إلى المحتوى الرئيسي
Bild

35 على سقوط جدار برلين

كيم بيرغ، أنيا لويشنر، لوكا ريزة-كناوف

طيلة 28 عاما فصل الجدار بين غرب ألمانيا وشرقها. في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر 1989 انهار الجدار أخيرا. صحيح أن ألمانيا لم تكن موحدة بعد. وكان هناك حاجة إلى الفيزا من أجل عبور الحدود حتى العام 1990. إلا أن انهيار الجدار كان موضع ترحيب واحتفال يوم من دموع الأصدقاء، من احتفالات الحرية - نسترجع ذكريات ذلك «اليوم الألماني» ونتساءل عما يعنيه اليوم.

تقسيم ألمانيا 13 آب/أغسطس 1961

انتهت الحرب العالمية الثانية في أوروبا بالاستسلام غير المشروط من قبل الجيش الألماني في الثامن من أيار/مايو 1945. وقد أدى هذا إلى تقسيم ألمانيا وأوروبا من ورائها. القوى الأربع المنتصرة في الحرب، فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي اقتسمت ألمانيا فيما بينها إلى أربع مناطق نفوذ. أيضا العاصمة برلين كانت مقسمة إلى أربع مناطق. بحلول عام 1948، قامت القوى الغربية المنتصرة، فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، بدمج مناطقها لتشكيل ما يسمى «المنطقة الثلاثية».

كما أدت الخلافات غير القابلة للتسوية بين القوى الغربية والاتحاد السوفييتي إلى إنشاء دولتين مزدوجتين في عام 1949. مع التوقيع على القانون الأساسي «الدستور» في الثالث والعشرين من أيار/مايو 1949 تأسست جمهورية ألمانيا الاتحادية على أراضي المنطقة الثلاثية. وفي السابع من تشرين الأول/أكتوبر 1949 تم في منطقة السيطرة السوفييتية تأسيس جمهورية ألمانيا الديمقراطية (DDR). بقيت برلين مقسمة بين شرق وغرب، وكان غرب المدينة أشبه بجزيرة محاطة بأراضي ألمانيا الديمقراطية. وهكذا أصبحت بون مقر الحكومة، وتحولت فيما بعد إلى عاصمة الجمهورية الاتحادية.

وبينما أصبحت جمهورية ألمانيا الاتحادية دولة ديمقراطية، تحولت جمهورية ألمانيا الديمقراطية إلى ديكتاتورية ضمن الكتلة الشرقية التي يقودها الاتحاد السوفييتي. كثير من الناس في ألمانيا الديمقراطية لا يوافقون على النظام السياسي والاقتصادي في البلاد. في وقت مبكر، ومع بداية الأربعينيات بدأت حركة لجوء ضخمة. إلى درجة أن ألمانيا الديمقراطية قد فقدت حسب التقديرات حتى آب/أغسطس 1961 ما بين 2,7 إلى 4 ملايين إنسان، غادروها، وهو ما يقرب من سدس السكان. في 1952 بدأت ألمانيا الديمقراطية بناء الحواجز الفاصلة على الحدود مع ألمانيا الاتحادية. ومع بناء الجدار عبر برلين وحولها في 13 آب/أغسطس 1961 أغلقت ألمانيا الديمقراطية حدودها مع الغرب بإحكام.

البدء بالبناء

13 آب/أغسطس 1961

قيادة ألمانيا الديمقراطية تسعى من خلال بناء الجدار إلى إنهاء الهروب الجماعي إلى غرب برلين. يتم استبدال حواجز الخزانات والأسوار الشائكة التي تم نصبها لأول مرة بالجدار.

الطول

156,4 كيلومتر

هذا كان طول الجدار حول برلين الغربية. 43,7 كيلومتر هو طول الجدار على امتداد الحدود داخل برلين.

البناء

حماية الحدود

كان الجدار مجرد جزء فقط من تجهيزات الفصل. وصل طول الحدود بين الألمانيتين إلى حوالي 1400 كيلومتر، وهي كانت تعرف بشريط الموت، حيث كانت تنتشر على امتدادها الأسلاك الشائكة وتجهيزات إطلاق النار الذاتية والحراس.

