أفضل الأساليب – تعلم بلا حدود
التعلم من أجل الحياة: ما تعنيه هذه العبارة في القرن الواحد والعشرين، يظهر جليا في 141 مدرسة ألمانية في الخارج. ثمان منها تولي اهتماما خاصة بالتعليم المزدوج والاندماج، في نظرة موجزة.
اسطنبول
هناك، في أعلى شبه جزيرة القرن الذهبي في اسطنبول تقع "ليسيسي اسطنبول" Lisesi، واحدة من أفضل المدارس الألمانية في الخارج.
إنها مدرسة تبني الجسور: ليسيسي اسطنبول. الثانوية الواقعة في اسطنبول عند نقطة التقاء أوروبا مع آسيا تضم قسما كبيرا للغة الألمانية، وهي في ذات الوقت مدرسة تركية حكومية ومدرسة ألمانية في الخارج. الذي يميز مبدأ المدرسة: يدخل المدرسة أكثر التلاميذ موهبة في البلاد، بغض النظر عن أصولهم وعن دخل أسرهم. الموضوعات الأهم هي الرياضيات والعلوم الطبيعية. ليسيسي اسطنبول هي المدرسة الوحيدة بين المدارس الألمانية في الخارج التي ترتبط بشبكة متميزة من العلاقات مع مدارس MINT الألمانية في اتحاد مركز التميز في الرياضيات والعلوم الطبيعية. تلاميذ وتلميذات المدرسة يتمتعون أيضا بمواهب لغوية: فعلى الرغم من جهل الكثيرين منهم باللغة الألمانية لدى دخولهم المدرسة، فإن غالبية التلاميذ يتقدمون للامتحان النهائي في ختام مسيرتهم المدرسية باللغة الألمانية ويحصلون على الشهادة الثانوية (البكالوريا) الألمانية. بهذا يكون بمقدورهم الدراسة في ألمانيا. ويتم تأهيل الصغار في وقت مبكر لهذا الأمر. منذ 2010 تتعاون المدرسة الثانوية عند مضيق البوسفور مع جامعة كايزرسلاوترن التقنية، حيث ترتبط معها ببرنامج للدراسة عن بعد. البرنامج المتميز الذي يحمل شعار "طلاب رغم عدم الحصول على البكالوريا – جسر تواصل للموهوبين مع عالم الجامعات الألمانية" كان السبب في حصول مدرسة ليسيسي اسطنبول على الجائزة الأولى في مسابقة خارجية نظمتها غرف التجارة والصناعة الألمانية.
مدريد
فتح طرق جديدة انطلاقا من التقاليد. هذا ما تسعى إليه جهود مركز التعليم فيدا في العاصمة الإسبانية.
من يعتقد أن المدارس الألمانية في الخارج تقدم شهادات محصورة في التعليم العام بالطرق والمضمونات الكلاسيكية، يمكنه أن يرى شيئا أفضل مختلفا في معهد الشراكة الألمانية المزدوجة Formacíon Empresarial Dual Aleman (Feda). منذ 1982 يقدم هذا المركز التعليمي بفرعيه في مدريد وبرشلونة برامج للتأهيل المهني المزدوج في اللغة والثقافة. التخصصات الموجدة للتأهيل المهني هي تخصصات تجارية، أضيف إليها منذ 2013 للمرة الأولى التأهيل لمهنة بائع، وهو يتم باللغة الإسبانية. التأهيل المهني الذي يستمر سنتين يقوم على أساس مراحل من الدراسة النظرية والتطبيق العملي. الشركات التي تتيح أماكن التدريب العملي، وهي في ذات الوقت أعضاء في اتحاد المدرسة، هي شركات معروفة محترمة، وشركات ألمانية عريقة، مثل شركة صناعة الآلات الزراعية كلاس (Claas) إلى جانب شركات موضة إسبانية، مثل ديزيغوال (Desigual). على أساس هذه الفكرة اعترف مؤتمر وزراء الثقافة في الولايات الألمانية بمدرسة Feda كأول مدرسة ألمانية خارجية مستقلة معترف بها رسميا. بهذا تكون مدرسة مدريد فاتحة هذه الطريق الجديدة. فبسبب ارتفاع معدلات البطالة لدى جيل الشباب في بعض البلدان الأوروبية بات هذا التأهيل المهني المزدوج على كل لسان. وإلى جانب الأساس التأهيلي اللازم لبداية مهنية جيدة، يمكن أيضا تمهيد السبيل نحو دراسة جامعية، حيث يمكن للتلاميذ في بعض الأحوال الحصول على شهادة المدرسة الثانوية. ومن بين الفوائد أيضا اعتراف الجامعات ببعض المعارف والخبرات المكتسبة خلال هذا التأهيل المهني، مما يدعوها إلى اختصار فترة الدراسة الجامعية لهؤلاء الطلبة. ثمانية مراكز للتأهيل المهني المزدوج (BBZ) وثلاث مدارس ثانوية تخصصية منتشرة حول العالم، إلى جانب المدرستين المهنيتين في إسبانيا تحظى جميعها بدعم مالي من ألمانيا. يقع مركز ثقل التأهيل المهني المزدوج في البلدان الناطقة بالإسبانية، حيث يصل إجمالي عدد التلاميذ فيها إلى 700. ومن المفترض أن يزداد هذا العدد. ففي المدرسة الألمانية في تيسالونيكي اليونانية بدأ مؤخرا تطبيق مبدأ التأهيل المهني المزدوج. كما أن حكومة الإكوادور كلفت مدير BBZ السابق كمستشار لتبني أسلوب التأهيل المهني المزدوج في البلاد.
