امرأةٌ أوروبيةٌ جديرةٌ في الفضاء
محلُ العمل الفضاءُ الخارجيّ: تعرَّف إلى رائدة الفضاء سامانثا كريستوفوريتي من المركز الأوروبي لرواد الفضاء واكتشف لماذا تعد أوروبا نموذجًا يُحتذَى به بالنسبة لها.
سامانثا كريستوفوريتي امرأةٌ صاحبةُ تفوُّقٍ وسَبق: إذ أصبحت في عام 2022 قائدةً أوروبية لمحطة الفضاء الدولية (ISS) لأول مرة، وكانت أولَ امرأةٍ إيطالية تذهب إلى الفضاء، وأولَ امرأةٍ تُحضِّر قهوةَ إسبريسو في الفضاء، وليس ثمة امرأةٌ أوروبيةٌ أخرى مكثت في الفضاء لفترةٍ أطول منها دون انقطاع (199 يومًا و16 ساعة). كما تعد رائدة الفضاء الإيطالية من المركز الأوروبي لرواد الفضاء من صفوة المرشحين لتكون أولَ امرأةٍ من أوروبا تُحلِّقُ إلى القمر.
كريستوفوريتي امرأةٌ أوروبية بجدارة، حيثُ شاركت في برنامج التبادل إيراسموس بلس عدة مرات، ودرست في الجامعة التقنية في ميونخ، وفي فرنسا وإيطاليا. وتعيشُ حاليًا مع عائلتها بالقرب من المركز الأوروبي لرواد الفضاء (EAC) في كولن.
تقول البالغةُ من العمر 46 عامًا إن مزيجًا من "التعليم المُميَّز والعمل الجاد والحظ" ساعدها على تحقيق حلمها بالطيران إلى الفضاء. كما أنها تناضلُ في عملها من أجل التفاهم والتآزر، وتتحدَّث بجانب الإيطالية والألمانية، كذلك الإنجليزيةَ والفرنسيةَ والروسيةَ والصينية. ودوَّنت في كتابها بعنوان "الرحلة الطويلة: دفتر يوميات رائدة فضاء؛ بالألمانية: Die lange Reise: Tagebuch einer Astronautin" الذي نُشر عام 2018: "من أعماقي أرى أنه لا ينبغي لنا أن نعيش على هذا الكوكب ونحن متشاجرون أو متعجرفون أو عابرو سبيل، ولكن مثل طاقم على متن سفينة فضاء على استعداد لنشمر عن سواعدنا معًا في أي لحظة". تُخصَّص جميعُ عائدات بيع الكتاب إلى وكالة إغاثة الأطفال التابعة لمنظمة الأمم المتحدة (يونيسيف)، وسفيرتها كريستوفوريتي.
تقول كريستوفوريتي إنه "لأمرٌ نمطيٌّ في أوروبا" أن ننقل المعرفةَ دائمًا. وما يمثلُ أهميةً حاسمةً في هذا الأمر هو قوة تنوُّع اللغات والثقافات في أوروبا. "في بعض الأحيان لا نعرف حتى أن لدينا هذه القوة. ولذلك من الضروري أن ننقل تجاربنا وخبراتنا إلى العالم، لأن البشر سوف يتعيَّن عليهم التواصلُ والعملُ معًا بشكلٍ وثيق أكثر من ذلك في المستقبل".
وقع الاختيارُ على كريستوفوريتي في مايو/أيار 2009 لتكون رائدة فضاءٍ في المركز الأوروبي لرواد الفضاء (ESA)، والذي تعتبر ألمانيا واحدةً من الدول الأعضاء فيه. ورافقتها إلى الفضاء في أحدث مهمةٍ فضائيةٍ لها دميةُ باربي "سامانثا" الفضائية المُصمَّمة خصيصًا لها. ومن خلال تلك الدمية ترغب كريستوفوريتي في إثارة الحماس عند الفتيات للذهاب إلى الفضاء والإبحار في موضوعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. وثمة سَبقٌ آخر لها: شاركت كريستوفوريتي في عام 2017 في تمرينٍ للبقاء على قيد الحياة في البحر الأصفر، نظَّمه مركزُ رواد الفضاء الصيني بالاشتراك مع رائد الفضاء ماتياس ماورر من المركز الأوروبي لرواد الفضاء. وكان هذا أولَ تدريبٍ مشتركٍ لرواد فضاءٍ صينيين وغير صينيين في الصين.