حالات القتل

محاولات الهرب

تفترض مؤسسة جدار برلين وقوع ما لا يقل عن 260 حالة وفاة على الحدود الداخلية بين الألمانيتين. حيث مات على الأقل 140 إنسان خلال محاولة الهروب في برلين، وقد قتلت غالبيتهم بإطلاق النار من قبل عناصر حرس الحدود في ألمانيا الديمقراطية.

سقوط الجدار

في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر 1989

أبدى سكان جمهورية ألمانيا الديمقراطية استياءهم من خلال مظاهرات يوم الاثنين، كما فر كثيرون منهم إلى الغرب. ذروة هذه الثورة السلمية كانت ليلة سقوط جدار برلين. احتفل الناس في الشرق والغرب بسعادة غامرة.

بعد 28 عاما سقط الجدار في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر 1989

منذ الثمانينيات تزايد السخط وعدم الرضا في ألمانيا الديمقراطية. ساءت الأوضاع الاقتصادية، وأصبحت السلع الاستهلاكية نادرة. كما كان محظورا على مواطني ألمانيا الديمقراطية - مع استثناءات قليلة - السفر إلى الغرب، حتى لو كان ذلك لزيارة أقاربهم. في ذات الوقت كانوا يحصلون على المعلومات من أقاربهم ومن التلفزيون عن الحياة في الغرب، وما يتمتع به الناس هناك.

في الحادي عشر من آذار/مارس 1985 يتم في الاتحاد السوفييتي انتخاب ميخائيل غورباتشوف أمينا عاما للحزب الشيوعي. وقد بدأ سياسة إصلاحية ومنح دول الكتلة الشرقية حيزا واسعا من الاستقلالية. وبينما قادت هذه السياسة إلى إصلاحات في بولندة وهنغاريا، تمسك حزب الوحدة الاشتراكي SED في ألمانيا الديمقراطية بذات السياسة والمنهج. كثير من الناس هربوا عبر هنغاريا إلى النمسا، وإلى السفارة الألمانية في براغ. في الرابع من أيلول/سبتمبر 1989 انطلقت مظاهرات يوم الاثنين في لايبزيغ. من أسبوع لأسبوع تزايد عدد الناس المشاركين في مظاهرات الاثنين التي انتشرت أيضا في مختلف أنحاء البلاد. وقد شارك في مظاهرة 30 تشرين الأول/أكتوبر حوالي 300000 إنسان في لايبزيغ وحدها.

في الثامن عشر من تشرين الأول/أكتوبر 1989 يقدم الأمين العام للحزب الاشتراكي SED، إيريش هونيكر استقالته. وتم انتخاب إيغون كرينتس خليفة له. بعد أن فتحت تشيكوسلوفاكيا الحدود أمام مواطني جمهورية ألمانيا الديمقراطية للدخول إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية وفرار العديد من المواطنين مرة أخرى، يرى الحزب الاشتراكي نفسه مجبرًا على التحرك. يقوم بالتخطيط لصياغة قانون جديد للسفر، من أجل تهدئة الناس.

picture-alliance
Bild

9 تشرين الثاني/نوفمبر 10:00 الساعة

في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر كان شرطيان يحرسان جدار برلين عند بوابة براندنبورغ.
© picture alliance / imageBROKER | bildbaendiger

يجري العمل في وزارة الداخلية في جمهورية ألمانيا الديمقراطية على إعداد مسودة لقواعد جديدة للسفر إلى الخارج، تهدف إلى إنقاذ جمهورية ألمانيا الديمقراطية من الانهيار.

في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر كان شرطيان يحرسان جدار برلين عند بوابة براندنبورغ.
© picture alliance / imageBROKER | bildbaendiger

9 تشرين الثاني/نوفمبر 17:30 الساعة

غونتر شابوفسكي في المؤتمر الصحفي في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر 1989.
© picture alliance / dpa

قام رئيس مجلس الدولة إيغون كرينتس بتسليم مشروع القرار الجديد الخاص بتنظيم السفر والتصريح الصحفي المرتبط به إلى غونتر شابوفسكي، المتحدث باسم اللجنة المركزية لحزب SED.

