مساعدات للاجئين السوريين
أحمد بيرم يعمل لدى مجلس NRC لمساعدة اللاجئين في الشرق الأوسط. أوضاع اللاجئين في المنطقة تزداد سوءا باستمرار.
في 2011 اندلعت في سورية الحرب الأهلية. ما بدأ باحتجاجات وتظاهرات ضد حكومة الرئيس بشار الأسد أدى مع الوقت إلى أزمة إنسانية مستمرة مع مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين.
أحمد بيرم، كان يعيش في سورية في العام 2011. الشاب السوري ذو الأصول اللبنانية أنهى للتو دراسته في جامعة حلب. «من حسن حظي أنني تمكنت من النجاح في كافة الامتحانات دفعة واحدة. وإلا، كان علي ربما إعادة العام الدراسي، ولكن الجامعة قد أقفلت أبوابها بسبب الحرب». بسبب التوترات المتزايدة بحث الشاب البالغ آنذاك 21 سنة من العمر عن عمل في موطنه الثاني، لبنان. عمل ثلاث سنوات لدى مؤسسة إنقاذ الأطفال، وهو يعمل اليوم لدى المجلس النرويجي لمساعدة اللاجئين NRC ويعيش في العاصمة الأردنية عمان. من هناك يقوم المجلس النرويجي لمساعدة اللاجئين المدعوم من ألمانيا بتنسيق أعماله في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك الأراضي الفلسطينية وسورية ولبنان.
في 2022 قدم NRC المساعدات لما يزيد عن 9,8 مليون إنسان في 40 بلدا. حوالي 10 في المائة من موازنة مجلس NRC تأتي من ألمانيا. في 2017 تم أيضا تأسيس فرع ألمانيا: NRC ألمانيا تخصص بشكل أساسي في جمع التبرعات. فمن خلال الإعلانات الطرقية وحدها تمكن NRC ألمانيا من تحفيز ما يزيد عن 5000 متبرع ألماني بانتظام. ومن خلال متجر الويب «أونلاين» يقدم NRC ألمانيا ملابس شتوية ومدافئ ومساعدات أخرى للنازحين. يقوم الراغبون في المساعدة بشراء هذه المساعدات من المجلس النرويجي، وتقوم المنظمة بتوزيعها على المحتاجين. في 2022 تمكن الفرع الألماني من جمع ما يزيد عن 53 مليون يورو من أجل مشروعات جديدة. وقد تم استخدام الأموال أيضا لدعم مشاريع في ميانمار وبنغلادش وأوكرانيا واليمن وسورية.
بالإضافة إلى تمويل المشاريع، شارك المجلس النرويجي للاجئين في ألمانيا بنشاط في التنسيق والتبادل مع المنظمات غير الحكومية الأخرى والمؤسسات الحكومية لتحسين المبادئ التوجيهية السياسية والمساعدات الإنسانية. وتعمل المنظمة على تعزيز التبادل المنتظم والحوار الاستراتيجي مع وزارة الخارجية الألمانية، وصندوق إعادة الإعمار (KfW) والهيئة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) والوزارة الاتحادية للتعاون التنموي (BMZ)، التي تدعمها أيضًا.
قيود العمل للاجئين في لبنان
يقدم المجلس النرويجي NRC في سورية ولبنان في المقام الأول مساعدات طويلة الأجل، مثل دعم الناس في تأسيس أعمالهم الخاصة أو يقدم منحا دراسة وإعانات. «نحن نساعد الأشخاص، على سبيل المثال، الذين أسسوا مقهى أو يرغبون في العمل لحسابهم الخاص مثل ميكانيكي سيارات أو مصفف شعر». المجموعة المستهدفة هي من المحتاجين، سواء في بلدانهم الأصلية أو من اللاجئين. غالبتيهم من سورية. يعيش في الأردن بشكل رسمي 643000 سوري، ومن المتوقع أن يكون عدد اللاجئين غير المصرح عنهم ضعف هذا الرقم تقريبا. بينما وصل عدد اللاجئين السوريين إلى لبنان إلى حوالي 1,5 مليون، علما بأن عدد سكان لبنان يبلغ 5,5 مليون نسمة. وغالبا ما يكون الوضع القانوني للاجئين في لبنان صعبا. حيث يسمح للاجئين السوريين بالعمل في ثلاثة قطاعات اقتصادية فقط: في الزراعة وفي البناء وفي التنظيف. وحسب منظمة محاربة الجوع في العالم فإن 60 في المائة من اللاجئين السوريين تتراوح أعمارهم من 15 إلى 24 سنة، وهم بدون عمل ولا دراسة. بيرم يرى في هذا هدرا وخسارة هائلة للموارد والإمكانات.
وهو يتحدث عن بهار، اللاجئ السوري الذي التقاه في لبنان. الفتى البالغ من العمر 15 عاما فقد في الحرب والديه وإخوته. وقد عمل بشكل جزئي في مطعم، كي يتمكن من استئجار غرفة تؤويه وكان يمضي بقية النهار في القراءة والدراسة. «ربما كان أذكى فتى أقابله في حياتي». بفضل منحة دراسية حصل بهار على مقعد للدراسة في جامعة أوكسفورد، وهو يدرس الآن في بريطانيا. «أتساءل أحيانا كم قصة نجاح مشابهة تفوتنا لأننا لا نمنح الشباب السوريين الفرص المناسبة».
ألمانيا تدعم جهود مجلس NRC في لبنان بمبلغ 1,65 مليون يورو، وخاصة من أجل مساعدة اللاجئين في المسائل القانونية. بهذا يتمكن مجلس NRC من منع عمليات الإخلاء القسري للمنازل، ويتيح للأطفال التسجيل في المدارس ويساعد في الحصول على وثائق الهوية وشهادات الميلاد والطلاق.
البحث عن حلول طويلة الأجل للاجئين
«لدينا مشروع كبير يدعمه بنك التنمية وإعادة الإعمار الألماني KfW وهو يهتم بإجراءات بناء ونشر السلام. حيث يتناول إجراءات طويلة الأجل، مثل خلق فرص عمل وتوفير أسس الحياة. الهدف هو مساعدة الناس وفتح الطريق لهم نحو الاستقلالية والاعتماد على الذات. ولكن مازال هناك حاجات كثيرة»، يقول بيرم.
ومن أجل التخفيف من الآثار الدراماتيكية المستمرة للحرب الأهلية السورية، قدم المجتمع الدولي 7,5 مليار يورو خلال مؤتمر المانحين في أيار/مايو 2024. جزء كبير من هذه المساعدات يأتي من ألمانيا. حيث قدمت وزارة الخارجية الألمانية وعودا بتخصيص حوالي مليار يورو لمساعدة الناس في سورية وفي البلدان المستقبلة للاجئين. حوالي اثنين مليار يورو جاءت من الاتحاد الأوروبي. 560 مليون يورو منها ستذهب إلى الأردن ولبنان والعراق لمساعدة اللاجئين السوريين في الموقع.