إلى المحتوى الرئيسي

أطباء في مساعدة أطباء

شراكات مشافي ألمانية-سورية تقدم مساهمة مهمة في إعادة إعمار النظام الصحي في سورية. 

Autorinميريام هوفماير , 05.03.2025
من المفترض أن تؤدي شراكات المشافي الألمانية-السورية إلى تحسين الخدمات الطبية.
من المفترض أن تؤدي شراكات المشافي الألمانية-السورية إلى تحسين الخدمات الطبية. © AdobeStock

«الأوضاع في سورية دراماتيكية»، يقول الدكتور سومر حسن، نائب مدير مشفى مانهايم الجامعي: «حتى في المشافي الكبيرة، فإن أبسط الأشياء مثل المحلول الملحي، والقنيات، وخيوط العناية بالجروح أو المضادات الحيوية مفقودة». بعد مرور ما يقرب من 14 عامًا على الحرب الأهلية، أصبح أكثر من ثلث المستشفيات ونصف المراكز الصحية في سورية إما لا تمتلك أطقم عمل كافية، أو ليس لديها أي أطقم عمل على الإطلاق. ففي عهد نظام الأسد كانت المشافي الواقعة في مناطق سيطرة الثوار تتعرض للقصف بشكل مستهدف. أكثر من نصف العاملين في المجال الطبي غادروا البلاد. وزارة الخارجية الألمانية قدمت خلال العام 2024 مساعدات إنسانية بقيمة 220 مليون يورو. 

تقديم المعارف إلى الأطباء السوريين

خلال مؤتمر عقد في برلين في شباط/فبراير 2025، تبادل حوالي 300 مشارك، بما في ذلك سومر حسن، الأفكار حول الاحتياجات في سورية وأفكار المشاريع الأولية للشراكات بين المشافي الألمانية والسورية. طبيب العيون، الذي جاء إلى ألمانيا في عام 2010 للتدريب التخصصي، هو نائب رئيس الجمعية السورية للأطباء والصيادلة في ألمانيا (SyGAAD). وهو يقول «نحن متحمسون للغاية لدعم زملائنا في سورية، ونود أن ننقل إليهم المعارف التي اكتسبناها هنا». يعمل في ألمانيا 6000 طبيب من حملة جواز السفر السوري. كثيرون منهم تقدموا بطلبات إلى وزارة التنمية، لأنهم يرغبون في تقديم المساعدة. يقول حسن: «يتحدث أعضاء الجمعية اللغتين ولديهم اتصالات عديدة مع المشافي السورية، لذا يمكننا إقامة وإنجاز المشاريع بسرعة نسبية». المساعدة مطلوبة ليس فقط في المدن الكبرى، بل وأيضاً وبشكل خاص في المناطق الريفية، حيث مستويات الرعاية أسوأ: «من المهم الآن البدء في عدة أماكن على التوازي، وإطلاق مشاريع أكبر من أجل تحسين الوضع بشكل فعال ومستدام.»

حسن سومر كوير هو نائب رئيس الجمعية السورية للأطباء والصيادلة في ألمانيا.
حسن سومر كوير هو نائب رئيس الجمعية السورية للأطباء والصيادلة في ألمانيا. © Universitätsmedizin Mannheim

الدكتور الدكتور فراس الأصيل، وهو طبيب متخصص في جراحة العظام والصدمات في دورتموند، عاد للتو من رحلة إلى سوريا، حيث زار العديد من المستشفيات وتحدث مع وزير الصحة في الحكومة الانتقالية في دمشق. بالتعاون مع اتحاد منظمات المساعدة الألمانية السورية (VDSH)، يريد الأصيل المساعدة في استعادة الرعاية الطبية الأساسية في مسقط رأسه البوكمال عند الحدود السورية العراقية كجزء من شراكة عيادة. فقد تعرض كل من المشفى والمركز الصحي لأضرار كبيرة أو للنهب خلال الحرب الأهلية. الهدف هو، أولا توفير الخدمات الطارئة وخدمات الولادة، حسب فراس الأصيل: «"نريد تأهيل وتدريب القابلات وموظفي التمريض وتقديم نظام إدارة الجودة». كما يأمل الطبيب أن يبدأ المشروع في وقت مبكر من شهر أيار/مايو.

فراس الصالي من مدينة البوكمال السورية عند الحدود السورية-العراقية.
فراس الصالي من مدينة البوكمال السورية عند الحدود السورية-العراقية. © privat

جهود ألمانية من أجل سورية

في كانون الثاني/يناير الماضي صرحت وزيرة التنمية الألمانية سفينيا شولتسة أن ألمانيا قادرة على المساهمة بشكل كبير في تحقيق بداية اجتماعية جديدة في سوريا. ويعود الفضل في ذلك أيضًا إلى «ثروة الخبرة» التي يتمتع بها الأطباء السوريون الذين يريدون الانخراط في وطنهم القديم. وأضافت أن ألمانيا لديها مصلحة في الاحتفاظ بهؤلاء الأشخاص لأن النظام الصحي الألماني يحتاج إليهم: «إن ما يهم في نهاية المطاف هو ما يريده أصحاب هذه الخبرات والمهارات أنفسهم لحياتهم. من خلال إقامة شراكات بين المشافي الألمانية والسورية، نسعى إلى أن نجعل من الممكن القيام بكلا الأمرين: المشاركة في سوريا انطلاقا من ألمانيا.»

دعم مستهدف لإعادة إعمار سورية

بعد تغيير السلطة في دمشق في كانون الأول/ديسمبر2024، أعلنت الحكومة الألمانية استعدادها للمساهمة في إعادة الإعمار بما يتجاوز المساعدات الطارئة، وذلك من أجل دعم التنمية نحو سورية مستقرة وسلمية. وقد كانت ألمانيا منذ فترة طويلة واحدة من أهم الدول المانحة عندما يتعلق الأمر بالمساعدات الإنسانية لسورية. فخلال العام 2024 قدمت وزارة الخارجية الألمانية ما مجموعه 220 مليون يورو من المساعدات. وبالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمات غير حكومية مختلفة، سيتم توفير حوالي 57 مليون يورو لتوفير الغذاء وإمدادات المياه والملاجئ الطارئة والرعاية الطبية في عام 2025. 

شراكات مشافي ألمانية-سورية

تعمل الشراكات بين المشافي الألمانية والسورية على تعزيز إعادة بناء الخدمات الطبية في سورية على نحو مستدام. وتخصص الحكومة الاتحادية 15 مليون يورو لدعم المشافي والمنظمات غير الحكومية والجمعيات الألمانية في تعاونها مع المؤسسات السورية الشريكة على مدى السنوات الثلاث المقبلة. من خلال دورات تدريبية ينقل أطباء من ألمانيا معارفهم بهدف تخفيف النقص في الكوادر الطبية في سورية. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الأموال لشراء المعدات الطبية. يسعى برنامج «شراكات المشافي - الشركاء يعززون الصحة» إلى تعزيز التعاون طويل الأمد بين المنظمات الصحية الألمانية ومؤسسات الصحة العامة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل في جميع أنحاء العالم. بتمويل من الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ) ومؤسسة إلزة- كورنر-فريزينيوس، تقوم الهيئة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) بتنفيذ البرنامج.