غونتر شابوفسكي في المؤتمر الصحفي في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر 1989.
© picture alliance / dpa

9 تشرين الثاني/نوفمبر 18:50 الساعة

ممثلون عن وسائل الإعلام خلال المؤتمر الصحفي في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر 1989.
© picture alliance / dpa

خلال مؤتمر صحفي دولي بثه تلفزيون وإذاعة ألمانيا الديمقراطية على الهواء مباشرة أعلن شابوفسكي قواعد ولوائح السفر الجديدة. وفي رده على أحد الصحفيين عن الموعد الذي ينبغي أن تدخل فيه هذه القواعد حيز التنفيذ، أجاب، بشيء من عدم التأكد، أنه على حد علمه، «من الآن فصاعدا، دون تأخير»!

ممثلون عن وسائل الإعلام خلال المؤتمر الصحفي في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر 1989.
© picture alliance / dpa

9 تشرين الثاني/نوفمبر 19:05 الساعة

في البرنامج الإخباري «الكاميرا الآن» في ألمانيا الديمقراطية يتم الإعلان عن قواعد السفر الجديدة.
© picture alliance / zb | Klaus Winkler

أحدثت الكلمات تأثيرا فوريا: فعند الساعة 19.05 نشرت وكالة أنباء AP الخبر العاجل «ألمانيا الديمقراطية تفتح الحدود». وتحول الخبر إلى الخبر الأهم في التلفزيون والراديو.

في البرنامج الإخباري «الكاميرا الآن» في ألمانيا الديمقراطية يتم الإعلان عن قواعد السفر الجديدة.
© picture alliance / zb | Klaus Winkler

9 تشرين الثاني/نوفمبر 20:15 الساعة

عند معبر شارع هاينريش-هاينة الحدودي يتجمع أوائل الشرقيين الراغبين في المغادرة وأوائل الغربيين الفضوليين.
© picture alliance / akg-images / Matthias Lüdecke

أوائل سكان برلين الشرقية يتوجهون إلى المعابر الحدودية في شوارع بورنهولمر شتراسة وإنفاليدن شتراسة وهاينريش-هاينة شتراسة عناصر حرس الحدود يحاولون تهدئة الجموع حتى الغد، ويطلبون منهم العودة إلى منازلهم.

عند معبر شارع هاينريش-هاينة الحدودي يتجمع أوائل الشرقيين الراغبين في المغادرة وأوائل الغربيين الفضوليين.
© picture alliance / akg-images / Matthias Lüdecke

9 تشرين الثاني/نوفمبر 21:30 الساعة

برلينيون شرقيون يعبرون الحدود عند معبر شارع بورنهولمر.
© picture alliance / akg-images

ما بين 500 إلى 1000 شخص يقفون عند المعبر الحدودي شارع بورنهولمر. الجموع تصرخ بأصوات مرتفعة مطالبة بفتح الحدود. يعتمد عناصر أمن الدولة على "حل الصمام" ويسمحون لبعض الأشخاص بعبور الحدود نحو الغرب.

برلينيون شرقيون يعبرون الحدود عند معبر شارع بورنهولمر.
© picture alliance / akg-images

9 تشرين الثاني/نوفمبر 23:30 الساعة

سيارة «ترابي» تتجاوز نقطة تفتيش الحدود عند شارع بورنهولمر متوجهة إلى غرب برلين.
© picture alliance / dpa

حوالي الساعة 11 مساءً، أصبح الوضع في شارع بورنهولمر يشكل تهديدًا لحرس حدود جمهورية ألمانيا الديمقراطية. الآلاف يتدافعون نحو المعبر الحدودي. وعندما سمح للبعض بالمغادرة، ازداد ضغط المنتظرين عند المعبر. في الختام فتح حرس الحدود الحاجز. تدفق الناس متجاوزين مرافق وتجهيزات المراقبة، واستقبلهم أبناء برلين الغربية المنتظرين بكل حفاوة وسعادة. وقد قيل فيما بعد أن حوالي 20000 إنسان تجاوزوا المعبر الحدودي بين الساعة 23:30 والساعة 00:15.

