دراسة المهن الطبية المطلوبة
متطلبات العمل في القطاع الصحي تزداد حجماً وتنوعاً باستمرار. نستعرضُ ثلاثة مساراتٍ دراسية استشرافية.
علم الأوبئة
لقد أظهرت جائحة كورونا للبشرية الأهمية التي يتميز بها اختصاص علم الأوبئة. ولكن حتى مع نهاية الوباء، احتفظ هذا الاختصاص بأهميته كواحدٍ من أهم التخصصات المتعلقة بالصحة العامة في ألمانيا. ما الذي يُحافظ على صحة المواطنين؟ ما الذي يتسبب بالأمراض؟ ما الذي يُسهل انتشار الوباء؟ يبحث المتخصصون في علم الأوبئة عن إجابات على هذه التساؤلات، بهدف حماية المجتمع. وفي هذا السياق يلعب النظام الصحي دوراً لا يقل أهمية، كما يفعل الإطار السياسي والاجتماعي. وكذلك بالتأكيد السلوك الفردي. يمكن الحصول على الماجستير في هذا الاختصاص في جامعات ماينز وبريمن وفورتسبورغ، وكذلك في جامعة LMU في ميونخ وشاريتيه برلين.
المعلوماتية الطبية
لا يكاد يوجد عمل في القطاع الصحي ينطوي على هذا المقدار من التنوع: المعلوماتية الطبية هي نقطة تلاقي المعلوماتية مع الطب وتفاعلهما. من مهماتها التطوير المنهجي وهندسة البرمجيات الخاصة بالتشخيص المرضي والعلاج، إضافةً إلى المحاكاة والنمذجة. وهذا ما يُتيح المساهمة في الطب المستمر في التطور والتفرد بشكلٍ دائم. أيضاً تطوير عملياتٍ وآلياتٍ جديدة في مجال الصحة الإلكترونية والتطبيب عن بعد يُشكل جزءاً من هذه المهمات الجديدة. كل هذا إلى جانب تخطيط وتقييم الدراسات السريرية. المتخصصون في المعلوماتية الطبية يتوجب عليهم إذاً التعمق بشكلٍ جيد في كلا الجانبين - في الطب وفي المعلوماتية. في جامعة هايدلبيرغ، يجري تدريس هذا الاختصاص منذ العام 1972.
التربية الصحية
ما الفائدة من التطورات في مجال الطب إذا لم يقم أحد بنشرها وشرحها؟ بسبب النمو المستمر في الوعي وإدراك أهمية المعارف المتعلقة بالصحة، ازدادت أهمية العاملين في مجال التثقيف والتوعية الصحية. ومن مهماتهم على سبيل المثال تأهيل المتخصصين الذين سيعملون فيما بعد مع المرضى. إضافةً إلى تقديم المشورة المتعلقة بالموضوعات الصحية إلى المجموعات والمؤسسات والشركات. وهذه يمكن أن تكون مؤسسات عاملة في مجالات برامج الرياضة واللياقة أو التغذية أو حتى شركات كبيرة. من المهمات الكلاسيكية أيضاً التدريس في المدارس المهنية المتخصصة في المهن الصحية. هذا بالإضافة إلى التقييم العلمي لمجموعات البيانات أو وضع الدراسات. يمكن تأهيل المتخصصين في التربية الصحية في العديد من الجامعات والمعاهد التخصصية العليا، ومنها على سبيل المثال في فولدا وهامبورغ وشاريتيه برلين.