ألمانيا ومجموعة العشرين
في 2017 تتسلم ألمانيا رئاسة مجموعة العشرين من الصين. مجال واسع من الموضوعات التي تبرز منذ الآن في قمة 2016 في هانغ تسو.
"النمو الذي يستفيد منه الجميع"، هكذا عبرت المستشارة الألمانية الاتحادية أنجيلا ميركل عن الهدف الأهم لمجموعة العشرين، التي اجتمعت في مطلع أيلول/سبتمبر 2016 في مدينة هانغ تسو شرقي الصين. النمو هو تقليديا في صلب اهتمام الدول الصناعية والصاعدة الرائدة التسع عشر، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي. وفي هذا العام تم تحديد صلب الاهتمام هذا بشكل أوضح. الرئاسة الصينية لمجموعة العشرين دفعت باتجاه وضع خطط عمل ومشروعات إصلاح. كما اتفق المشاركون أيضا على أن التحول نحو التقنية الرقمية يمكن أن يشكل دافعا وحافزا للتطور والنمو. إضافة إلى ذلك أكد رؤساء الحكومات والدول على ضرورة دفع وتفعيل برنامج إعادة توزيع المنافع (BEPS) الذي تم الاتفاق عليه قبل عام ضمن خطة محاربة التهرب الضريبي. وقد تمت مطالبة منظمة OECD بإعداد لائحة بالبلدان التي لا تحقق أنظمتها الضريبية المعايير العالمية اللازمة للشفافية.
وقد أوضحت المستشارة الاتحادية أيضا أن نتائج وتبعات العولمة ليست جميعها إيجابية فقط. التكافؤ، وبالتالي محاربة عدم المساواة تشكل موضوعا مهما. "يبين الحوار أن النمو المستدام المرتبط بالأمن الاجتماعي هو أمر في غاية الأهمية – وقد شرح العديد من المتحدثين والمحاضرين هنا هذا الأمر بإسهاب –، النمو الذي تستفيد منه جميع طبقات ومجموعات المجتمع. وسواء الدول الصاعدة أو الدول الصناعية أو حتى الدول النامية: الجميع أشاروا إلى هذا الأمر"، حسب تصريحها في المؤتمر الصحفي. ولأن النمو المستدام على ترابط وثيق بحماية المناخ، فقد رحبت أنجيلا ميركل بشكل واضح بإعلان كل من الصين والولايات المتحدة خلال الاجتماع المصادقة على معاهدة المناخ. "أتذكر قمة مجموعة العشرين التي لم يكن من المفترض أن تأتي على أي ذكر لكلمة المناخ، والآن باتت الولايات المتحدة الأمريكية والصين من بين الذين يدعون بشدة، ويدفعون نحو تطبيق مقررات باريس". معاهدة باريس التي اتفقت عليها في كانون الأول/ديسمبر 2015 في باريس 195 دولة، تتضمن خطة عمل عالمية تهدف إلى تحديد ارتفاع درجة حرارة الأرض عند مستوى دون درجتين مئوية.
في 2017 تتولى ألمانيا رئاسة مجموعة العشرين. وسيقام مؤتمر القمة في 7 و8 تموز/يوليو القادم في هامبورغ. كثير من الموضوعات التي تمت إثارتها في ظل الرئاسة الصينية للمجموعة، يجب التأكد منها واختبارها والاستمرار فيها. ومن الصين أعلنت ميركل أن ألمانيا ستشهد في العام القادم أول اجتماع لوزراء التقنية الرقمية وأنه سيتم تأسيس قوة مهمات مجموعة العشرين للإبداع. موضوع رئيسي آخر تثيره "أهداف التنمية حتى 2030". "سوف نهتم خلال فترة رئاستنا بشكل مكثف بمسألة الصحة، من ناحية أولى على ضوء مقاومات المضادات الحيوية، ومن ناحية ثانية حول السؤال المتعلق برد فعل المجموعة الدولية على ضوء الخبرات التي تكونت نتيجة انتشار مرض إيبولا، وكيفية تفاعل المجتمع الدولي بشكل أفضل مع الأوبئة"، حسب ميركل.
وزير المالية الألماني الاتحادي، فولفغانغ شويبلة أعلن بدوره ضمن سياق الترابط مع أهداف التنمية عن تأسيس "حلف من أجل أفريقيا" الذي من المفترض أن يعمل في ظل رئاسة ألمانية من أجل دعم إمكانات الاستثمار في أفريقيا. المستشارة الاتحادية أنجيلا ميركل أعربت عن قناعتها بالدور المهم الذي يتولاه "حلف من أجل أفريقيا"، أيضا على ضوء الهجرة. وذكرت مثالا: "يبلغ حجم الاستثمارات المباشرة داخل الاتحاد الأوروبي عشرة أضعاف مجموعها في مجمل القارة الأفريقية، على الرغم من أن سكان أفريقيا أكثر بالضعفين. هذا يعني أننا نرى هنا الضرورة الملحة لدخول الاستثمارات الخاصة إلى بلدان أفريقيا، حيث أن المساعدات الحكومية وحدها لن تكون كافية بأي حال من الأحوال".