سيارة «ترابي» تتجاوز نقطة تفتيش الحدود عند شارع بورنهولمر متوجهة إلى غرب برلين.
© picture alliance / dpa

10 تشرين الثاني/نوفمبر 00:20 الساعة

جنود من قوات حرس الحدود في جمهورية ألمانيا الديمقراطية عند معبر حدودي
© picture alliance / akg-images / Kai-Olaf Hesse

أعلن الجيش الشعبي الوطني لجمهورية ألمانيا الديمقراطية عن مستوى التأهب «الاستعداد القتالي الأقصى» لنحو 12 ألف جندي. وبما أنه لم تكن هناك أية أوامر أخرى أثناء الليل، فقد أوقف القادة الإجراءات على مسؤوليتهم الخاصة.

جنود من قوات حرس الحدود في جمهورية ألمانيا الديمقراطية عند معبر حدودي
© picture alliance / akg-images / Kai-Olaf Hesse

10 تشرين الثاني/نوفمبر 01:00 الساعة

الناس فوق جدار برلين عند بوابة براندنبورغ في ليلة 9 إلى 10 تشرين الثاني/نوفمبر 1989.
© picture alliance / Peter Kneffel

بين الساعة الواحدة صباحًا والثانية صباحًا، يتجاوز الآلاف من سكان برلين الغربية والشرقية الجدار عند بوابة براندنبورغ ويسيرون عبر ميدان باريزر بلاتس، ومن خلال البوابة. يرقصون على الجدار بكل سعادة.

الناس فوق جدار برلين عند بوابة براندنبورغ في ليلة 9 إلى 10 تشرين الثاني/نوفمبر 1989.
© picture alliance / Peter Kneffel

10 تشرين الثاني/نوفمبر 02:00 الساعة

الشرطة الشعبية وحرس الحدود في ألمانيا الديمقراطية يراقبون من مواقعهم من جانب ألمانيا الديمقراطية الجموع على الجدار.
© picture alliance / Peter Kneffel

القيادة السياسية والعسكرية في ألمانيا الديمقراطية تبتعد عن الظهور الإعلامي والعلني في هذه الليلة. تعلن مصادر وزارة الداخلية أنه يمكن عبور الحدود «كترتيب انتقالي» حتى الساعة 8 صباحًا من صباح اليوم التالي من خلال إبراز بطاقة الهوية الشخصية.

الشرطة الشعبية وحرس الحدود في ألمانيا الديمقراطية يراقبون من مواقعهم من جانب ألمانيا الديمقراطية الجموع على الجدار.
© picture alliance / Peter Kneffel

10 تشرين الثاني/نوفمبر 08:00 الساعة

أيضا في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر استمرت الحشود عند المعابر الحدودية.
© picture alliance / akg-images

وبسبب اندفاع الجموع فشلت محاولات العودة إلى تنظيم الحركة عند المعابر الحدودية في برلين اعتبارًا من الساعة الثامنة صباحًا، حسبما تم الإعلان عنه في تلك الليلة.

أيضا في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر استمرت الحشود عند المعابر الحدودية.
© picture alliance / akg-images

10 تشرين الثاني/نوفمبر 14:00 الساعة

كما تسلق بعض الأشخاص من الشرق والغرب فوق الجدار عند بوابة براندنبورغ.
© picture alliance / imageBROKER | Norbert Michalke

مازال الآلاف من أبناء برلين الشرقية والغربية مصرين على البقاء حول الجدار عند بوابة براندنبورغ.

كما تسلق بعض الأشخاص من الشرق والغرب فوق الجدار عند بوابة براندنبورغ.
© picture alliance / imageBROKER | Norbert Michalke

10 تشرين الثاني/نوفمبر 15:00 الساعة

وزير الخارجية السوفييتي إدوادر شيفردنادزه
© picture alliance / Sven Simon | SVEN SIMON

أعلن وزير الخارجية السوفييتي إدوارد شيفردنادزه أن الاتحاد السوفييتي ينظر إلى «الأحداث في جمهورية ألمانيا الديمقراطية على أنها مسألة داخلية بحتة من مسؤولية الشعب والقيادة الجديدة في البلاد، وتمنى للجميع النجاح الكامل في هذا». 350000 من الجنود السوفييت المتواجدين في ألمانيا الديمقراطية يبقون في ثكناتهم ولا يغادرونها.

