مساعدات ألمانية لسورية
من خلال تعيين منسق خاص وتقديم المزيد من الدعم للمساعدات الإنسانية تؤكد ألمانيا التزامها تجاه سورية.
بعد سقوط الرئيس بشار الأسد الذي حكم البلاد لفترة طويلة، تعمل ألمانيا على تكثيف جهودها من أجل سورية المسالمة والمستقرة. وقد أرسلت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك إشارة واضحة من خلال تعيين منسق خاص وتقديم مساعدات إنسانية إضافية: دعم إعادة الإعمار ورعاية السكان المحليين والمساهمة في استقرار المنطقة.
منسق خاص لإعادة الإعمار في سورية
من المفترض أن يعمل المنسق الخاص ووزير الدولة في وزارة الخارجية، توبياس ليندنر، على تعزيز المشاركة الألمانية في سورية وتنسيق التعاون مع الشركاء الدوليين. ونظرا للأوضاع الهشة في البلاد، تواصل ألمانيا الاعتماد على الدبلوماسية المكوكية انطلاقا من بيروت، حيث لا توجد خطط لإعادة فتح السفارة الألمانية في دمشق في المستقبل القريب، بحسب وزارة الخارجية.
وقد عرضت الوزيرة مساعدة ألمانيا في تفكيك الأسلحة الكيميائية. وقالت: «لدينا الآن فرصة لجعل العالم آمنًا من أسلحة الأسد الكيميائية مرة واحدة وإلى الأبد». وأضافت: «ولذلك يجب نقل الأسلحة المتبقية إلى عهدة دولية في أسرع وقت ممكن». وقد شاركت ألمانيا بالفعل في تفكيك الأسلحة الكيميائية السورية في الماضي عندما وقعت في أيدي معارضي الأسد.
ثمانية ملايين يورو من أجل المساعدات الإنسانية
ومن أجل التخفيف من حالة الطوارئ الحادة، تقدم الحكومة الاتحادية ثمانية ملايين يورو من المساعدات الإنسانية الفورية. لقد دمرت الحرب الأهلية وسقوط الأسد البلاد، وأدت إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية. فقد ارتفع سعر الخبز مؤخرا بنسبة 900 في المائة. منذ عام 2012، تعهدت ألمانيا بتقديم أكثر من 17 مليار يورو لدعم سكان البلاد واللاجئين في المنطقة.
كما أشارت وزيرة التنمية سفينيا شولتس إلى مطالبة القيادة الجديدة في سوريا بمزيد من الالتزام. وشددت على أن حماية حقوق الأقليات وضمان حقوق العودة للاجئين يجب أن تكون من الأولويات. علاوة على ذلك تطالب ألمانيا أيضًا بمنح عمال الإغاثة الإنسانية إمكانية الوصول دون عوائق إلى جميع مناطق سوريا، بما في ذلك الشمال الشرقي الكردي.
ضمان الاستقرار في المنطقة
بعد الانقلاب في سورية، دعا وزير الدفاع بوريس بيستوريوس إلى تعزيز التعاون لتحقيق استقرار الوضع في الشرق الأوسط. وعلى هامش المحادثات الحكومية في العراق، أشار الوزير أيضًا إلى احتمال مشاركة ألمانية أكبر في حال وجود الرغبة في ذلك.
وأضاف أن أوروبا وألمانيا «لا يمكن أن تسمحا لأنفسهما بالوقوف موقف المتفرج. فالمنطقة أهم بذلك بكثير»، حسب الوزير. بالنسبة لألمانيا، قد يعني هذا أيضًا العمل مع الحكام الجدد في «سورية الجديدة»، في حال «استفادوا من الفرصة المتاحة لهم الآن واستطاعوا بسرعة ضمان بعض الهدوء الذي يمكننا البناء عليه بعد ذلك». (مع dpa)