هذه الأمسية على منصة مؤتمر شباب الأمم المتحدة في برلين ليناقش مطالب جيل الشباب في ألمانيا والعالم من السياسة الدولية، وطرق إيصال أصواتهم.
تحت شعار «الأمم المتحدة ونحن» وخلال المؤتمر الذي يستغرق يومين يناقش حوالي 250 شابا وشابة بين 15 و25 سنة موضوعات المستقبل الدولية، مثل التحول المناخي والرقمنة واحترام حقوق الإنسان، والمساواة بين الجنسين، والفيضانات والهجرة، علاوة على دور ألمانيا في الأمم المتحدة. ينظم المؤتمر وزارة الخارجية الألمانية الاتحادية والجمعية الألمانية للأمم المتحدة. بعد الفعالية الافتتاحية في صالة العالم، وهي مركز المؤتمر في الوزارة البالغ مساحته حوالي 900 متراً مربعاً، هناك العديد من ورشات العمل حول موضوعاتٍ متنوعة، مثل «أزمة المناخ والتنوع البيولوجي»، «السلام والأمن»، كما يضم البرنامج ورشة عمل حول الإعلام.
في برلين يشارك أيضاً المبعوثان الألمانيان الشابان إلى الأمم المتحدة، إلكا إسيغ وليف توبفر. وهما يمثلان في هذا العام مصالح الشباب الألماني في اجتماع الهيئة العامة لمنظمة الأمم المتحدة في نيويورك، وفي لجنة التنمية الاجتماعية. منذ عام 2005، يتم سنوياً انتخاب اثنين من جيل الشباب من ألمانيا لتولي هذه المهمة التطوعية.
وينوي الاثنان القيام بجولة في ألمانيا خلال الصيف، والتعرف من تلاميذ المدارس على سبيل المثال على الرسالة التي يتوجب عليهما حملها إلى اجتماع الجمعية العمومية للمنظمة الدولية في نيويورك خلال أيلول/سبتمبر القادم، حسبما صرح توبفر خلال افتتاح المؤتمر في برلين. «انظروا إلينا على اعتبار أننا لسان حالكم. نحن نريد أن نجسد اهتماماتكم ومصالحكم لأقصى درجةٍ ممكنة»، قال المندوب الشبابي ليف، الذي يدرس قانون الفضاء والاستدامة في جامعة لويفانا في لونبورغ، ويعمل كمساعد مشروع لشؤون الأمم المتحدة، في وكالة الفضاء الألمانية.
مناسبة انعقاد مؤتمر شباب الأمم المتحدة في برلين هي الذكرى الخمسين لانضمام ألمانيا إلى منظمة الأمم المتحدة. في الخامس عشر من حزيران/يونيو 1973، تقدمت الجمهورية الاتحادية رسمياً بطلب الانضمام إلى منظمة الأمم المتحدة. بعد ويلات الحرب العالمية الثانية، كان انضمام ألمانيا بداية من الأمور المستحيلة. ولم تنضم جمهوريةُ ألمانيا الاتحادية وجمهورية ألمانيا الديمقراطية آنذاك إلى التحالف الدوليّ إلا في الثامن عشر من أيلول/سبتمبر من العام 1973. منذ عودة الوحدة الألمانية في 1990، تولت ألمانيا باستمرار مزيداً من المسؤولية، وهي تعتبر اليوم واحدة من أكبر الداعمين في العالم لمنظمة الأمم المتحدة.
«التحديات التي يواجهها المجتمع الدولي اليوم أكبر تنوعاً وأكثر شدةً منها في أي وقت مضى»، حسب رسالة وزارة الخارجية الألمانية إلى مؤتمر شباب الأمم المتحدة في برلين. «كثيرٌ من الموضوعات الدولية المستقبلية تتمتع بأبعادٍ تتجاوز الأجيال، وتصيب بشكلٍ أساسي جيل الشباب». غونتر زاوتر، الذي يدير في الوزارة قسم النظام الدولي والأمم المتحدة ومراقبة التسلح يتوجه خلال مؤتمر شباب الأمم المتحدة في برلين إلى الشباب من الجمهور، معتبراً أن المهمة الأساسية هي «أن الشباب من أمثالكم يصبحون عوناً للأكبر سناً من أمثالي».