وزير الخارجية السوفييتي إدوادر شيفردنادزه
© picture alliance / Sven Simon | SVEN SIMON

10 تشرين الثاني/نوفمبر 17:00 الساعة

المستشار الأسبق فيلي برانت والمستشار الاتحادي د. هلموت كول في تجمع حاشد أمام دار بلدية شونيبيرغ في برلين الغربية، بعد فتح جدار برلين
© picture alliance / Caro | Jandke

في تجمع حاشد أمام مبنى بلدية شونيبيرغ، تحدث سياسيون ألمان غربيون وعمدة برلين فالتر مومبر ووزير الخارجية هانس-ديتريش غينشر والمستشار الاتحادي هلموت كول والمستشار الاتحادي الأسبق فيلي برانت، أمام ما يتراوح بين 20000 و40000 إنسان. أكد كول على وحدة الأمة وطالب «بالحفاظ على الاتزان والتصرف بحكمة».

المستشار الأسبق فيلي برانت والمستشار الاتحادي د. هلموت كول في تجمع حاشد أمام دار بلدية شونيبيرغ في برلين الغربية، بعد فتح جدار برلين
© picture alliance / Caro | Jandke

في ظل التغيير الفن والثقافة

فترة التغيير الألماني وانهيار جدار برلين كان له أعمق الأثر في جيل كامل من أصدقاء الفن وصناع الثقافة. التقسيم، الوحدة، البداية الجديدة، الحرية: ظهرت جميعها كموضوعات أساسية في الأدب والموسيقى والرسم. تعامل الإنتاج في هذه المجالات مع التاريخ، وكذلك مع عودة الوحدة وأبقى على الذكريات حية في الأذهان.

«الحرية، هبة الآلهة الجميلة!»

حفلان موسيقيان لمناسبة أعياد الميلاد في 1989 كانا تعبيرا موسيقيا مهما عن السعادة. موسيقيون من ميونيخ ودرسدن ولندن وباريس ونيويورك، والمدينة المعروفة آنذاك باسم لينينغراد شاركوا في «حفلات برلين» في الثالث والعشرين من كانون الأول/ديسمبر 1989 في حفل فيلهارمونيكا برلين الغربية وفي الخامس والعشرين في دار المسرح في برلين الشرقية. قائد الأوركسترا الأمريكي الأسطورة ليونارد بيرنشتاين قاد فرقة الأوركسترا. وكأن كل ذلك لم يكن ذا رمزية كافية: النجم العالمي قدم قصيدة فريدريش شيلر «قصيدة للفرح» من سيمفونية لودفيغ بيتهوفن التاسعة. وبدلاً من «الفرح، شرارة الآلهة الجميلة»، غنى «الحرية، شرارة الآلهة الجميلة».

Bild

«لقد احتفلنا كثيرا، وفي كل مكان. كانت الأجواء لا توصف. عمّت السعادة والسعادة، والسعادة، والسعادة».

كلاوديا أولبريش، مغنية أوركسترا

فن من أجل الحرية

في عام 1984، رسم كيدي سيتني على أجزاء من جدار برلين لأول مرة مع زميله تييري نوار. يقول كيدي: «أردنا إحاطة برلين الشرقية بالفن». وعلى الرغم من أن رسوماتهم كانت على الجانب الغربي من الجدار، فقد كانوا يتنقلون على أراضي ألمانيا الديمقراطية. بفضل هذه الأعمال يعد الفنان أحد رواد ما يسمى بحركة «فن الشارع» في ألمانيا، وقد حقق شهرة عالمية باعتباره «رسام الجدار». فنه الحافل بالألوان الزاهية يرمز إلى السلام والحرية والإنسانية. أعمال كيدي سيتني تنتشر اليوم في المتاحف والمعارض في مختلف أنحاء العالم. بعضا من رسوماته على جدار برلين أصبحت اليوم جزءا من معرض إيست سايد غالري، الذي يعتبر اليوم أطول قطعة مازالت قائمة من جدار برلين.

Bild

«أردت أن أظهر أن ألمانيا الشرقية والغربية يمكن أن تكونا وحدة واحدة، وأنهما تنتميان إلى بعضهما البعض. لهذا السبب رسمت من كل قلبي. قلب واحد لا يكفي من أجل الحب. فالحب يحتاج إلى قلبين».