ماناغوا
المدرسة الألمانية في ماناغوا هي واحدة من أفضل المدارس في نيكاراغوا، تركز على الاندماج من خلال برنامج لتبني الملتحقين الجدد.
غليندا أوربينا تدرس علم النفس بنجاح في جامعة مارتن لوثر في هالة. وكانت قبل ذلك قد حصلت على البكالوريا الدولية من مدرسة ألمانيا في نيكاراغوا Colegio Alemán Nicaragüense، حيث تبين المدرسون مواهبها. إن حصول غليندا أوربينا على فرصة الدراسة التي تناسب إمكاناتها ومواهبها يعود بشكل كبير إلى برنامج تبني الملتحقين الجدد في المدرسة الألمانية ماناغوا. حيث تستقبل الأولاد الموهوبين من أبناء العائلات الفقيرة. هذه الفتيات الصغيرات اللواتي لم يكن بمقدورهن الالتحاق بالمدارس لمدة 12 عاما بأي حال من الأحوال، يحصلن على الترشيح من قبل أساتذتهن. حيث تحصل بعض منهن على منحة تشجيعية للدراسة في ألمانيا. منهن على سبيل المثال طبيبة الأطفال غلوريانا التي درست الطب في فرايبورغ وتدير حاليا أحد مشافي العاصمة النياكاراغوية. مشروع رائد يتضمن منصة تبرعات أون لاين سوف يساعد على التوسع في برنامج تبني الملتحقين الجدد.
سنغافورة
في عاصمة الاقتصاد في جنوب شرق آسيا سنغافورة يجب أن تتمتع المدرسة أيضا بالمستوى التقني المناسب. المدرسة الألمانية الأوروبية في سنغافورة تعتبر هنا مثالا رائدا.
الدولة المدينة الواقعة على القمة الجنوبية لشبه الجزيرة الماليزية بسكانها البالغ عددهم 5,5 مليون نسمة تشكل المركز التعليمي والتأهيلي في جنوب شرق آسيا. مع نهضة سنغافورة تطورت أيضا المدرسة الألمانية الأوروبية سنغافورة (GESS) لتصبح واحدا من أهم مراكز التعليم في المنطقة. في 1971 تأسست المدرسة على شكل مدرسة لأبناء العاملين في الشركات الألمانية في المنطقة الصاعدة. ومن أجل الصمود في وجه المنافسة التعليمية في سنغافورة قامت المدرسة بافتتاح قسم بالإنكليزية على أطراف منطقة غابات محمية لتكون فرعا "أوروبيا". كما ساهم في شهرة المدرسة أيضا تقنيات المعلوماتية والاتصالات الحديثة (IKT). مثال على "مشروع المدرسة الدولية": بمساعدة نظام مؤتمرات الفيديو التفاعلي تتيح GESS المحاضرات لتلاميذ المراحل العليا في سنغافورة وفي المدرسة الألمانية في شيانغ ماي الواقعة في شمال تايلاند، وذلك في ذات الوقت. هذا التواصل التقني الرقمي بين غرفتي التدريس هو برنامج من ابتكار المكتب المركزي للمدارس الألمانية في الخارج (ZfA)
سان باولو
مدرسة بورتو سينغورو في سان باولو هي أكبر المدارس الألمانية في الخارج.
رغم البعد مسافة 10000 كيلومتر عن ألمانيا، يظهر كيس الحلوى الألماني التقليدي الذي يحمله التلاميذ في أول يوم من أيام المدرسة. في كلية فيسكوندي دي بورتو سينغورو Colégio Visconde de Porto Seguro في جنوب البرازيل يحمل تلاميذ المرحلة الابتدائية كيس الحلوى بكل فخر. كما هي الحال مع غالبية المدارس الألمانية في البرازيل، تأسست هذه المدرسة مع بدايات القرن العشرين من قبل مهاجرين ألمان. اليوم تعتبر المدرسة من خلال فروعها الخمسة، المدرسة الخاصة الأكبر في البرازيل. ولأسباب اجتماعية يتم إعفاء مجموعة من التلاميذ من الرسوم المدرسية. في قسم التعليم المزدوج يتعرف الصغار من الجنسين على كلا الثقافتين منذ مرحلة روضة الأطفال. كما يتم أيضا الاهتمام بالعادات والتقاليد الألمانية: ففي الصفوف من كافة المستويات يحصل التلاميذ على أوسمة الرياضة الألمانية. مدرسة الكلية الألمانية تعتبر أيضا لهذا السبب على المستوى العالمي أكثر المدارس الألمانية في الخارج نجاحا.
