إلى المحتوى الرئيسي

ألمانيا من الأعلى

يعرف جيرهارد لاونر ألمانيا، كما لا يعرفها أحد؛ إذ هو يراها من منظور الطائر المُحلِّق في السماء. يحكي المصوِّرُ الجويُّ عن أكثر ما يثيرُ إعجابَه.

Anja Leuschnerحوار: آنيا لويشنر, 03.03.2025
ألمانيا من الأعلى: بحيرة تيجرنزيه
ألمانيا من الأعلى: بحيرة تيجرنزيه © Gerhard Launer

يتمتَّع جيرهارد لاونر بخبرةٍ تصلُ إلى 47 عامًا في التصوير الفوتوغرافيّ الجويّ. قضى خلالها قرابة 14 ألف ساعةٍ في الهواء، وقطع مسافة 2.6 مليون كيلومتر. يحكي في الحوار الصحفيّ، كيف يرى ألمانيا من الأعلى.

ما الذي يجذبك في مهنة المصوِّر الجويّ، سيد لاونر؟
يُطالع المرءُ أشكالًا في الطبيعة، وأنماطًا، لا يمكن أن تُرى إلا من منظور الطائر. كما أمكنني أن أشاهد من الطائرة التغييرات التي طرأت على مدار السنين؛ منطقة الرور، على سبيل المثال، تحوَّلت من آبارٍ للتعدين في الماضي إلى مراكز ثقافية-صناعية أو حدائق طبيعية. وهناك أيضًا تغييراتٌ سلبية، مع الأسف، مثل موت الأشجار، أو تدمير غاباتٍ بأكملها، مثل ما حدث بسبب إعصار كيريل. وإن سُئلت عن أحب أماكن التصوير إلى قلبي، فسأختار بحر وادن. إن التغيُّرات المستمرة التي تطرأ بسبب حركة المدّ والجزر، وأوقات اليوم، وفصول السنة، أو بسبب الجو يجعل التقاطَ المنظر نفسه لمرةٍ ثانية بشكلٍ متطابق أمرًا شبه مستحيل.

عمل جيرهارد لاونر مُصوِّرًا جويًّا لسنواتٍ عدة.
عمل جيرهارد لاونر مُصوِّرًا جويًّا لسنواتٍ عدة. © Klaus-Ulrich Stohrer

كيف أصبحتَ مُصوِّرًا جويًّا؟ 
بينما كنتُ أدرس لأصبح مُصمِّم جرافيك، حصلتُ على رخصة طيَّار خاص؛ إذ كنتُ أهوى الطيران. وخلال دراستي، تخصَّصتُ في التصوير الفوتوغرافيّ. ومن هنا جاءتني الفكرة، وهي أن أجمع بين هوايتي؛ الطيران، وبين وظيفتي، لذا كان من الضروري أن أحصل على رخصة طيَّار تجاري. أعملُ منذ عام 1977 مصوِّرًا جويًا.

لقد اخترت قصدًا أن تصوِّر ألمانيا من الأعلى. لماذا؟
لقد حلَّقتُ فوق بعض المناطق في الولايات المتحدة الأمريكية أيضًا لفترةٍ من الوقت، وخاصةً الحدائق الوطنية في أريزونا ويوتا، والتي أسرتني بعظم مساحتها وتصميمها. ولكنني بسبب ذلك، أدرك في كل مرةٍ أحلّقُ فيها في سماء ألمانيا كم أن وطني بديعٌ ومتنوعٌ ومختلف، ولو على مساحةٍ أصغر نسبيًا. 

هل تود مشاركتنا لحظةً خاصة عشتها في خلال إحدى رحلاتك الجوية؟
ثمة تجربةٌ شديدةُ الخصوصية عشتها أثناء التصوير فوق غابة مدينة تورينغن الملوَّنة بألوان فصل الخريف، حين شاهدتُ تحتي، فجأةً على غير المتوقع تمامًا، سربًا ضخمًا من طيور اللقلق. شعرتُ أن عددهم تجاوز 100 طائر، اجتمعوا هنا، على الأغلب، ليستكملوا رحلتهم معًا إلى الجنوب. كانت مشاهدة التغيُّرات الدائمة في تشكُّل سربهم أمرًا فاتنًا بحق.

مشهدٌ نادر: سربٌ من طيور اللقلق على حدود مدينة آيزناخ
مشهدٌ نادر: سربٌ من طيور اللقلق على حدود مدينة آيزناخ © Gerhard Launer