كيدي سيتني، فنان

الجيل القادم الحفاظ على الحرية

من حرية السفر إلى حرية الرأي: فترة التغيير فتحت وعي كثير من الناس وأثارت اهتمامهم بالمجتمع الليبرالي. بعد مرور 35 عاما على سقوط الجدار مازال الشباب منشغلين بهذا الحدث التاريخي الهام.

ليس من المسلمات أن أتمكن من انتقاد الأحزاب الحكومية علانية، أو أن أخرج إلى الشارع لأتمكن من التظاهر من أجل الديمقراطية.

تربى والديّ في ألمانيا الديمقراطية. وقد شهدا كيف يكون الأمر عندما يتم تقييد الحقوق في الحريات. لم يمض وقت طويل على ذلك، وهذا يذكرني دائمًا بأن الحريات التي نتمتع بها في ألمانيا اليوم يمكن أن تختفي مرة أخرى ذات يوم. لقد تعلم في وقت مبكر أن حقوق الحريات ليست من الأمور البديهية المفروغ منها. يجب أن نعمل معا من أجل حماية حرياتنا.
posterframe

يمكننا أن نفتخر بأننا بلد متماسك بفضل قيم سامية، مثل الحرية والعدالة والوحدة.

أعتقد أن حرية التعبير مهمة للغاية، خاصة فيما يتعلق بماضي ألمانيا. لم يكن هناك حرية تعبير في ألمانيا الديمقراطية. لهذا السبب أريد أن أستخدم الصوت الذي أمتلكه وأن أهب نفسي من أجل الموضوعات المهمة بالنسبة لي. وهذا يشتمل على سبيل المثال العدالة الاجتماعية أو تمثيل الشباب في المناطق الريفية. منذ تموز يوليو/2024 أتحدث عن هذا الأمر في مدونتي الصوتية (رحلة مراقبة الشرق) التي أقدمها بالتعاون مع ياكوب سبرينغفيلد. في المدونة الصوتية نسمح للشباب من شرق ألمانيا بإيصال صوتهم. لهذه الغاية نسافر معهم إلى مواطنهم الأصلية ونتحدث كيف يتربى المرء اليوم في شرق ألمانيا. موضوع شرق وغرب ألمانيا يحظى عندي بأهمية كبيرة. أريد أن نتحدث مع بعضنا البعض بشكل أكبر وأن نفكر معا كيف يمكن تجاوز الفوارق التي مازالت قائمة. ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي، أقوم أيضًا بالتبادل مع الآخرين الذين يختلفون معي في الرأي، وهذا جزء مهم من حرية التعبير.

رحلة عبر الزمن برلين بين الأمس واليوم

طيلة ثلاثة عقود من الزمن تقريبا كان الجدار هو العامل المؤثر في حياة برلين. اليوم يكاد يكون قد اختفى تماما. مقارنة الصور تُظهِر مناطق في ظل الجدار، وكيف باتت تبدو اليوم.
بوابة براندنبورغ في برلين في مقارنة بالصور بين 1986 مع الجدار و2024، 35 عاما بعد سقوط الجدار. بوابة براندنبورغ في برلين في مقارنة بالصور بين 1986 مع الجدار و2024، 35 عاما بعد سقوط الجدار.
© Stephan Pramme
© picture alliance / dpa | Wolfgang Kumm

وسط برلين بوابة براندنبورغ

بوابة براندنبورغ في برلين في مقارنة بالصور بين 1986 مع الجدار و2024، 35 عاما بعد سقوط الجدار. بوابة براندنبورغ في برلين في مقارنة بالصور بين 1986 مع الجدار و2024، 35 عاما بعد سقوط الجدار.
© Stephan Pramme
© picture alliance / dpa | Wolfgang Kumm

بوابة براندنبورغ، رمز تقسيم برلين، وختاما رمز وحدة ألمانيا. حيث انتصب الجدار في 1986، تم في 2024 فصل شرق برلين عن غربها بشكل مؤقت بسياج بناء.