دبلن
في بوتقة الاندماج العالمية دبلن تقوم المدرسة الألمانية سانت كيليان St. Kilian’s التي تتميز بكونها مؤسسة تعليمية ذات اتجاهات اندماجية مستدامة.
أطفال من أكثر من 50 جنسية يتعلمون في العاصمة الإيرلندية في مدرسة سانت كيليان الألمانية دبلن، التي تأسست في خمسينيات القرن الماضي. بعد الحرب العالمية الثانية قام الصليب الأحمر الإيرلندي ضمن إطار "مشروع شامروك" بجلب الأطفال الألمان اليتامى إلى إيرلندة. هناك كان من المفترض ألا ينسى هؤلاء لغتهم الأم. وعلى هذا الأساس تطورت مؤسسة تعليمية متميزة. "سانت كيليان تستورد التعليم المصنوع في ألمانيا، وبالنسبة لي يعني هذا بشكل أساسي النوعية الجيدة"، حسبما تؤكد مديرة المدرسة أليس لونش. في 2005 أسست سانت كيليان بالتعاون مع المدرسة الفرنسية "ليسيه فرانسيز دو إرلاند" حرما مدرسيا أوروبيا إلى الجنوب من دبلن. "لقد تمكنا من خلق بيئة تعليمية يتمكن تلاميذنا من خلالها من التعرف إلى الشعوب واللغات والثقافات الأخرى. إنهم يتعلمون احترام الآخر، وهذا لا يتعلق فقط بأصول هذا الآخر. وباعتبارنا مدرسة شاملة، فإننا نقبل أيضا التلاميذ المعوقين"، حسب أليس لونش. وهذا يتناسب تماما أيضا مع اهتمام المدرسة الألمانية في الجزيرة الخضراء بمشروع البيئة المعروف باسم "المدرسة الخضراء" ومشاركتها الفعالة به.
القاهرة
مدرسة الراهبات الألمانية في القاهرة تسعى إلى تأمين أساس تعليمي متين للفتيات في المجتمع المصري الذي يشهد تغيرات وتطورات كبيرة.
بين مدارس الراهبات الألمانية في الخارج (DSB) تبرز مدارس راهبات بوروميرن في القاهرة والاسكندرية. منذ أكثر من 100 عام تقوم هذه المدارس الرهبانية الكاثوليكية في البلد الإسلامي بعملها. تأسست المدرسة في الاسكندرية عام 1884 بغية تعليم الأولاد الناطقين بالألمانية، الذين كان آباؤهم يعملون في بناء المرفأ. وبسبب الطلب الكبير قامت الراهبات في 1904 بافتتاح مدرسة DSB في القاهرة أيضا. ومنذ 1964 أصبحت المدرسة مخصصة للبنات فقط. التلميذات هن في غالبيتهن من المصريات، من أبناء عائلات مسلمة أو مسيحية. ومن أهداف المدرسة تطوير الفتيات وتدريبهم على الثقة بالنفس والإبداع وتحمل المسؤولية، لكي يساهمن في المستقبل بدورهن في الأسرة والمجتمع المصريين، وبالتالي في تطوير المجتمع الذي يحتاج في مراحله الانتقالية بشكل خاص إلى العقول المتفتحة الذكية والمثقفة.
كيب تاون
تجاوز الحدود، جزء لا يتجزأ من المدرسة الألمانية الدولية في كيب تاون.
على سفوح جبل "رأس الأسد" تطل بإشراقتها على المدينة: المدرسة الألمانية الدولية في كيب تاون DSK فريدة في كل شيء. يؤدي الأولاد بأربع لغات أنشودة المدرسة الدولية كيب تاون التي تقطن أحد الجبال المحلية في المدينة الساحلية الجميلة. الألمانية والإنكليزية والأفريقية ولغة كسهوسا، يتم تداولها وتعلمها هنا، حتى قبل القضاء على نظام الفصل العنصري. وعندما كان التمييز العنصري لغير البيض من يوميات الحياة في جنوب أفريقيا، وكان نيلسون مانديلا قابعا في سجنه، كانت DSK تفتح أبوابها لجميع الناس، من كافة الأجناس والألوان. أطفال من البلدات الفقيرة "تاونشيب" يمكنهم منذ زمن بعيد الذهاب إلى "المدرسة الثانوية الجديدة". تقدم الحكومة الألمانية الاتحادية دعما ماليا لتسديد رسوم الرسوم المدرسية للأولاد الذين ما كان بمقدور أسرهم إرسالهم إلى المدارس إطلاقا. كما هي الحال مع ديميلزا موليغان. ابنة الثلاثين عاما اليوم، تعلمت سابقا في مدرسة DSK ثم درست في المعهد العالي التخصصي في مونستر، حيث تخصصت في الإدارة الدولية. ومن الإمكانات التي تتميز بها موليغان التعدد الثقافي. وهي تعمل اليوم في إحدى الشركات الألمانية في جوهانسبورغ.