طبيبُ معبد أنغكور
يعمل المحافظ لونغ ناري بالاشتراك مع خبراء ألمان لحماية الإرث الثقافي الأكثر شهرةً في كمبوديا.
كلما كان المعبدُ أكثر قِدَمًا، زادت الحاجةُ للاهتمام به وصيانته. يصل عمرُ معظم المعابد الموجودة في الحديقة الأثرية الممتدة على مساحة 400 كيلومتر مربع في منطقة أنغكور بكمبوديا إلى أكثر من 1000 عام. وحتى يظل تراثُ اليونسكو الثقافيّ محفوظًا لأجيالٍ قادمة، تجب صيانةُ المرافق والأحجار وترميمها. يُكرِّس لونغ ناري حياتَه لهذه المهمة بشغفٍ ممتد منذ أكثر من 40 عامًا. يعمل لدى هيئة آثار أنغكور، وهو كبيرُ المحافظين في وحدة الحفاظ على الأحجار.
يشارك لونغ ناري منذ تسعينيات القرن الماضي في مشروع الحفاظ الألماني "أبسارا" التابع لوزارة الخارجية الألمانية؛ إذ يُدرِّب سنويًا العديدَ من الطلاب بالتعاون مع فريق خبراء ألماني مكوَّن من مُطوِّرين وباحثين. والهدف هو الحفاظ على النقوش البارزة في أنغكور وات، المعبد المرموق عالميًا والأكثر شهرةً في الحديقة. يقول ناري، المعروف باسم "طبيب الأحجار" هنا في مقاطعة سيام ريب: "آلافُ السياح يأتون إلى هنا يوميًا للاستمتاع بتراثنا الثقافيّ. أتمنى أن تتمكَّن أجيالٌ عدة في المستقبل من الإعجاب بهذا الإرث. الأحجارُ عرضةٌ للإصابة بالأمراض، مثلنا نحنُ البشر. تتمثَّل مهمتُنا في التعرُّف على نقاط الضعف هذه بشكلٍ مباشر، ومن ثم معالجة الأحجار بما يتناسب". ويطمح ناري حتى تقاعده، وبدعمٍ من الفريق الألمانيّ، إلى تدريب أكبر عددٍ ممكن من الطلاب وتمرير خبراته الممتدة لسنوات بصفته طبيب المعبد.