شارع فيلهيلم شتراسة في برلين في مقارنة بالصور بين 1982 مع الجدار و2024، 35 عاما بعد سقوط الجدار. شارع فيلهيلم شتراسة في برلين في مقارنة بالصور بين 1982 مع الجدار و2024، 35 عاما بعد سقوط الجدار.
© Stephan Pramme
© picture alliance / ZB | Jürgen Ritter

برلين وسط/كرويتسبيرغ شارع فيلهيلم شتراسة

شارع فيلهيلم شتراسة في برلين في مقارنة بالصور بين 1982 مع الجدار و2024، 35 عاما بعد سقوط الجدار. شارع فيلهيلم شتراسة في برلين في مقارنة بالصور بين 1982 مع الجدار و2024، 35 عاما بعد سقوط الجدار.
© Stephan Pramme
© picture alliance / ZB | Jürgen Ritter

صور من 1982 و2024. في الخلفية مقر وزارة المالية الاتحادية، في زمن ألمانيا الديمقراطية كان البناء «دار الوزارات».

شارع بيرناور شتراسة في برلين في مقارنة بالصور بين 1982 مع الجدار و2024، 35 عاما بعد سقوط الجدار. شارع بيرناور شتراسة في برلين في مقارنة بالصور بين 1982 مع الجدار و2024، 35 عاما بعد سقوط الجدار.
© Stephan Pramme
© picture alliance / ZB | Jürgen Ritter

برلين وسط/فيدينغ شارع بيرناور شتراسة

شارع بيرناور شتراسة في برلين في مقارنة بالصور بين 1982 مع الجدار و2024، 35 عاما بعد سقوط الجدار. شارع بيرناور شتراسة في برلين في مقارنة بالصور بين 1982 مع الجدار و2024، 35 عاما بعد سقوط الجدار.
© Stephan Pramme
© picture alliance / ZB | Jürgen Ritter

في 1982 مختفيا خلف الجدار، ليصبح المنظر في 2024 متاحا من الغرب مع إطلالة على برج التلفزيون وعلى ميدان ألكسندر بلاتس في شرق برلين.

شارع بيرناور شتراسة في برلين في مقارنة بالصور بين 1982 مع الجدار و2024، 35 عاما بعد سقوط الجدار. شارع بيرناور شتراسة في برلين في مقارنة بالصور بين 1982 مع الجدار و2024، 35 عاما بعد سقوط الجدار.
© Stephan Pramme
© picture alliance / dpa | Wolfgang Kumm

برلين وسط/فيدينغ شارع بيرناور شتراسة

شارع بيرناور شتراسة في برلين في مقارنة بالصور بين 1982 مع الجدار و2024، 35 عاما بعد سقوط الجدار. شارع بيرناور شتراسة في برلين في مقارنة بالصور بين 1982 مع الجدار و2024، 35 عاما بعد سقوط الجدار.
© Stephan Pramme
© picture alliance / dpa | Wolfgang Kumm

بدلا من الجدار الفاصل، سكة قطار الشوارع، تربط بين المناطق: بيرناور شتراسة عند التقاطع مع أوبربيرغر شتراسة في 1982 مع الجدار، ثم في 2024، 35 عاما بعد سقوط الجدار

ضفة نهر شبري في برلين في مقارنة بالصور بين 1982 مع الجدار و2024، 35 عاما بعد سقوط الجدار. ضفة نهر شبري في برلين في مقارنة بالصور بين 1982 مع الجدار و2024، 35 عاما بعد سقوط الجدار.
© Stephan Pramme
© picture alliance / ZB | Jürgen Ritter

وسط برلين ضفة نهر شبري

ضفة نهر شبري في برلين في مقارنة بالصور بين 1982 مع الجدار و2024، 35 عاما بعد سقوط الجدار. ضفة نهر شبري في برلين في مقارنة بالصور بين 1982 مع الجدار و2024، 35 عاما بعد سقوط الجدار.
© Stephan Pramme
© picture alliance / ZB | Jürgen Ritter

حيث انتصب الجدار في 1982 توجد اليوم دار ماري-إليزابيت-لودر التابعة للبوندستاغ الألماني. ما لا يمكن رؤيته في الصورة: جسر مشاة، يربط بين بنائين على طرفي نهر شبري.

