من السخرية إلى الرمز
قبل 25 عاما غادرت آخر سيارة ترابانت المصنع، السيارة الأكثر مبيعا في ألمانيا الديمقراطية DDR.
"من سرعة 0 حتى 100 خلال يوم واحد". هذه كانت إحدى الأقاويل الساخرة في ألمانيا الديمقراطية السابقة، حول سيارة ترابانت "ترابي". حينها لم تنل سيارة مثل ذلك القدر من السخرية والاستهزاء الذي حظيت بها سيارة ترابانت. ولكن عندما خرجت آخر سيارة ترابانت من صالات التجميع في المصنع في تسيكاو، في 30 نيسان/أبريل 1991، كانت الدموع في عيون العاملين أقوى من كل التهكم والمزاح. فقد كان هؤلاء قد أحبوا السيارة فعلا على مر السنين.
محرك ثنائي ضمن هيكل بلاستيكي
خرجت أول سيارة ترابي في عام 1958 من مصنع القطاع العام الذي "يملكه الشعب" (VEB) للسيارات في مدينة تسفيكاو. وقد تم إنتاج ما مجموعه 3 ملاين سيارة. ولكن هذه الكمية لم تكن كافية. فقد كان الطلب، كما هي الحال في ألمانيا الديمقراطية، أكبر كثيرا من العرض باستمرار. كان يتوجب على الكثير من الراغبين الانتظار ما يزيد عن عشر سنوات، حتى يتمكنوا من الجلوس خلف المقود فخورين بسيارتهم الخاصة. وقد تميزت سيارة ترابانت بشكل أساسي بعلامتين تقنيتين فارقتين. الأولى كانت الهيكل الخارجي للسيارة، الذي لم يتم تصنيعه من الصفيح، وإنما من اللدائن الصلبة "بولميرات". وهكذا كان بالإمكان تخفيف الوزن والتكاليف. فقد كان الفولاذ ثمينا جدا في الاقتصاد الاشتراكي. إنتاج اللدائن الصلبة كان يحتاج إلى معالجة حصائر القطن المستوردة بأسعار رخيصة من الاتحاد السوفييتي وإشباعها (تشريبها) بالبلاستيك وكبسها بالشكل المطلوب. وكانت النتيجة، ومازالت، هيكلا يتمتع بالمتانة. الصفة الثانية المميزة لسيارة ترابي كانت المحرك الثنائي، الذي يعتبر غازه العادم مضرا جدا بالبيئة. وعندما كان المحرك يعمل، كان ينفث باستمرار كميات قليلة من الوقود والزيت المحروقين. بهذا تتكون الرائحة التقليدية التي تمكن المرء من تحديد موقع سيارة ترابانت، حتى على بعد بضعة مئات من الأمتار.
اليوم باتت سيارة ترابانت رمزا من الرموز بسبب صفاتها الخاصة وعلاماتها المميزة. ويوجد حاليا حوالي 30000 سيارة منها تسير على طرقات العالم، 250 منها نجحت في الوصول إلى الولايات المتحدة. في تسفيكاو يسترجع نادي سيارات ترابي الدولي ذكريات "السيارة الرمز"، وقد أقام متحفا خاصا وضع فيه موديلات أصلية وخاصة من السيارة، مثل السيارة المكشوفة، وسيارة السباق. بالإضافة إلى ذلك يعمل النادي على رعاية سجل دولي لسيارات ترابانت، كما يقوم أكثر من 150 ناد لهواة ترابانت بتنظيم العديد من لقاءات عشاق هذه السيارة.
