دكتور أوتكر وذواقة العالم
شركة إنتاج المواد الغذائية دكتور أوتكر "Dr. Oetker" في مدينة بيليفيلد توائم وصفاتها مع أذواق الشعوب والبلدان المختلفة.
يحبها الكنديون مع السجق الحارة، بينما يفضلها البريطانيون مع جبنة الموتزاريلا، وفي بولونيا لا يمكن أن يتصورها المرء في فرن الطهي إلا مغطاة بصلصة الفطر وشرائح الدهن، أما الألمان فيفضلونها مع شرائح السلامي: هكذا تحافظ البيتزا المجمدة أيضا على شعبيتها في شتى أنحاء العالم، من خلال محاكاتها رغبات وأذواق الشعوب. "عند حدود الطعام والشراب تنتهي العولمة"، حسب كلاوس غونتر، الذي يترأس قسم البحث والتطوير في مجال المواد الغذائية لدى شركة دكتور أوتكر، وهو على دراية جيدة بمختلف الأذواق في العالم. قبل أكثر من مائة عام تأسست الشركة في بيليفيلد، في مناطق نوردراين-فيستفالن، وهي اليوم من الشركات العائلية الرائدة في إنتاج الماركات المتميزة في صناعة المواد الغذائية في ألمانيا، وتنشط في حوالي 40 بلدا من بلدان العالم.
تؤكد دراسة تمت لصالح المفوضية الأوروبية أن وصفات الطعام في العالم ليست برامج موحدة، وإنما تتنوع بتنوع الشعوب. وقد تم اختبار أذواق حوالي 2000 طفل من ثمان دول من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وقد تبين أن الأثر الأكبر يكون للجنسية. أكثر 70% من الأطفال الألمان أكلوا الكعك الدسم بِنَهَم، بينما لم تتجاوز هذه النسبة في قبرص والسويد 40%. في المقابل يفضل الأطفال في ألمانيا وبلجيكا حلاوة عصير التفاح الطبيعية، بينما يحب صبيان وبنات السويد وهنغاريا وإيطاليا العصير المحلى.
ومن أجل تلبية متطلبات مختلف أذواق المستهلكين في العالم تمتلك شركة دكتور أوتكر العديد من أقسام البحث والتطوير وتعمل على مواءمة منتجاتها مع أذواق المناطق المختلفة. حيث يوجد العديد من الظواهر التي لا تستطيع حتى شركة مواد غذائية خبيرة فهمها. على سبيل المثال لغز "الجيلاتين". بينما تثير أطعمة حلوى الجيلاتين المتماسك لعاب الناس في النرويج، لا يكاد يوجد في السويد وفنلندة والدنمارك أي أثر لمثل هذه الأطعمة. أمر مشابه ينطبق على شرق أوروبا: في بولونيا يحب الناس الجيلاتين بنكهات الطبيعة وتوت العليق والليمون، بينما لا يأكلها أحد في هنغاريا وتشيكيا.
يتبين كلاوس غونتر وزملاؤه اختلفا واضحا من الشمال إلى الجنوب خلال أبحاثهم المتعلقة بوصفات الجيلاتين واللبن: الأتراك يحبونه مع الكثير من السكر وقطعة كبيرة من الزبدة، البلجيكيون يحبون الحلوى الخفيفة مع أقل ما يمكن من المقويات. وفي سلوفاكيا تزداد شعبية الحلوى بالشوكولاتة، إذا كانت لا تحتوي أية فتات من الكعك. مثل هذه الاختلافات الإقليمية مترسخة في ثقافة الطعام في كل من المناطق والبلدان منذ مئات السنين. إلا أن دكتور أوتكر تهتم أيضا باتجاهات التطور الحديثة على هذا الصعيد. ففي ألمانيا على سبيل المثال تتوجه رغبة المستهلك بشكل متزايد نحو المنتجات القليلة السكر.
المعرض الدولي الرابع والأربعين لمنتجات الحلوى (ISM) من 26 حتى 29 كانون الثاني/يناير 2014 في كولن