شارع فريدريش شتراسة في برلين في مقارنة بالصور بين 1961 مع الجدار و2024، 35 عاما بعد سقوط الجدار. شارع فريدريش شتراسة في برلين في مقارنة بالصور بين 1961 مع الجدار و2024، 35 عاما بعد سقوط الجدار.
© Stephan Pramme
© picture alliance / ZB | Jürgen Ritter

وسط/كرويتسبيرغ شارع فريدريش شتراسة

شارع فريدريش شتراسة في برلين في مقارنة بالصور بين 1961 مع الجدار و2024، 35 عاما بعد سقوط الجدار. شارع فريدريش شتراسة في برلين في مقارنة بالصور بين 1961 مع الجدار و2024، 35 عاما بعد سقوط الجدار.
© Stephan Pramme
© picture alliance / ZB | Jürgen Ritter

شارع فريدريش شتراسة في برلين الغربية، بعد فترة وجيزة من بناء الجدار في تشرين الأول/أكتوبر 1961، واليوم. حيث انتصب الجدار سابقا، يوجد اليوم شارع ذو حركة مرور كثيفة. وشارة المرور اضطرت إلى التنحي جانبا.

آثار الجدار معايشة التاريخ

  • نقطة التفتيش شارلي
  • المعبر الحدودي نقطة التفتيش برافو
  • إيست سايد غالري
  • جسر أوبرماوم بروكة
  • محطة قطار شارع فريدريش شتراسة «قصر الدموع»
  • النصب التذكاري لدار برلين، شارع بيرناور شتراسة
  • بوابة براندنبورغ
  • بوابة براندنبورغ

فيديو المرشد السياحي جوني فيتلام يصحبكم إلى النصب التذكاري جدار برلين

posterframe

إحياء ذكرى

دخل كل من فترة التغيير وسقوط جدار برلين التاريخ تحت عنوان «الثورة السلمية» في قرن تميز بالحروب الكارثية. إلا أن السنوات التي سبقت ذلك كانت غنية بالضحايا. فقد قُتل ما لا يقل عن 140 شخصًا عند جدار برلين بين عامي 1961 و1989 بالترابط مع نظام الحدود في جمهورية ألمانيا الديمقراطية؛ وقد قُتل معظمهم على يد حرس حدود جمهورية ألمانيا الديمقراطية أثناء محاولتهم الهروب.

يتم تذكر ماضي ألمانيا المقسمة في العديد من الأماكن اليوم؛ وهناك العديد من النصب التذكارية في برلين وحدها. على سبيل المثال، في محطة القطار فريدريش شتراسة، "قصر الدموع"، حيث كان على الألمان الشرقيين أن يودعوا زوارهم القادمين من الغرب لدى عودتهم. وفي شارع بيرناور شتراسة يقوم موقع الذكرى المركزي، «النصب التذكاري لجدار برلين»، وهو يضم مركزًا للتوثيق وقاعات اجتماعات، إضافة إلى «كنيسة المصالحة».

فيديو المرشد السياحي جوني فيتلام يصحبكم في جولة إلى طريق دراجات الجدار

posterframe

آثار الجدار

حين فتح الجدار في عام 1989، انطلق عدد من الألمان حاملين الحراب والأزاميل وقاموا بتقطيع قطعة من الخرسانة خاصة بهم ـ في عملية هدم جماعية، واسترجاع للذكريات. وباعتباره نصبًا تذكارية للانقسامات وآثار الحرب الباردة، فإن أجزاء من جدار برلين منتشرة الآن في جميع أنحاء العالم، على سبيل المثال في البرازيل واليابان والمكسيك وروسيا وجنوب أفريقيا.

على طول الحدود السابقة في برلين تمتد اليوم «طريق الجدار». إن المعابر الحدودية السابقة نقطة تفتيش برافو ونقطة تفتيش شارلي وإيست غالري مع فن الجدار، مثل «قبلة الأشقاء» وجسر أوبرباوم الذي كان يربط برلين الشرقية وبرلين الغربية، ليست جميعها سوى بعض من بين الكثير من المحطات. طريق الجدار - إنها 160 كيلومترا من العيش مع التاريخ.